أيمن سلامة: قراءة في الاعتراضات على تأهيل المدنيين في الأكاديمية العسكرية ..جهل بالغاية وتشكيك في النوايا


دعونا لا نعير أي اهتمام لفريات المشككين، أولئك الذين لم يستوعبوا بعدُ الرؤية الثاقبة، والهدف الأسمى من وراء هذا الصرح الشامخ، الأكاديمية العسكرية المصرية، وهي تحتضن بين جدرانها نخبة من أبناء مصر المخلصين، قادمين من وزارات وهيئات شتى، ليتسلحوا بعلوم ومعارف، لم تكن بالأمس القريب في متناول أيديهم.
أيها السادة، إن الأمن القومي ليس مجرد شعار يتردد على الألسنة، بل هو حصن منيع، قوامه الوعي والإدراك، والقدرة على استشراف المستقبل ومواجهة التحديات. كيف لنا أن نؤمن هذا الحصن، ونحمي مصالح بلادنا العليا، دون أن نُعِدَّ له حراساً مُسلَّحين بالعلم والبصيرة، لا بالسلاح وحده؟
إن هؤلاء المنتسبين إلى هذا البرنامج الفريد، ليسوا مجرد موظفين ينتقلون بين المكاتب، بل هم عيون ساهرة، وعقول مُتفكرة، ستُعين القيادات العليا في اتخاذ القرارات الصائبة، وستكون لهم بصمة واضحة في صياغة مستقبل هذا الوطن.
ألم يقرأ هؤلاء المشككون البرنامج التعليمي؟ ألم يتفحصوا بعمق تلك المقررات التي تمزج بين العلوم العسكرية والاستراتيجية، وبين العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية؟ ألم يدركوا أن هذه الكوكبة من الدارسين، ستنهل من معين خبرات أكابر الأكاديميين والوزراء والسفراء والقادة العسكريين والمدنيين؟
إن الأكاديمية العسكرية، بقيادة الفريق أشرف سالم زاهر، ليست مجرد مؤسسة تعليمية عريقة، بل هي صرح شامخ، يتربع على قمة العطاء الوطني. إنها معقل الرجال، وعرين الأبطال، الذين يُعاد إعدادهم وتأهيلهم، ليكونوا على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم.
إن الهدف ليس مجرد تزويد هؤلاء الدارسين بشهادات أو أوراق اعتماد، بل هو بناء جيل جديد من القادة والكوادر المؤهلة، القادرة على فهم تعقيدات المشهد الإقليمي والدولي، واستيعاب التحديات الأمنية والاقتصادية، والمساهمة بفاعلية في حماية مصر وصون مقدراتها.
إن الزيارات الميدانية التي يقوم بها هؤلاء الدارسون إلى المؤسسات الوطنية البارزة، ليست مجرد رحلات ترفيهية، بل هي نافذة يطلون منها على الواقع العملي، ويتفاعلون مع الخبرات المتراكمة، ويكتسبون رؤية شاملة ومتكاملة لدور هذه المؤسسات في خدمة الوطن.
أيها المشككون، كفوا عن ترديد الشبهات، وتعالوا لتروا بأعينكم هذا الجهد المبارك، وهذا العطاء المخلص. تعالوا لتشاهدوا كيف يتم غرس بذور الوعي والانتماء في نفوس هؤلاء الدارسين، وكيف يتم إعدادهم ليكونوا قادة المستقبل، وحماة الوطن.
إن الأكاديمية العسكرية، وهي تفتح أبوابها لاستقبال هؤلاء النخبة من المدنيين، إنما تؤكد على إيمانها الراسخ بأهمية التكامل بين القطاعين المدني والعسكري، في سبيل تحقيق الأمن والرخاء لمصرنا الغالية.
فليخرس المشككون، وليعلموا أن هذا البرنامج ليس مجرد إضافة نوعية، بل هو ضرورة حتمية، لمواكبة التطورات المتسارعة، وحماية مصالح مصر العليا في هذا العالم المضطرب.