الجمعة 25 أبريل 2025 06:18 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

دكتور أيمن سلامة العرابي والتضامن الأفروآسيوي: تحالف العمالقة لإعادة تشكيل النظام العالمي!”

النهار نيوز

في منعطف تاريخي حاسم، تتجه الأنظار نحو قامة دبلوماسية مصرية شامخة، هو الوزير الأسبق محمد العرابي، الذي عاد ليتبوأ موقعًا قياديًا رفيعًا، رئيسًا لمنظمة التضامن الأفروآسيوي. هذه العودة ليست مجرد تتويج لمسيرة حافلة بالإنجازات، بل هي إيذان بمرحلة جديدة من التعاون والتكامل بين قارتين عظيمتين، في ظل نظام عالمي يشهد تحولات جذرية. العرابي، ذلك الفارس الذي ترجل عن صهوة الدبلوماسية الرسمية ليظل حاضرًا بقوة الفكر والرؤية، يمثل قيمة مضافة حقيقية لهذه المنظمة العريقة. خبرته العميقة في دهاليز السياسة الدولية، وشغله لمنصب وزير الخارجية في أحلك الظروف الحرجة التي مرت بها مصر الحديثة، إبان ثورة يناير، أكسبته حصانة دبلوماسية فريدة وقدرة استثنائية على قراءة المشهد العالمي المعقد. لقد كان صوت مصر مدويًا في عشرات المحافل الدولية بفضل حضوره اللافت ورؤيته الثاقبة. إنه ليس مجرد اسم يتردد في الأوساط الدبلوماسية، بل هو مدرسة في فن القيادة والحوار، وقامة وطنية تملك القدرة على استشراف المستقبل وصياغة الرؤى الاستراتيجية. في هذا السياق، يكتسب تولي العرابي لرئاسة منظمة التضامن الأفروآسيوي دلالات عميقة. هذه المنظمة، التي ولدت من رحم حركات التحرر الوطني في أفريقيا وآسيا، لعبت دورًا محوريًا في مناهضة الاستعمار وتعزيز حق الشعوب في تقرير مصيرها. واليوم، في عالم يواجه تحديات جديدة من صعود قوى دولية وتفاقم الأزمات الاقتصادية والبيئية، يزداد دورها أهمية في تجميع قوى الجنوب العالمي. منظمة التضامن الأفروآسيوي ليست مجرد تجمع جغرافي، بل هي منصة فكرية وسياسية تسعى إلى بناء نظام عالمي أكثر عدلًا وتوازنًا، يعكس تطلعات شعوب القارتين. إنها تسعى لتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي، وتبادل الخبرات في مجالات التنمية المستدامة، ومواجهة التحديات الأمنية المشتركة، وعلى رأسها مكافحة الإرهاب. تأتي رؤية العرابي المتفردة للنظام العالمي لتلتقي مع أهداف المنظمة في هذه المرحلة الحساسة. إيمانه الراسخ بأهمية التضامن بين دول الجنوب، وقدرته على بناء جسور من الثقة والتفاهم، يمثلان إضافة نوعية للمنظمة في سعيها لتعزيز مكانتها وتأثيرها على الساحة الدولية. إن رئاسة العرابي للمنظمة ليست مجرد منصب تشريفي، بل هي تكليف بمهمة تاريخية. إنها فرصة حقيقية لإعادة إحياء دور المنظمة كقوة دافعة للتغيير الإيجابي في النظام العالمي، وتعزيز صوت دول أفريقيا وآسيا في المحافل الدولية. في الختام، يمكن القول إن تحالف العرابي مع منظمة التضامن الأفروآسيوي يمثل شراكة استراتيجية في زمن التحديات الكبرى. إنها شراكة بين قامة دبلوماسية فذة ومنظمة عريقة، تسعى معًا لإعادة تشكيل النظام العالمي، وبناء مستقبل أكثر عدلًا وازدهارًا لشعوب القارتين. إنها قصة تحالف عمالقة، عازمين على ترك بصمتهم في تاريخ العلاقات الدولية.