الأربعاء 23 أبريل 2025 11:02 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

أدب وثقافة

إضاءة للنص السردي ( مع الاسراف في الحب) للشاعرة امال صالح

د.آمال صالح
د.آمال صالح

بقلم : علاء الدين الحمداني الحمداني

ابتداء لابد أن أُشير الى عتبة النص. والاستخدام اللبيب لحرف الجر ( مع ) للجملة (مع الاسراف في الحب). ليعطي مفهوما اكبر في معانيه الوجدانية وأيظا لخلق توازنًا بين الفعل (الإسراف) والوجود (الحب)، فكأنما الحب المُفرط هو بيئة تُعاش فيها الأحداث، وليس مجرد سلوك فردي. تُحيل إلى العلاقة الجدلية بين الذات والعاطفة: فالشاعرة لا ترفض الإسراف، بل تتعايش معه كجزءٍ من هويتها، كما يتجلى في النص في، اهتمامي وحبي المسرف فيه،.
وهنا تُضفي غموضًا شعريًّا يدفع القارئ للتساؤل: هل الإسراف في الحب نقمةٌ أم نعمة؟ وهو ما يُلامس ثيمة التناقضات المركزية في القصيدة. إذن و في المجمل
(مع) في العنوان ليست حرف جر عاديًا، بل أداة رمزية تربط بين ذات الشاعرة وفعلها الجريء (الإسراف)، لتؤكد أن الحبّ الزائد ليس خطيئة ، بل مفتاح للتجربة الإنسانية التي ترفض الانغلاق.
اذن يحمل العنوان تناقضاً دلالياً؛ فـ الإسراف يُوحي بالخروج عن المألوف أو الانزياح المُتعمَّد، لكنه هنا يرتبط بـالحب كقيمة وجودية لا تُقاس بالمنطق.. يشي العنوان برفض التقييد أو الحسابات الضيقة، ليُقدِّم الحب المُفرطَ كفعل مقاومة للانغلاق والألم، وكتعبير عن الجُرأة في منح الذات دون خوف من النضوب. الثيمة تنسجم مع النص الذي يرفض (الأبواب المغلقة) مُؤكِّداً أن الإفراط في العطاء العاطفي قد يكون طريقاً للتجدد، وليس مجرد هدرٍ عابث.
في مجمل النص تأخذنا الشاعرة في رحلة ذاتية تبحث فيها عن التجدّد والقبول عبر ثنائيات متناقضة /البساطة والتعقيد، الحزن والفرح، الانغلاق والانفتاح/. تبدأ بصور الصباح والنوافذ المفتوحة كرمز للأمل وبداية جديدة، بينما تحمل التفاصيل اليومية إحساساً بالصراع مع تعقيدات الحياة.. الزمن عنصر محوري هنا، فهو يُشكِّل المكان والذات معاً، حيث تتحول الأماكن الحزينة إلى فضاءات آمنة بفعل التقبُّل. الجمالية الشعرية تعتمد على مفارقات لطيفة: الضحكات البريئة التي تخفي حزناً عميقاً، والشمس التي تجدد الذات (المعلقة) بين الماضي والحاضر.
ومن جانب آخر يُصوَّر للحب كقوة باستخدام المفردات بفاعلية (بلسم، جواب، أحلام غير مبرمجة) وهنا الحب بصيغته وتوظيفه، يتجاوز حدود العقل والمنطق، ويُطهّر الذات من هواجس الليل. ليَتَبين الإسراف فيه ليس ضعفاً، بل شجاعة لمواجهة انغلاق العالم.
النص السردي ينتهي بتأكيد أن التغيّر حتمي، لكن الجوهر الإنساني المُطعَّم بالحب المفرط يبقى عصبة الحياة وحلمها.
وجميل أن نرى السلاسة والعفوية واللغة التي تتدفق بوداعة فلسفية، تخلط التأمل بالصور الحسية، لتؤكد أن التجدّد ليس حدثاً خارجياً، بل قراراً داخلياً يُشرع الأبوابَ المغلقةَ..