الصحراء المغربية : متحف زمور بالسمارة يحتضن يوماً دراسياً لترسيخ التراث الحساني في ذاكرة الأجيال


المغرب _ بوشعيب خلدون :
في إطار جهود صون التراث الثقافي الحساني، نظمت جمعية الهناء للتنمية بالسمارة يوماً دراسياً تحت شعار "المتحف والتحافة في خدمة التراث الحساني"، بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء، احتضنه متحف زمور، بمشاركة فعاليات تربوية وجمعوية وطلابية.
فقد احتضن متحف زمور بمدينة السمارة، يوم السبت 5 أبريل 2025، يوماً دراسياً متميزاً نظمته جمعية الهناء للتنمية، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء، حول موضوع "دور المتحف والتحافة في تثمين التراث الحساني".
وشهدت الفترة الصباحية تأطير ورشة دراسية لفائدة تلاميذ المؤسسات التعليمية بالمدينة، أشرف عليها الدكتور الوالي جودا، الذي اعتمد مقاربة تشاركية تعتمد على العمل الجماعي والتفاعل الميداني مع قضايا التراث الحساني. وقد لاقت الورشة تفاعلاً كبيراً من التلاميذ الذين أبانوا عن اهتمام بالغ بهذا التراث الوطني الأصيل، وتقديراً لأساليب التأطير المبتكرة التي جمعت بين المتعة والفائدة.
وقد تخللت الورشة مداخلة قيّمة للأستاذة اعزيزة اسماعيلي، رئيسة مرصد الصحراء للتنمية والشراكات، شددت فيها على ضرورة انخراط الشباب في خدمة التراث الحساني، معتبرة أن "الوعي الثقافي لدى الأجيال الصاعدة هو السبيل الوحيد لحماية هذا الرصيد الحضاري الغني"، كما دعت إلى دمج التراث المادي واللامادي في البرامج التربوية والمبادرات المجتمعية.
وقد تم توزيع شواهد تقديرية على المشاركين في ختام الورشة، اعترافاً بمجهوداتهم وتفاعلهم الإيجابي.
أما الفترة المسائية، فقد تميزت بتنظيم أمسية تراثية افتتحت بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاها أداء النشيد الوطني، ثم كلمة ترحيبية ألقتها السيدة لالة ميمونة دادة، رئيسة جمعية الهناء للتنمية ومسيرة متحف زمور، رحّبت فيها بالحضور الرسمي والمهتمين بالتراث، مشددة على أن "متحف زمور ليس فقط فضاءً لعرض المقتنيات، بل مؤسسة حية تشتغل على ترسيخ الذاكرة الجماعية وتوثيق التراث الحساني بكل تجلياته".
وتابع الوفد الرسمي الحاضر جولة داخل أروقة المتحف، حيث قدّمت السيدة دادة شروحات حول المعروضات والتحف التي تروي تفاصيل الحياة اليومية، والعادات، والفنون التي تميز المجتمع الحساني. كما أحيت فرقة منتدى المستقبل للمديح الحساني الأمسية بوصلات روحانية تمجّد القيم الدينية والروحية للأقاليم الجنوبية.
وشهدت الأمسية لحظات تكريم لمجموعة من الشخصيات تقديراً لمساهماتهم في دعم الثقافة المحلية، حيث تولّت السيدة لالة ميمونة دادة تسليم هذه التكريمات، عربون وفاء وامتنان من جمعية الهناء ومتحف زمور.
وفي ختام الفعاليات، تم رفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله، تلتها الأستاذة العزيزة اسماعيلي، تأكيداً على الارتباط المتين بين أبناء الأقاليم الجنوبية ومؤسسة إمارة المؤمنين.
تصريح لمجلة آربريس للسيدة لالة ميمونة دادة:
"نحن نؤمن أن التراث الحساني يشكّل أحد روافد الهوية المغربية المتعددة، ومتحف زمور هو نافذة مفتوحة على هذا الثراء الثقافي. نشتغل بروح تطوعية ومؤسساتية لضمان استمرارية هذا الإرث في وجدان الأجيال القادمة عبر الورشات، والندوات، والأنشطة التربوية."
تصريح مجلة آربريس الأستاذة اعزيزة اسماعيلي:
"التراث الحساني ليس فقط موروثاً ماديًا، بل هو روح وهوية مجتمع بأكمله. ومن هنا، فإن دور الفاعل الجمعوي والمؤسسات التربوية أساسي في ترسيخ هذا الوعي، خاصة لدى الشباب الذين نراهن عليهم كمحافظين ومطوّرين لهذا الإرث الحضاري."