عيد فؤاد يكتب: الزمالك في ”الضياع” ببركة ميدو وعباس


يعاني نادي الزمالك الأمرين، حيث تلاحقه المشاكل من كل حدب وصوب، ومجلس الإدارة "ولا من شاف ولا من دري" .!!
النادي خسر جميع بطولات الصالات هذا الموسم 2024/2025، طائرة، وسلة ويد، رجال وسيدات، فيما عدا بطولة كأس مصر في الكرة الطائرة "سيدات"، وهي البطولة "اليتيمة" التي حصل عليها من فم الأهلي "الأسد"
أما على صعيد كرة القدم فحدث ولا حرج، حيث ودع الفريق "للتو" كأس الكونفيدرالية التي كان يحمل لقبها حتى الدقيقة 79 من مباراته أمام فريق مغمور لا يتعدى عمره سوى 9 أعوام فقط، يُدعى "ستيلينبوش" خامس الترتيب في جدول أندية الدوري الممتاز في جنوب أفريقيا، حيث خسر الأبيض منه في لقاء الإياب للدور ربع النهائي للبطولة على أرضه ووسط جماهيره بهدف دون رد، رغم تعادله في بريتوريا سلبيا .
وعلى صعيد بطولة الدوري، فالأمر يبدو أكثر صعوبة للمنافسة الحقيقية على لقب البطولة هذا الموسم، في ظل فارق النقاط الذي يفصله كثالث الترتيب عن متصدر الجدول، بيراميدز والذي يصل إلى 8 نقاط كاملة، وعن الأهلي الوصيف 4 نقاط، رغم أن الدور الثاني للدوري لا يزال في بداياته ولكن الظروف التي تحيط بالفريق تؤكد صعوبة اقتناص البطولة من بيراميدز أو الأهلي .
نظريا، لم يتبق أمام الفارس الأبيض سوى كأس مصر والتي يخوض غمارها والمنافسة على لقبها عندما يواجه بيراميدز في موعد يحدده لاحقا اتحاد الكرة .
وإذا كان الزمالك قد تراجعت نتائجه بهذا الشكل المخيف، وخسر هذا الكم من البطولات في جميع الألعاب، وهو ما تسبب في حالة من الحزن والاحباط لدى جماهيره ومحبيه، فإن ذلك يُسأل عنه بالدرجة الأولى مجلس الإدارة برئاسة حسين لبيب، والذي تعاقد مع مدربين ليسوا على مستوى ولا يناسبوا إسم ولا تاريخ ولا شعبية النادي، علاوة على فشل الإدارة نفسها في توفير المبالغ المالية اللازمة لمنح اللاعبين والمدربين مستحقاتهم المالية المتأخرة والتي تراكمت لعدة أشهر، وهو ما انعكس سلبيا على الجميع، في الوقت الذي انشغل فيه بعض مسؤولي النادي في الظهور عبر بعض القنوات الفضائية بمقابل مادي، بحثا عن "السبوبة"، مستغلين اسم الزمالك، رغم أن هذا يسيء إلى سمعة النادي العريق .
ووسط مسلسل الاحباط الكبير الذي يعاني منه "الزمالكاوية" جماهير، وإعلام "فئوي"، ومدربين قدامى، ولاعبين، أكمل أحمد السيد مصطفى زيزو نجم النادي على ما تبقي، بتوقيعه للنادي الأهلي لمدة أربع مواسم، بل وحصل على مقدم التعاقد واستخرج أيضا تأشيرة السفر إلى أمريكا للمشاركة مع الأحمر في كأس العالم للأندية التي تقام في الفترة من 14 يونيو إلى 13 يوليو القادم.
وجهة نظري أن هناك بعض الشخصيات ساهمت في "تطفيش" زيزو من النادي وهم على التوالي، حسين لبيب رئيس النادي الحالي، لتقاعسه في التجديد للاعب مبكرا وكذلك رفضه الموافقة على أحد عروض الاحتراف الخليجية المغرية جدا التي تلقاها نجم الفريق قبل بداية الموسم الحالي، ثم يأتي ممدوح عباس رئيس النادي الأسبق ثانيا، بعدما هاجم والد اللاعب بشكل غريب على موقع "X" ووصف ما يفعله والده بأنه مثل المشروع الاستثماري، وهو ما أغضب زيزو ووالده جدا، كما ساهمت لجنة التخطيط المكونة من أحمد حسام ميدو، وحازم إمام، وعمرو الجنايني في كتابة "تتر النهاية لمسلسل "أُنكل زيزو" الذي كان حبيبهم .!!
ميدو كان قد هاجم اللاعب وسخر مما تردد عن طلبه 100 مليون جنيه في الموسم حتى يوافق على التجديد، رغم أن اللاعب ووالده نفيا نفيا قاطعا حدوث هذا الكلام، قبل ان يحاول ميدو إقناع زيزو مجددا ولكن محاولاته باءت بالفشل، بينما كان عمرو الجنايني قد أكد لأحد الوسطاء الذي أرسله للاعب بأن عليه أن يرد على عرض النادي خلال أسبوع واحد فقط أو سيصرف النادي النظر عن التجديد له، وهو ما تسبب في غضب اللاعب بشدة، ونسي الجنايني ومعه حازم، وكذلك رئيس لجنة التخطيط أن النادي ترك زيزو قرابة السبعة أشهر كاملة ولم يفاتحه أحد في التجديد، كما لم يوافق النادي على العرض الخليجي الذي كان قد تلقاه، بل وكان يمكن أن يحل أزمة الأبيض إذا ما تمت إعارته بعد ذلك .
والآن بعدما علم الجميع بتوقيع أفضل وأهم لاعب في النادي ومصر خلال آخر خمس سنوات للأهلي سارعوا لخطب وده والاعتذار له ولكن بعد فوات الآوان.
ومع تلاحق الأحداث، فوجئ الكثيرين أن هناك من أصدر تعليماته بالنادي لأحد العمال لقطع آخر خيط كان يمكن أن يربط بين اللاعب والنادي،"شعرة معاوية"، حيث أنزل العمال صورته من على حائط أحد ملاعب الناشئين في ميت عقبة، بل و"داس" أحدهم بقدمه على الصورة في منظر مؤسف شاهده الكثيرين عبر السوشيال ميديا .
هذا المنظر وحده كان كافيا لإنهاء العلاقة بين اللاعب والنادي، مع الوضع في الاعتبار أن لزيزو نفسه مستحقات مالية متأخرة تصل إلى قرابة السبعين مليون جنيه، "مَدينْ " بها النادي له، وهو ما يعطيه المبرر لشكوى ناديه أيضا في اتحاد الكرة، بحثا عن مستحقاته المالية قبل أن يقول لهم وداعا،"باي باي" .
أخيرا ..يجب أن يعلم الجميع أن زيزو لم يكن أول لاعب ينتقل من الزمالك للأهلي ولن يكون الأخير، فقد سبقه رضا عبد العال، معتز إينو، صبري رحيل، مؤمن زكريا، محمود كهربا، إمام عاشور، أشرف بن شرقي، وفي الطريق محمود حمدي الونش، ومن بعده الناشئ محمد السيد.
وفي عصور سابقة وقع للأهلي بعض اللاعبين ولكن النادي أعاد لهم عقودهم بكل "شياكة" بناء على طلبهم بعد ذلك، رغم أنه كان يمكن أن يتسبب في إيقافهم، ولكنه حفاظا على مستقبلهم سمح لهم بالعودة للزمالك ومن هؤلاء، شيكابالا، وائل القباني، بشير التابعي، وجمال حمزة .
أخيرا..أرى أن الحل الوحيد لإنقاذ نادي الزمالك مما يحدث له حاليا هو تقديم مجلس إدارته استقالة جماعية، حينها قد تتنفس جماهيره الصعداء، على أمل عودة الأبيض في ثوب جديد تحت قيادة مجلس إدارة آخر يستطيع أن يعيد الفريق إلى منصات التتويج مجددا .