الكاتب علي عبد الحميد يكتب: بأي حال جئت ياعيد!


يأتي عيد الفطر هذا العام، وأمتنا في قلب عاصفة تهدد وجودها ذاته، وتتعرض لحرب إبادة تشنها قوى الشر والعدوان، إذ تتواصل مجازر العدو الدموية بحق شعبنا.. أطفالاً وشيوخًا ونساءً ورجالاً، ولم تترك أخضرًا أو يابسًا أو حجرًا إلا ومارسوا به أبشع أنواع الدمار والقتل والتقتيل. بينما تقف دولنا وحكامها عجزًا عن نصرة أهلنا وشعبنا المرابط في غزة وفلسطين والقدس، بل عميت البصائر ولا تدرك أن العدو واحد والخطر يتهددنا جميعًا واحدًا تلو الآحر.
يأتي العيد، وأرواح الشهداء تستصرخكم.. تدعوكم: واعروبتاه.. وإسلاماه.. أن هبوا لنجدة أهلكم في فلسطين بالدعم والإسناد والمشاركة، وحدوا صفوفكم وجاهدوا في الله حق جهاده، حفظًا لأنفسكم ووجودكم، ففلسطين والدفاع عنها هي قضية وجودنا ومستقبلنا وحياتنا عزًا وكرامة.
ومعركتنا مع العدو طويلة، قد نخسر جولة أو جولات، وفي النهاية ننتصر، فقد ولَّى زمن الهزائم، حتمًا ستنتصر أمتنا، وتتحرر فلسطين وتعود القدس إيمانًا وثقة بوعد الله ونصره.
ومع العيد، نرتفع فوق الجراح، ونتبادل التهاني، ويتجدد التفاؤل، وتتجدد الأحلام والأمال والطموحات، وتتأكد الثقة بنصر الله.
وتحية إلى كل قوى المقاومة وفصائلها التى تحمل السلاح في مواجهة قوى الشر والعدوان، وتحية خاصة إلى اليمن وشعبها وقواتها المسلحة التي تخوض أشرف معركة في ظل ظروف غير متكافئة، والتي تؤكد أن الإيمان بالله، وامتلاك إرادة المقاومة والثقة بالنفس وبعدالة القضية ونُبل الغايات، هي المعادل الموضوعي لطغيان واستبداد وجبروت الألة العسكرية بكل ما تملكه من أسلجة دمار شامل.
وإلى كل قوى الأمة الحية بكل تياراتها وتنوعاتها واجتهاداتها، وإلى طلائعها الثورية انبذوا الخلافات واتركوها جانبًا، وحدوا صفوفكم، قاوموا، جاهدوا، واصلوا النضال، فالوحدة والمقاومة اختيارنا وطريقنا للمستقبل...
وكل عام وأنتم بخير