رحيل سيدة الطرب المغربي.. الفنانة نعيمة سميح في ذمة الله


المغرب / بوشعيب خلدون :
فقدت الساحة الفنية المغربية واحدة من أبرز أيقوناتها الغنائية، حيث رحلت عن عالمنا الفنانة الكبيرة نعيمة سميح مساء أمس الجمعة، عن عمر يناهز 73 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، تاركة وراءها إرثًا موسيقيًا خالدًا أثرى الأغنية المغربية.
مسيرة فنية حافلة
تعد نعيمة سميح من أعذب الأصوات النسائية التي عرفتها الأغنية المغربية، حيث استطاعت أن تنفذ إلى وجدان الجمهور بأسلوبها الفريد وأدائها المرهف، مقدمًة مجموعة من الأغاني الخالدة مثل "جريت وجاريت"، "على غفلة" و*"ياك أجرحي"*، التي لا تزال تتردد على ألسنة الأجيال المتعاقبة.
ولدت نعيمة سميح عام 1954 في حي درب السلطان بالدار البيضاء، واكتُشفت موهبتها في سن مبكرة عبر برامج اكتشاف المواهب، حيث برزت بشكل لافت في برنامج "مواهب" الذي كان يشرف عليه الإعلامي عبد النبي الجراري، ليكون ذلك بداية مشوار فني زاهر امتد لعقود من الزمن.
ورغم المعارضات الأسرية التي واجهتها في بداياتها، إلا أن إصرارها، إلى جانب دعم عدد من الأسماء البارزة في المجال الفني، مكّنها من فرض نفسها كواحدة من أعمدة الغناء المغربي. تميزت بأسلوبها الذي مزج بين اللون الطربي المغربي والزجل الأصيل، كما تعاونت مع كبار الشعراء والملحنين أمثال عبد الله عصامي، علي الحداني، عبد القادر الراشدي، ومحمد بنعبد السلام.
محطات شخصية وصحية
عانت الراحلة من مشاكل صحية، خاصة مع مرض فقر الدم، الذي أجبرها على فترات انقطاع عن الغناء والسفر المستمر للعلاج، وهو ما جعلها تختار العزلة في سنواتها الأخيرة، بعيدًا عن الأضواء رغم حب الجمهور الكبير لها.
وداع مؤثر
رحيل نعيمة سميح شكل صدمة وحزنًا كبيرًا في الوسط الفني ولدى محبيها، حيث عبر العديد من الفنانين والجماهير عن حزنهم العميق لفقدان صوتٍ استثنائي أثرى الأغنية المغربية.
الإعلامي والفنان التشكيلي بوشعيب خلدون بقدم بتعازيه الحارة إلى أسرة الفقيدة الصغيرة والكبيرة، وكافة الفنانين المغاربة، قائلاً:
"برحيل الفنانة الكبيرة نعيمة سميح، فقدنا واحدة من أجمل الأصوات التي أسعدت المغاربة لعقود. عزاؤنا واحد، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته انا لله وانا اليه راجعون ."
بهذا الرحيل، تطوي الأغنية المغربية صفحة مشرقة من تاريخها، لكن صوت نعيمة سميح سيظل خالدًا في وجدان المغاربة، يشدو بألحان الحنين والشجن التي صنعت مجدها الفني.