الأربعاء 19 فبراير 2025 10:38 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتبة مروة محمد مصطفى تكتب: مِصر.. تَعلو ولا يُعلَى عليها

الكاتبة مروة محمد مصطفى
الكاتبة مروة محمد مصطفى

يُعد صمود الرئيس ‎المصري عبد الفتاح السيسي، هو الرد الأقوى منذ تولي ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وقتل مخططه لغزة، فلقد رفض الرئيس السيسي دعوة نظيره الأمريكي بالقدوم إلى البيت الابيض، واشترطت القاهرة عدم مناقشة تهجير سكان غزة إطلاقا، مما جعل مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق للشؤون السياسية والعسكرية مارك كيميت يقول: "السيسي أهان ترامب!".

وطالب خبراء عسكريون واستراتيجيون إسرائيليون بوضع خطة استباقية سياسية وعسكرية لردع مصر، وشن هجوم وقائي واسع النطاق عليها بسبب احتمالية المواجهة الوشيكة، وقال المحلل العسكري الإسرائيلي يائير أنسباخر: "الأفضل إننا نكون في تل أبيب حذرين وما نندمش في المستقبل، التاريخ علمنا إننا لازم نبص لقدرات الخصم وأفعاله مش نحاول نخمن نواياه".

واللافت للنظر هو تسائل "داني دانون" مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة: مصر تستثمر مئات الملايين من الدولارات سنويًا لتحديث جيشها، رغم عدم تعرضها لتهديدات أمنية، فلماذا تحتاج إلى كل تلك المعدات؟، ليرد عليه مندوب مصر الدائم بالأمم المتحدة "أسامة عبدالخالق": الردع وتوازن القوى يعززان السلام والاستقرار، والدول القوية مثل مصر تحتاج إلى جيوش مجهزة لضمان أمنها القومي.

من جانبه هدد ترامب مصر والأردن بإلغاء المساعدات للبلدين إذا امتنعت عن استقبال لاجئين من قطاع غزة، متناسيًا أن المساعدات الأمريكية لمصر هي جزء من اتفاق السلام بين مصر واسرائيل، فلقد نص اتفاق السلام على ألا يخل أي طرف بأحد بنود الاتفاق إلا بموافقة باقي الأطراف، وأن الإخلال به يعطي الحق لمصر لمراجعة الاتفاق برمته، كما أن بند المساعدات الأمريكية بالنسبة للناتج المحلي في الموازنة المصرية يكاد يكون بلا تأثير، ومثلما قال الرئيس عبد الفتاح السيسي: "حتى وإن تطلب الأمر إنهاء معاهدة السلام بيننا وبين إسرائيل، فلن يخضع المصريون لأحد ولن يرضوا لغيرهم بالتحكم في مصير أرضهم"، مضيفًا: "أن رسالة السادات لكم كانت واضحة، كتبها بدمائه التي روت تراب مصر المُقدس، وجوهرها إن مِصر.. تَعلو ولا يُعلَى عليها لا تقبل الظُلم ولا المهانة لا تستسلم لإحتلال أو طغيان وأنها تطلب السلام العادل الذي تحميه القوة القادرة فتسير وسط أمم العالم مرفوعة الرأس عالية الراية".

وأخيرًا.. يجب دعم الموقف المصري والعربي عالميًا في رفض خطة اليمين الإسرائيلي المتطرف، على لسان ترامب الذي يسعى جاهدًا لتنفيذ هذا المخطط، ومساندة شعب فلسطين بحقهم في البقاء على أرضهم وإعادة إعمار القطاع رغم جميع التحديات، ففي الوقت الذي يخطط فيه ترامب لطمس القضية الفلسطينية ومحوها للأبد دون مراعاة لحرمة الوطن، وضعت مصر ملامح خطة لتعمير غزة، ضمن خطة إعمار واسعة النطاق، فمِصر متمثلة في قيادتها وشعبها وجيشها لن تتراجع عن موقفها الوطني تجاه أمنها القومي وكذلك واجبها الإنساني تجاه فلسطين والشعب الفلسطيني مقابل مساعدات من أي جهة.

[email protected]

مروة/محمد/مصطفي