الأربعاء 5 فبراير 2025 01:53 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

مجتمع النهار نيوز

”45 عاماً من الانقسام.. كيف وحدت اتفاقية موسكو ألمانيا؟”

النهار نيوز

بعد 45 عاماً من الانقسام الذي مزّق ألمانيا إلى شطرين، شهد العالم في مطلع التسعينيات حدثاً تاريخياً غيّر وجه القارة الأوروبية إلى الأبد: إعادة توحيد ألمانيا. وقد جاءت هذه الوحدة بفضل "معاهدة التسوية النهائية"، أو ما يعرف بـ"اتفاقية (4+2)"، التي جمعت أطراف الحرب العالمية الثانية وألمانيا بشطريها، لتضع حداً لتاريخ طويل من الانقسام والصراعات.

عقب الحرب العالمية الثانية: بداية الانقسام

مع استسلام ألمانيا في 8 مايو 1945، تحولت البلاد إلى مسرح لتقسيمات القوى المنتصرة. الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا، والاتحاد السوفيتي تقاسموا أراضيها، مما أدى إلى نشوء جمهوريتين متعارضتين: ألمانيا الغربية ذات الطابع الديمقراطي الليبرالي، وألمانيا الشرقية التي خضعت للنظام الشيوعي السوفيتي.

وفي حين استعادت ألمانيا الغربية سيادتها جزئياً بعد انضمامها لحلف الناتو عام 1954، ظلت ألمانيا الشرقية خاضعة للنفوذ السوفيتي، محاطة بجدار برلين الذي فصل الألمان لعقود.

نهاية الحرب الباردة وتغير المشهد الأوروبي

في أواخر الثمانينيات، بدأ التغيير يلوح في الأفق مع انهيار المعسكر الشرقي وسقوط الأنظمة الشيوعية. وفي 9 نوفمبر 1989، سقط جدار برلين، وهو الحدث الذي شكل نقطة الانطلاق لإعادة توحيد ألمانيا.

بالتزامن، ساهمت سياسات الإصلاح التي أطلقها الرئيس السوفيتي ميخائيل غورباتشوف، كـ"البيريسترويكا" و"الغلاسنوست"، في تخفيف حدة الصراع بين الشرق والغرب، مما أتاح الفرصة لعقد مفاوضات تاريخية حول مستقبل ألمانيا.

اتفاقية (4+2): مفتاح الوحدة الألمانية

وقعت اتفاقية موسكو في 12 سبتمبر 1990 بحضور القوى المنتصرة في الحرب (أميركا، فرنسا، بريطانيا، الاتحاد السوفيتي) إلى جانب ألمانيا الشرقية والغربية. وضعت الاتفاقية أسس الوحدة الألمانية، حيث تم:

الاعتراف بالحدود الحالية لألمانيا منذ عام 1945.

التعهد بالطابع السلمي لألمانيا ومنعها من تطوير أسلحة نووية أو بيولوجية.

إنهاء التواجد العسكري السوفيتي بألمانيا بحلول 1994.

منع نشر أسلحة نووية في مناطق ألمانيا الشرقية سابقاً.

الوحدة الألمانية: إعلان جمهورية ألمانيا الاتحادية

بعد توقيع الاتفاقية، تسارعت الخطوات لتحقيق الوحدة. وفي 3 أكتوبر 1990، أعلنت ألمانيا الشرقية انحلالها رسمياً وانضمت إلى ألمانيا الغربية لتشكيل جمهورية ألمانيا الاتحادية، إيذاناً بنهاية عهد الانقسام وبداية عصر جديد.

إرث الاتفاقية

جاءت الوحدة الألمانية كخطوة مهمة نحو تعزيز السلام والاستقرار في أوروبا. ورغم التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي واجهتها ألمانيا بعد إعادة التوحيد، نجحت البلاد في تجاوزها لتصبح واحدة من أقوى الاقتصادات العالمية.

اليوم، بعد مرور عقود على هذه اللحظة التاريخية، تظل اتفاقية موسكو نموذجاً على أهمية الحوار الدبلوماسي في حل أعقد الأزمات الدولية.

إتفاقية موسكو المانيا