الأربعاء 30 أبريل 2025 03:58 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

تكنولوجيا ومعلومات

مستقبل الألعاب الرقمية.. هل نقترب من تجارب تشبه الواقع بشكل لا يمكن تمييزه؟

النهار نيوز

شهدت صناعة الألعاب الرقمية خلال العقد الأخير طفرة تكنولوجية هائلة، دفعت بها إلى حدود لم يكن يتصورها أحد في السابق، فبعد أن كانت الألعاب مجرد تجارب ثنائية الأبعاد تُعرض على شاشات بسيطة، أصبحت اليوم بيئات تفاعلية ثلاثية الأبعاد، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والواقع المعزز، بل إن الحديث عن ألعاب تحاكي الواقع تمامًا لم يعد ضربًا من الخيال، بل مسألة وقت فقط، مع تسارع التطور المستمر.

1. ما الذي يجعل الألعاب تقترب من الواقع؟

الوصول إلى تجارب لا يمكن تمييزها عن الواقع يتطلب توافر عدة عناصر رئيسية، منها:

  • رسومات فائقـة الواقعية تعتمد على تقنيات تتبع الأشعة (Ray Tracing)

  • مؤثرات صوتية ثلاثية الأبعاد تضع اللاعب في قلب الحدث

  • ذكاء اصطناعي قادر على خلق تفاعل بشري حقيقي

  • أدوات غامرة مثل نظارات الواقع الافتراضي وأجهزة تتبع الحركة

  • تصميم قصصي تفاعلي يسمح للاعب باتخاذ قرارات تؤثر على سير الأحداث

كل هذه العناصر بدأت بالفعل في الاندماج داخل ألعاب الجيل الجديد، لتُنتج تجارب تجعل اللاعب ينسى أنه داخل بيئة رقمية.

2. كيف تدخل التطبيقات الذكية مثل "ميلبت" في هذه المعادلة؟

ظهور تطبيقات تعتمد على تحليل تفاعلات المستخدم، مثل ميلبت، يساهم في فهم وتخصيص التجربة الرقمية بشكل دقيق، فمثلما يستطيع التطبيق أن يُظهر للمستخدم محتوى يناسب اهتماماته وسلوكه، فإن الألعاب الرقمية بدأت بدورها تستخدم نفس المبادئ لتصميم تجارب تتغير لحظيًا وفق أداء اللاعب ومشاعره.

على سبيل المثال، يمكن للعبة مراقبة مدى اندماجك في التجربة، ثم تعديل مستوى الصعوبة، أو إدخال شخصيات جديدة، أو حتى تغيير الأحداث بناءً على اختياراتك السابقة، تمامًا كما يتفاعل "ميلبت" مع تفضيلاتك الرقمية ويوجهك نحو خياراتك المفضلة.

3. تقنيات تقرّب الألعاب من الواقع بشكل كبير

من أبرز التقنيات التي تساهم في اقتراب الألعاب من أن تصبح "واقعية بالكامل":

  • الواقع الافتراضي (VR): يسمح للمستخدم بدخول بيئة ثلاثية الأبعاد يشعر بها وكأنه جزء منها.

  • الواقع المعزز (AR): يدمج عناصر افتراضية داخل العالم الحقيقي من خلال الكاميرا أو النظارات الذكية.

  • الذكاء الاصطناعي التفاعلي: يمكّن الشخصيات داخل اللعبة من الحديث معك والرد على تصرفاتك بطرق طبيعية.

  • أجهزة الاستشعار الجسدي: تسجّل حركة الجسم وتعابير الوجه وتحوّلها إلى ردود فعل داخل اللعبة.

هذه الأدوات تجعل تجربة اللعب أكثر تشابهًا مع الحياة الواقعية، ليس فقط من حيث المظهر، بل من حيث الشعور والإحساس الفعلي بالاندماج.

4. هل نصل إلى النقطة التي يصعب فيها التفريق بين اللعبة والحياة؟

رغم أننا لم نصل بعد إلى تلك المرحلة الكاملة، إلا أن المؤشرات الحالية تشير إلى أننا نقترب منها بسرعة، وقد تحدث خلال العقد القادم، خاصة مع تطورات تقنيات الميتافيرس التي تسعى إلى دمج الواقع الحقيقي والافتراضي في بيئة واحدة شاملة، يعيش فيها المستخدم داخل عالم رقمي متكامل يتفاعل معه جسديًا وعقليًا.

بل إن بعض الباحثين يعتقدون أن الوصول إلى ألعاب لا يمكن تمييزها عن الواقع سيفتح أبوابًا جديدة في التعليم، العلاج النفسي، التدريب العسكري، وحتى السياحة الافتراضية، وليس فقط في مجال الترفيه.

5. التحديات والمخاوف من هذا المستقبل الواقعي

مع كل هذا التقدم، تظهر تحديات مهمة يجب الانتباه لها:

  • الإدمان: تكرار التجربة الواقعية قد يُفقد البعض التوازن بين العالم الرقمي والحقيقي.

  • الخصوصية: جمع وتحليل البيانات الشخصية على مستوى المشاعر والسلوك قد يهدد الخصوصية.

  • الأخلاقيات: خلق عوالم رقمية يصعب التمييز بينها وبين الواقع يطرح أسئلة فلسفية وأخلاقية عميقة.

في ظل تسارع التكنولوجيا، يبدو أننا نسير بخطى واثقة نحو ألعاب رقمية تحاكي الواقع إلى درجة يصعب معها التفرقة بينهما. إن مستقبل الألعاب ليس مجرد مزيد من الترفيه، بل اندماج كامل مع مشاعرنا، حواسنا، وحتى قراراتنا. ومع دخول أدوات مثل الذكاء الاصطناعي وتطبيقات تحليل السلوك مثل "ميلبت"، لم يعد السؤال "هل سنصل؟"، بل "متى سنصل؟"، والإجابة قد تكون أقرب مما نظن.