الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : ‫ كمال شعبان تسلل إلى أوردتنا لكي يسقيها …”ماء السمو ”

(. لا شئ يعطى للروح أجنحة وينزعها من الأرض ويخلصها من رباطات الجسد ليحلق بها في فضاءات الكون الرحبة ، الا هذا الانسان الذي في  ، صوته دفىء يجرح قلوب السامعين، تسلل إلى أوردتنا لكي تسقيها مياه السمو لتهدي مشاعرنا الأحلام . التي تبحر بنا عبره أالي عالم الأحاسيس الدافئة كي نعبر من خلاله عن أفراحنا وأحزاننا وماضينا ومستقبلنا

ولذلك لا عجب ان استدعي من الشعر القديم هذه الابيات بعدما اضناني الشوق اليه وهو مقطع يجيء من قصائد الايام الينا ساطعاً كالصبح من ضوء الشموس، ومن رحيق الامكان الممزوج بالحلم والشهد والعبير والبريق الذي فتح كنوز السندس بهمسة سكبت نسائم غسلت الدواخل بالعبق.

(. ف اقول له : أبلغ حبيبا فى ثنايا القلب منزله…أني وإن كنت لا ألقاه ألقاه…وإن طرفي موصول برؤيته…وإن تباعد عن سكناي سكناه…يا ليته يعلم أني لست أذكره

وكيف أذكره إذ لست أنساهُ…يا من توهم أني لست أذكره…والله يعلم أني لست أنساه…إن غاب عني فالروح مسكنه…من يسكن الروح كيف القلب ينساه؟

(. فهو بالنسبة لي الان ليس اَي احد إنما النموذج في الاخوة الصادقة والحكمة ورجاحة العقل وطيبة القلب والذي تأثرت به لكونه شقيق القلب وتؤام الروح والقدوة في العطاء وحلاوة الحديث ولطف الكلام ، (. ولذلك لا عجب أنه يكون هو الدهشة في كل المشاهدات التي تقع عليها عيني ويقف عندها سمعي...

كمال شعبان هو ذلك الحب الذي يلاحظ حتى أدق التفاصيل العابرة عند احبابه ، فالعطاء عنده يقوم على جناحين ، كالطائر الذي لا يستطيع أن يحلق بهما .‬

(. اليه دائما تاخذني الذكري على بساط الحنين فتعيدني روح تسكن تلك الحروف التي دونتها و لما استرجعتها ـ بعدما اضناها الانتظار على رفوف الذاكره احلامنا حديث قمر ونداءات بحر وخلوة ذات مقامها يبقى في الفؤاد ـ (. ابتساممتي معه لم تغيب يوما رغم بعد المسافات بيننا الان ، لانها كل لحظة تنبض من جديد ، فنستلقي على صفحات الايام ابتسامه بريئه على الشفاه...وفي العيون بريق دموع تحن لتلك الايام التي تنادي قائلة الم تسمع بأنين الشوق ... شوق عند وجودك ... وشوق عندما تنثر الضياء ... وشوق عندما توقد قلوبنا بالحب

.(. لن يشفينا أي شيء في هذه الدنيا الا العزف على الآلام من خلال الحديث معه الذي يشفي الجراح في لمسة الوجود لحنا مع الروح .