عودة القناة لأهلها.. كيف استرجعت بنما سيادتها من قبضة أميركا؟
كتب-أشرف ماهر ضلعالنهار نيوزفي ذكرى واحدة من أبرز محطات الصراع الأميركي – اللاتيني، تعود إلى الواجهة قصة قناة بنما التي ظلت لعقود تحت السيطرة الأميركية رغم أنها شريان استراتيجي لاقتصاد بنما والعالم.
لم يكن الاستقلال الكامل لبنما عن النفوذ الأميركي مجرد حدث عابر، بل استغرق عقودًا من الكفاح السياسي والاحتجاجات، انتهت أخيرًا بتوقيع معاهدات أعادت القناة إلى أصحابها الأصليين بحلول 31 ديسمبر 1999، بعد أن احتكرها الأميركيون منذ إنشائها في 1914.
الهيمنة الأميركية ومقاومة البنميين
بعد حصولها على الاستقلال من كولومبيا، وقعت بنما اتفاقية مع أميركا تتيح للأخيرة بناء القناة وتشغيلها، مما جعلها خاضعة للنفوذ الأميركي الذي استمر لعقود، حيث شهدت المنطقة المحيطة بالقناة سياسات التمييز العنصري، والاحتجاجات المتكررة، وأعمال القمع ضد البنميين.
من المواجهات الدامية إلى التسليم التاريخي
أحداث يناير 1964 كانت نقطة تحول، حيث قُتل 22 بنميًا خلال احتجاجات تطالب برفع علم البلاد فوق المنشآت الأميركية، مما دفع بنما إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، وأجبر واشنطن على إعادة النظر في سياساتها.
ومع وصول الرئيس جيمي كارتر للبيت الأبيض، تم توقيع معاهدتين عام 1977، تضمنت الأولى حق التدخل الأميركي لحماية القناة، بينما نصت الثانية على إعادة القناة رسميًا إلى بنما بحلول نهاية القرن العشرين.
لحظة النصر البنمي
في ليلة رأس السنة عام 1999، سُلمت القناة بالكامل إلى بنما، لينتهي قرن من السيطرة الأميركية، وتبدأ البلاد عهدًا جديدًا من الاستقلال الاقتصادي والسيادي على أهم ممر مائي في العالم.
هل كان هذا الانتصار نهاية النفوذ الأميركي في المنطقة؟ أم أن الصراع على القناة سيستمر بصور أخرى؟