الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : في لوس انجلوس....”كانت لنا أيام
النهار نيوزالنهار نيوزالتاريخ لا يدون الا الاحداث او الاشخاص كبيرهم وصغيرهم ،وخلاله عمري كان قطار محمولا على ظهر التأمل، يمضى على شوك الدروب ، يخترق الغيوم الي القمر ،مسكون بالغليان ، و الزمن الرهيب المملوء بالاوجاع ، متفجرا فى كل ركن من اعماقي، اقواس الدجى و الماء و اللهب ، فيرج نبض قلبي كياني كالبركان،فتخرج الاهات نار و فولاذ بعدما صار العمر بقايا حروف دهسته رحى الأيام .
لحظات من العمر عشتها بجمالها وجلالها تحدوني فيها موكب الآمال يحدوها إلى العلى وابتسامات الغد المشرق ترافقني المسير ، هي ذكريات ثمرة ريعان الشباب تخالطها آثار السنين الناعمة الأولى، والحنين اليها معزوفة مأزال أراها رغم مرور السنين تشدو بموسيقى الحياة التي تتغنى بأهازيج المودة لكل جيلي والاجيال التي اعقبته على أجنحة من الأمل.
وكان من دواعي فخري في رحلة الأيام اسمي سجل في سجل دورة لوس انجلوس 1984 كأصغر صحفي في الوفد الصحفي المصري الذي كان يضم اساتذتنا عبدالمجيد نعمان رئيس تحرير اخبار الرياضة والشباب في مؤسسة اخبار اليوم العظيمة ولويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخير الذي لحق بالوفد بديلا عن رئيس القسم الرياضي في المجلة عزت الشامي في اخر لحظة واحمد المنشليني رئيس تحرير جريدة التعاون الرياضي استاذي الذي علمني اصول المهنة واسرارها.
واسماعيل البقري رئيس القسم الرياضي بجريدة الاهرام الغراء والبيت الذي اعاد تربيتي مهنيا واعطاني كل واحد في اسرتها بلا حدود من زاد وزواد الصحافة المحترمة ذات الطابع الرصين وصلاح المنهراوي رئيس القسم الرياضي في مجلة روزاليوسف والذي اسعدني القدر ان اعمل في هذه المطبوعة العريقة والتاريخية تحت رئاسته في فترة جميلة من حياتي
وحمدي النحاس رئيس تحرير جريدة الكورة والملاعب وصاحب مدرسة العناوين المتميزة مثل "كالعادة شربوها سادة" و" زكريا قال للمامور عينك ما تشوف الا النور" و"يا خرابي يا عرابي" وناصف سليم "شيخ الصحفيين" وواحد من افضل رؤساء الاقسام الرياضية في مؤسسة دار التحرير التي لها شرف ان الزعيم الخالد جمال عبدالناصر مؤسسها وصاحب فكرة وجودها ورئيس الاتحاد المصري للكرة الطائرة حينذاك ومحمود معروف رئيس القسم الرياضي في جريدة الجمهورية ومحي الدين فكري رئيس القسم الرياضي في مجلة المصور وماهر فهمي رئيس القسم الرياضي في مجلة اكتوبر وحسن عثمان رئيس القسم الرياضي في مجلة الاذاعة والتلفزيون وعبدالفضيل طه رئيس القسم الرياضي في جريدة المساء .
علاوة على كل من الاذاعي الكبير والقدير فهمي عمر الذي منحي فرصة الأطلال من اذاعة الشباب مذيع ومعد بجانب عملي الصحفي والكابتن محمد لطيف وفايز الزمر.
ومن ابرز المواقف الطريفة في اول يوم وصولنا أثناء حفل الاستقبال الجميل الذي أعده فريق المتطوعين للاحتفاء بنا في القرية الأولمبية وبالتحديد مقر إقامتنا في سكن جامعة بيولاً القاطنة في منطقة لامارادا خلف دزني لأند ، "طلعت في دماغي"ان أشارك في الحفل بعزف أغنية على البيانو .
ورغم اعتراض البعض خوفا من ان أكون عازف "اَي كلام" واسيء للعازفين الموسيقيين المصريين ، الا ان الكابتن محمد لطيف شيخ المعلقين الكرويين شجعني بقوة بل هو الذي طلب من المنظمين منحي الفرصة للعزف .
وقال لي الكابتن لطيف بخفة ظله المعتادة "لقد أخذت على عاتقي مسوؤلية مشاركتك بالعزف في هذا الحفل العالمي ، ولكن اود ان الفت انتباهك انك سوف تقوم بالعزف على البيانو وليس الربابة ".
وعندما أجدت العزف بمهارة لأغنية العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ"أهواك"و مقدمة أغنية كوكب الشرق أم كلثوم "أنت عمري"، اكد لي وهو فخور باني رفعت رأس الصعايدة من بني سويف الي أسوان في بلاد العم سام ، وعندما سئل لماذا من بني سويف الي أسوان وليس من الجيزة حتى أسوان ،اجاب الكابتن لطيف" لان بني سويف مسقط رأسي".
والشيء اللطيف ان من كان يجلس بجواره الكابتن محمد لطيف حسب الترتيب كل من الكابتن عبدالمجيد نعمان شيخ النقاد المصريين وإستاذهم "المنيا " و الاستاذ لويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخير"أسيوط"وحسن عثمان رئيس القسم الرياضي بمجلة الاذعة والتلفزيون"سوهاج"و النائب حمدي محمد حسن عضو مجلس الشعب عن دائرة"قنا"والأستاذ عبدالفضيل طه رئيس القسم الرياضي بجريدة المساء"أسوان".
ومن اللحظات التي لا تنسى في حياتي زيارتي لستوديو يونيفرسال الذي يقطن في ضاحية هوليوود بمدينة لوس انجلوس و يبعد عن ممشى المشاهير ب"9"دقائق بالسيارة و عن مطار لوس انجلوس ب"45"دقيقة والذي يوجد لافتة على مدخله مكتوبة عليها "جهز كاميرتك ربما يسعدك الحظ لكي تتصور مع احد نجوم او نجمات السينما العالمية او ترى فيه مالا لن تصدقة عينك من الأشياء التي لا تخطر على بالك ابداً مثل العروض الحية التي يكون بها انفجارات مباشرة او سقوط طائرة امامك كما يمكن ترى بعض الخدع السينمائية الخطيرة .
وستديو يونيفرسال موقع ضخم فيه الكثير من الفعاليات و الاقسام والخدع التي استعملت في العديد من الأفلام و الاحياء السكنية التي تم تصوير بعض المسلسات الشهيرة بها .
و من حسن حظي كنت في زيارة ستديو يونيفرسال بمعية الاستاذ لويس جريس رئيس تحرير مجلة صباح الخير الأسبق.
وولد بيني وبين استاذي لويس ود مشترك منذ اللحظة الاولى لركوبنا الخطوط الجوية الايطالية من مطار القاهرة وعندما عدنا الي "المحروسة" بعد اربعين يوما ، قدمني الي السيدة الرائعة زوجته الفنانة سناء جميل رحمها الله باني ابنه الذي لم ينجبه؟
والتقيت عند زيارة الوفد الإعلامي المصري لأستوديوهات "يونيفريسال" الشهيرة بهوليود بالممثل السينمائي الشهير تشارلز برونسون "اجمل وجه قبيح على الشاشة" فقد التقيته اثناء تصويره فيلمه " Death Wish 3 " والذي عرض في دور السينما العام 1985.
وقال لي بان ملامحي الشرقية لفتت انتباه جدا جدا ، وعندما عرف اني فرعوني طلب مني على سبيل المداعبة ان اتصور معه ، رغم انه كان طلبي ، والشيء الرائع ان ما قام بتصويرنا الممثلة العالمية مارينا سيرتس صاحب البطولة النسائية في هذا الفيلم .
وبرونسون الذي اشتهر بتجسيد أدوار البطل الشرس في افلام سيطر عليها في الغالب طابع العنف. وساعدته ملامحه الحادة وحضوره القوي على الشاشة واسلوبه المميز في التمثيل على ان يحقق نجاحا متميزا من خلال افلامه مثل «العظماء السبعة» و«الهروب الكبير» و«دستة أشرار» ، كان معي قمة في التواضع ومنحني وقت كبير من الاهتمام والحديث .
ومن الحوارات التي جرت في لحظة صفاء ما دار بيني وبين جريس في حضور العمالقة ومنهم على سبيل المثال لا الحصر استاذي عبدالمجيد نعمان و اسماعيل البقري و محمد لطيف و حمدي النحاس رحمهم الله جميعا ، سالني استاذي لويس ...لماذا رفضت ان تعيش في ا ميركا رغم ان الفرصة جاءت لك على طبق من ذهب ؟ ...
كان ردي انا احب موسكو ...
فقاطعني بسؤال اخر ...هل التفضيل ناتج عن انتهاجك النهج الاشتراكي وذهابك الي دورة تثقفية في جامعة صداقة الشعوب بالعاصمة الروسية في الفوج رقم 6 لمنظمة الشباب الاشتراكي ؟...
قلت له لا وانما لان الروس "صاحب صاحبه".
ابتسم بابتسامته الساحرة المعتادة وقال من اين استنتجت ذلك ؟...
اجبته من موقفهم مع الرئيس الشهيد انور السادات عندما قال لهم مع السلامة قالوا " Do svidaniya " اي باي باي .
اما الفرصة التي جاءت لي على طبق من ذهب للعيش في كاليفورنيا لها قصة طريفة للغاية كتب عنها استاذي لويس جريس صفحتين في مجلة صباح الخير في اكتوبر 1984 تحت عنوان "صعيدي في اميركا"