الإثنين 27 يناير 2025 07:01 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة : ترحيل الفلسطينيين من غزة .... انتهاك صارخ للقانون الدولي وشرعنة للتطهير العرقي

النهار نيوز


في سياق التطورات السياسية الأخيرة، اقترح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب خطة تقضي بترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، وهو مقترح يفتقد للمنطق، الواقعية، والأهم من ذلك، الشرعية القانونية. يمثل هذا الطرح انتهاكًا صريحًا لمبادئ القانون الدولي التي تؤكد على حق الشعوب في تقرير مصيرها، كما يشكل سابقة خطيرة لترسيخ مفهوم التهجير القسري الذي يصنف كجريمة ضد الإنسانية.

حق تقرير المصير: قاعدة آمرة لا تقبل التفاوض
تنص المادة الأولى من ميثاق الأمم المتحدة صراحةً على حق الشعوب في تقرير مصيرها، وهو مبدأ أساسي يحظى بإجماع دولي باعتباره قاعدة آمرة من قواعد القانون الدولي (jus cogens). إن اقتراح ترحيل الفلسطينيين يُعد تعديًا واضحًا على هذا الحق، لا سيما في ظل واقع الاحتلال الذي يفرض على الفلسطينيين قيودًا تعيق تحقيق دولتهم المستقلة. فإذا كان الشعب الفلسطيني محرومًا من ممارسة حقه الكامل في تقرير المصير، فكيف يمكن التفكير في تجريده من أراضيه وإبعاده عن وطنه؟

الإبعاد القسري: جريمة ضد الإنسانية
يحظر القانون الدولي الإنساني، بموجب اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949، الترحيل القسري للسكان من المناطق المحتلة إلى خارج أراضيهم. ويُعتبر هذا العمل جريمة ضد الإنسانية وفقًا للنظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. إن تنفيذ هذا الاقتراح يعني ارتكاب تطهير عرقي واضح بحق الفلسطينيين في غزة، وهو ما يعزز من جرائم الإبادة الجماعية التي تستهدف الشعب الفلسطيني تاريخيًا.

قرارات الشرعية الدولية: التزام أم انتهاك؟
تؤكد قرارات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194، وقرار مجلس الأمن 242، على ضرورة إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم. كما أن قرار محكمة العدل الدولية الصادر في 26 يناير 2024 بشأن قضية الإبادة الجماعية للفلسطينيين قد وضع إطارًا قانونيًا يُدين أي محاولات للتطهير العرقي أو التهجير القسري.

دعوة لمواجهة الجرائم الدولية
إن مقترح ترحيل الفلسطينيين من غزة ليس مجرد انتهاك للقانون الدولي، بل يمثل تهديدًا وجوديًا للشعب الفلسطيني وهويته الوطنية. على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والقانونية بالتصدي لمثل هذه الطروحات التي تُكرس الاحتلال وتشرعن الجرائم ضد الإنسانية. فالموقف الأخلاقي والقانوني واضح: حماية حقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ورفض كل محاولات التهجير القسري والتطهير العرقي.