عيد فؤاد يكتب: ”العقل في التوهان وإمام جاب لهم الجِنان” !!

ماذا حدث للبشر؟ هذا السؤال راودني خلال الساعات الثمانية والأربعين الأخيرة وذلك عقب مشاهدتي قدرا مقطعا مصورا على بعض مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة "فيس بوك"، وموقع تويتر "X " مفاده أن أحد المشجعين الذين ينتمون لنادي الزمالك والذي وضح من الوهلة الأولى التي شير فيها المقطع هذه الحقيقة، والذي تم تداوله على نطاق واسع على كافة مواقع التواصل الاجتماعي فيما بعد، وتناولته بعض البرامج الرياضية في القنوات الفضائية المختلفة للتعليق عليه بالسخرية تارة من هذا المشجع، وبالنقد الشديد تارة أخرى لهذا التصرف الغريب من هذا الشخص، صاحب السلوك الغريب والغير سوي .

هذا المشجع "التافه" في تصرفاته والخارج عن النص يقف على أطهر بقاع الأرض قاطبة داخل بيت الله الحرام في مكة المكرمة، يطوف حول الكعبة لأداء مناسك العمرة وفجأة وجدناه قد توقف، وكّيل الدعاء على لاعب الأهلي إمام عاشور، متمنيا أن تنتهي مسيرته نهائيا في الملاعب بسبب "واقعة البالونة البيضاء" الشهيرة، حيث قال نصا، "بقى انت بتهين جمهور نادي الزمالك وتنفخ بالونة بيضا ؟..لو قصدك وبتهين الجمهور وناديك اللي علمك يعني إيه كورة، وخلاّك تمسك فلوس في ايدك.. ربنا ينتقم منك، وربنا يبطلك كورة إن شاء اللّه بأمر اللّه".

" يا رب تكون عِبرة لكل لعيب بيهين نادي الزمالك، أما إذا ما كانش قصدك وبتقول كنت بتحتفل بعيد ميلاد بنتك، ربنا يخليها لك، ما نقدر نقول حاجة.. يا أخي خٌد عِبرة من النجم المحبوب عبدالله السعيد ومن أي لعيب محترم".!!

الحقيقة وقفت متعجبا ومشدوها وأنا أتابع هذا المقطع أكثر من مرة، وغير مصدق ما حدث، هل لهذه الدرجة الكرة "لحست" عقول بعض البشر ؟ وهل تصرف فردي للاعب حتى لو كان نجم النجوم أو لاعب عادي يتسبب في هذا "الجنان" ؟!

وهل وصل بنا التخلف إلى هذه الدرجة ؟

أنت تقف أمام الكعبة المشرفة، وبدلا من أن تغتسل من ذنوبك وتتطهر مما ارتكبته من آثام طوال حياتك مثل باقي البشر وتدعو بالخير لنفسك ولغيرك بالهداية، وتدعو لأسرتك ولجميع المصريين، ولمصرنا الحبيبة بأن يحفظها من الفتن ما ظهر منها وما بطن وتدعو لجميع المسلمين، تدعو أنت للفتنة، وتترك كل هذا وتتذكر فقط واقعة "البالونة" التي أقدم عليها إمام عاشور في مباراة انتهت والإعلام يكاد يكون قد نسيها إلا أنها لا تزال عالقة في رأسك "الفارغة" وحدك، وبدأت تكيل الدعاء على اللاعب، معتقدا أن ربنا سيستجيب لدعائك ؟!

الواقع أننا نعيش أجواء مريرة، نتيجة مثل هذه التصرفات الغير مسؤولة التي تثير الاحتقان وتساهم في صنع الفتنة في المجتمع، في وقت نحن أحوج ما نكون إلى التوحد، بل وأن نكون يدا واحدا ضد أعداء الوطن والتصدي لما يحيق بنا من أخطارا داخلية وخارجية .

ومن هنا أطالب الجهات المسؤولة بضرورة محاسبة هذا الشخص وأمثاله ممن يصنعون الفتن، حيث أن صفحته معلومة، وشكله أصبح مألوفا لكل من شاهد هذا المقطع المصور أو سمع عنه حتى يصبح عِبرة لمن لا يعتبر .

بقي أن أشير إلى ان الكرة هي رياضة ضمن عشرات الرياضات التي تمارسها البشرية، وإن كانت أكثرها عِشقا من قبل الجماهير في مختلف دول العالم، وقد جٌعلت للمتعة والترفيه وليس لزيادة الاحتقان وصنع الفتن والتعصب بين الناس، ولذلك أتمنى أن يتم محاسبة كافة الخارجين عن النص ومن يساهمون في إخراج اللعبة عن الإطار الذي خٌصصت له، حتى تستقيم الأوضاع ولا تستفحل الأمور أكثر من ذلك مما ينذر بكوارث خطيرة على المجتمع.. اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .