الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : القلل التي روت أنور السادات في قنا وفرحته… ب ”القاهرة ”

‫(. من مسرح البالون بالعجوزة في الجيزة الي المستطيل الأخضر باستاد ناصر الدولي بمدينة نصر في القاهرة مسافة لا تتجاوز عشرات الكيلومترات على الارض ، ولكن بالنسبة لنا كفرقة قنا للفنون الشعبية بمثابة رحلة الي القمر انتقلنا فيها من الثرى الي الثريا ،من تقديم عروض للمنافسة من اجل الحصول على كأس الجمهورية الي التفرد عن سائر الفرق في مصر سواء الكبيرة المحترفة او الصغيرة الطموحة لتقديم عرض خاص امام رئيس الجمهورية المنتصر بالله انور السادات في العيد الاول لانتصار اكتوبر المجيد١٩٧٣.‬
‫ (. في العجوزة قدمنا (4) رقصات ،الاولى الرقصة الدينية والتي اتخذها التلفزيون المصري لسنوات طويلة مضت "تتر" عرض البرامج الرمضانية ،والرقصة الثانية كانت"الربابة"التي لفتت انتباه السفراء الأجانب الذين حضروا الحفل وتسابقوا لتقديم الدعوات للفرقة في تقديم هذه العروض في بلادهم وبصفة خاصة السفير الفرنسي الذي تقدم بطلب رسمي بخط يده الي المخرج الكبير المرحوم عبد الرحمن الشافعي مدير عام المهرجان السابق،
(. والرقصة الثالثة التي أقامت الدنيا ولم تقعدها كانت رقصة التحطيب لدرجة ان الفنان الكبير محمود رضا نجم نجوم فرقة رضا ومصمم رقصاتها صعد الي المسرح لتقديم التهنئة للإجادة وكال المدح والثناء لاعضاء الفرقة سواء الراقصين والرقصات الذين استعرضوا المهارات من حيث مرونة الجسد، والقدرة على التحكم فى العصا. على إيقاعات المزمار، والطبل، والدفوف والمصمم والعازفين‬
‫(. والرقصة مستلهمة من الصراع الذى نشب فى"أسطورةأوزيريس"بين إبنه "حورس" و"ست" والذي ادى الي قتالاً مروعاً بين إلهى النور والظلمات ،والذى كان يمثل فيه النور «رع» ،بينما كان «إله الظلمات» هو ست وأوزيريس «إله الموت» وفى نفس الوقت «إله الحياة»،وجسده الذى تقطع إلى أشلاء يمثل رمزاً للعبور من مجال الزمان والمكان إلى عالم الحياة الأبدية.‬
‫(. ومعظم الخطوات التي جسدتها فرقة قنا في هذه الرقصة منقوشة في لوحة على قدر كبير من الجمال في مقبرة "خيرويف" بالعساسيف في البرالغربي للأقصر والتي تعد مرجع في أساليب التأمل الحركى، وضمان التوازن بين الجسد والروح.‬
‫(. اما الرقصة الرابعة لفرقة قنا للفنون الشعبية "القلل"فكانت مفأجاة استاذ تنظيم المهرجانات ومدير عام استاد ناصر وقتها حسن أمين للرئيس السادات فيً الاحتفال الضخم الذي أقيم في الاستاد بمناسبة العيد الاول لنصر اكتوبر العظيم ،وهي المفأجاة التي أسعدت بطل الحرب والسلام وإعادته لسنوات مضت عاش فيها في قنا متخفي هروبا من مطاردات الإنكليز والبوليس السياسي "مباحث أمن الدولة"
(. وكانت "القلة"سلاح السادات لكي "يبل ريقه" بشربة ماء باردة ونقية للتغلب على درجة الحرارة العالية فيها ،
(. وعقب انتهاء الرقصة حرص الرئيس السادات على مصافحة أعضاء فرقة قنا وانا منهم بحميمية شديدة وفرح كثيرا بالهدية التي قدمناه وكانت عدد من"القلل"وطلب من مرافقيه ان يحرصوا على نقل "قلة حبنا"الي بيته في الجيزة خلف الشيراتون.