عيد فؤاد يكتب: بداية غير مبشرة ”لمجلس التزكية” بعد ”زملكة” المنتخبات الوطنية ؟!
النهار نيوزمع بداية تولي هاني أبو ريدة مسؤولية قيادة "مجلس التزكية"، أقصد مجلس إدارة اتحاد الكرة لمدة أربع سنوات قادمة، بعدما جاء بالتزكية على رأس القائمة الوحيدة التي تقدمت للانتخابات، وتسلم مهام عمله رسميا توسم البعض خيرا في أن الكرة المصرية ستشهد على يديه مرحلة جديدة في تاريخها خلال المرحلة المقبلة بعدما عانت الأمرين، وأنه أي أبو ريدة قادم بقوة ممتطيا صهوة جواده لإعادتها إلى الطريق الصحيح رغم وجود تجربة سابقة فاشلة له، إلا أنه وبصفته صاحب خبرة إدارية طويلة، وعضو المجلس الأعلى بكونجرس الـ "FIFA" وعضو المكتب التنفيذي بالاتحاد الإفريقي لكرة القدم"CAF " فإن نفرا من الناس يرون أنه هو المنقذ والذي سيعيد الكرة المصرية للريادة الإفريقية مجددا بعد غياب طال انتظاره، رغم أن كافة المؤشرات توحي بغير ذلك، وخاصة بعد أن بدأ يتخلص من الأهلاوية في المنتخبات الوطنية في المراحل السنية المختلفة فيما عدا المنتخب الوطني الأول الذي جاء على رأس القيادة الفنية له حسام حسن "الأهلاوي..الزملكاوي" بقوة الدفع الجماهيرية وبظهير شعبي كبير، وهو ما يجعله يستعصي على الإقالة، بل لن يجرؤ رئيس اتحاد الكرة الاقتراب من حسام نفسه إلا إذا تعثر المنتخب لا قدر الله تحت قيادة "العميد"، وهو ما لا نتمناه، لا لا شيء سوي لأن منتخبنا الوطني هو عزنا وشرفنا والذي نباهي به الأمم ونتمنى له التوفيق دائما وأن يكون في الريادة إقليميا، وقاريا، وأن يتبوأ المكانة المناسبة التي تليق به عالميا.
من هنا باتت الصورة واضحة تماما مع المنتخبات الوطنية في مراحلها السنية المختلفة والبعيدة عن الأضواء، فبعد أن جاء جمال علام "الزملكاوي" رئيس الاتحاد السابق بحسين عبد اللطيف "الزملكاوي" مديرا فنيا لمنتخب مصر مواليد 2009 أي تحت 15 سنة، جاء الدور على أبو ريدة "الزملكاوي" ليعين أسامة نبيه "الزملكاوي" مديرا فنيا لمنتخب مصر للشباب مواليد 2007، أي تحت 18 سنة، خلفا للخواجة البرازيلي روجيرو ميكالي الذي أطاح به بعد أن رفض الأخير تقليص راتبه الذي كان يتقاضاه، بداية من تعاقده مع الجبلاية في أول أكتوبر 2024 الماضي، خلفا لوائل رياض "شيتوس" والذي كان يصل إلى 115 ألف دولار شهريا شاملا الضرائب، إضافة إلى تحمل الجبلاية تكاليف إقامته و8 تذاكر سفر طيران سنوياً إلى البرازيل على درجة رجال الأعمال .
رئيس "مجلس التزكية" قرر منح الخواجة الشرط الجزائي المنصوص عليه في العقد وهو راتب ثلاثة أشهر، مقسماً على ستة أقساط شهرية، بداية من أول فبراير القادم بعدما تمسك ميكالي بالتنازل عن 15 ألف دولار فقط من راتبه !!
ومن هنا كان لزاما على رئيس الاتحاد أن يعين جهازا فنيا جديدا لمنتخب الشباب خلفا لميكالي وجهازه المعاون، وتفتق ذهن أبو ريدة عن موهبة فذة في عالم التدريب ليقود منتخب الشباب خلال المرحلة المقبلة وهو أسامة نبيه !!
نبيه الذي لم نسمع عنه أو نرى أنه حقق نجاحا واحدا في مسيرته التدريبية سواء مع نادي الزمالك كمدرب عام، أو نادي المريخ السوداني أو نادي الشعلة السعودي، على سبيل المثال، وكان أهم انجازاته هو العمل كمدرب مساعد للأرجنتيني هيكتور كوبر في تدريب منتخب مصر الأول، وكأن هذا كان يكفي للدفع به على رأس قيادة منتخب وطني واعد كان يحتاج إلى مدرب كفء ليضعه في المكانة التي تليق به، ولكن جاء تعيينه في هذا المنصب استكمالا لـ"زملكة" الجبلاية، على صعيد المنتخبات، والإدارة، أي المناصب الإدارية المختلفة، دون مراعاة للكفاءة التي كان يجب أن تكون هي المعيار والأساس الذي يبنى عليه الاتحاد الجديد منظومة العمل في الاتحاد، بعيدا عن الواسطة أو المحسوبية التي أعادتنا سنوات كثيرة للوراء .
أبو ريدة تجاهل الاستعانة بأيمن الرمادي المدير الفني الحالي لنادي سيراميكا كليوباترا، وعلي ماهر المدير الفني الحالي للنادي المصري، حيث أن كليهما من أفضل المدربين الوطنيين اللذان حققا طفرات مع معظم الأندية التي توليا تدريبها، ومع ذلك، ونظرا لعدم وجود ظهيرا إعلاميا لهما تم تجاهلهما تماما في الاختيارات، وهو ما يوضح السياسة الخاطئة التي يسير عليها أبو ريدة ويؤكد على أن البداية غير مبشرة "لمجلس التزكية" وأن القادم أسوأ إلا إذا أنصت أبو ريدة لصوت العقل والمنطق وراعى ضرورة الاستعانة بالكفاءات عند التعيين في المناصب المهمة بالجبلاية وكل ما يتعلق بكرة القدم.. غير ذلك أرى أن الصورة قاتمة وتنذر بالمزيد من الكوارث للكرة المصرية مستقبلا ..اللهم هل بلغت اللهم فاشهد .