الأربعاء 4 ديسمبر 2024 09:53 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أيمن سلامة : أسباب تقدم الفصائل السورية المتمردة المسلحة .......العقيدة و التنظيم و أوكرانيا

النهار نيوز

شهدت السنوات الأخيرة تطورات ملحوظة في الحرب السورية، حيث تمكنت الفصائل المسلحة المعارضة من تحقيق مكاسب ضد الجيش السوري النظامي في مناطق مثل إدلب وحلب. تعود هذه المكاسب إلى عدة أسباب تتعلق بالعقيدة القتالية للجيش، ضعف التنظيم والسيطرة، نقص التطوير والتدريب، بالإضافة إلى الانشغال الروسي بالحرب في أوكرانيا. هذه العوامل مجتمعة ساهمت في إضعاف قدرات الجيش السوري النظامي وزادت من قدرة الفصائل على التقدم.

1. ضعف العقيدة القتالية والتنظيم

العقيدة القتالية للجيش السوري تعتمد بشكل كبير على النمط التقليدي للحروب النظامية، مثل المواجهة المباشرة واستخدام الدبابات والمدفعية الثقيلة. هذا النوع من العقيدة يفتقر إلى الفعالية في مواجهة حرب العصابات التي تتبعها الفصائل المسلحة، والتي تعتمد على:التحرك السريع، ولاكمائين ، واستغلال التضاريس الوعرة .

بالإضافة إلى ذلك، يعاني الجيش السوري من مشاكل في التنظيم والسيطرة على وحداته، حيث أظهرت التقارير وجود انقسامات داخل القيادة وفقدان التنسيق بين القوات المختلفة، مما يؤدي إلى ضعف الأداء الميداني.

2. نقص التدريب والتطوير لمواجهة حرب العصابات

لم يتمكن الجيش السوري من التكيف مع الطبيعة المتغيرة للحرب في سوريا، التي أصبحت تعتمد على تكتيكات غير تقليدية. ضعف التدريب على هذه التكتيكات أدى إلى:

زيادة الخسائر في صفوف الجنود.

تراجع الروح المعنوية.

فقدان السيطرة على العديد من المناطق الاستراتيجية.

على الجانب الآخر، تستفيد الفصائل المسلحة من دعم خارجي يشمل التدريب، الأسلحة الحديثة، والمعلومات الاستخباراتية، مما يمنحها ميزة نوعية في المعارك.

3. تأثير الحرب الروسية الأوكرانية

تلعب روسيا دورًا محوريًا في دعم الجيش السوري النظامي منذ بداية الصراع. ومع ذلك، فإن انشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا أثر بشكل كبير على دعمها للجيش السوري للأسباب التالية:

تحويل الموارد العسكرية: مع تصاعد القتال في أوكرانيا، نقلت روسيا جزءًا كبيرًا من قواتها ومواردها إلى الجبهة الأوكرانية، مما أدى إلى تقليص الدعم اللوجستي والعسكري المقدم لسوريا.

تراجع التركيز السياسي: انشغلت القيادة الروسية بالأزمة الأوكرانية، مما قلل من اهتمامها بإدارة النزاع السوري بشكل مباشر.

الضغط الاقتصادي: العقوبات الغربية المفروضة على روسيا نتيجة الحرب أدت إلى تقليص قدرتها على دعم حلفائها في سوريا.

نتيجة لهذه العوامل، فقد الجيش السوري جزءًا كبيرًا من الدعم الروسي، مما أضعف قدرته على مواجهة الفصائل المسلحة.

4. استغلال الفصائل للتغيرات الإقليمية والدولية

استغلت الفصائل المسلحة:

الانشغال الروسي: لتعزيز هجماتها في الشمال السوري.

الدعم الإقليمي والدولي: حيث حصلت على أسلحة ومساعدات من دول داعمة، مما مكّنها من تنفيذ عمليات عسكرية واسعة النطاق.

الخبرات المكتسبة: من سنوات القتال التي منحتها تفوقًا في تكتيكات حرب العصابات.

5. تدهور الحالة الاقتصادية والاجتماعية في سوريا

تسببت الحرب الطويلة في إنهاك الجيش السوري بسبب:

النقص في الموارد البشرية: نتيجة الخسائر الكبيرة في الجنود والتجنيد القسري الذي أثّر على معنويات المجندين.

الأوضاع الاقتصادية المتدهورة: التي جعلت الحكومة السورية تواجه صعوبة في تمويل عملياتها العسكرية.

التوترات الداخلية: بين الميليشيات الموالية للنظام، التي تعمل أحيانًا بمعزل عن الجيش، مما يزيد من الفوضى.

خاتمة

يعد تقدم الفصائل المسلحة في مواجهة الجيش السوري النظامي يعكس مزيجًا من العوامل المتعلقة بالضعف الداخلي للنظام، بما في ذلك العقيدة القتالية والتنظيم، والتحديات الخارجية مثل الحرب الروسية في أوكرانيا. إذا استمر هذا الوضع دون إصلاحات هيكلية في الجيش وتغير في الاستراتيجيات، فإن احتمال تحقيق الاستقرار في سوريا سيظل بعيد المنال.

في ذات الوقت تتطلب الحلول تتطلب معالجة شاملة تشمل التدريب، التنظيم، وتعزيز الدعم الدولي لإعادة توازن القوى على الأرض.