الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : الذكرى العاشرة لرحيل”عازف الضياء” …قباري علي مصطفى
النهار نيوز(.اليوم 20 نوفمبر الذكرى العاشرة لانتقال ساحر الكمان أخي وحبيبي وصديقي ومعلمي قباري على مصطفى الي الرفيق الاعلى، ففي مثل هذا اليوم من العام ٢٠١٤ ، ماتت قطعة عزيزة من كلي، الروح فقدت الروح والقلب فقد النبض.
(. وانا سعيد الحظ لاني كنت قريب جدا منه، ولو كان عمري انتهى عند ذلك ما كنت اطلب اكثر من ذلك ، فهو فوق الاخ الحاني،والصديق الوفي،والعازف الموهوب الذي استطاع ان يغزل على كمانه من الشمس الف خيط ضياء، فحمل على سواعده اغصان شماء تقتحم السماء
(. ووضع امله على كتفه وعلى راحتيه روح قصدٍ نبيلٍ وعلى صدره وسام يطوف بها المدن لانه كان مؤمنا بأن انغامه ستشرق في الظلمة ضوءاً عند لهفة الأبواب في انتظار سخاء النور والفجر، في بلد كما الأحلام في الف ليلة وليلة ولانه ملهم وحذق وثاقب نظرٍ فان قدمه نبتت أفق السحائب.
(. قباري علي مصطفى عازف كمان ،التقطه المجد وهو عند نقطة الصفر، فتحول الى فارس مضي بعزمٍ جسورٍ نحو كسر كل القواعد الثابتة والمعتادة وغير المعتادة ، فتجسد على ارض الواقع عبقرية ، تجلت فيها سرّ العزيمة التي هي في الّسحرِ الكامن في عزمه
(. لتفتح صحائفها وعلى صدره وسام الاصرار تُسقى الشموس من انغامه في وهج الأصيل وتتلقى من النجوم سموّها، ورغم كل الاسفار والترحال والمجد الذي جعله حديث زمننا الا انه كان دائما حالما ينسج للفجر آمالاً تساعده في كسر قضبان المحال بيدٍ ممدّة بين عدمين، الرياح والقلوع، والموج في الكر والفر.
(. قباري علي مصطفى ... قصة كل ما يتمناه المبدع من الخطوط بدءا من «طقطق حتى السلام عليكم»، فبطلها حقيقة هو الرومانسي المتمرد على الواقع الموسيقي الضيق في قنا فالاستسلام عنده حالة مرفوضة، وعندما ذهب الى الاماكن لكي يستنشق حلمه كان الاصرار هو المحفز الوجداني لصيرورة التحدي والثبات
(. والتقدم نحو الحلم الذي تحقق، تتلمس فيه فوق البساطة مواطن الأمل والرؤية المعبرة فعبارة «لن استسلم «هي سلاحه حتى عندما انتفض على واقعه وقرر أن يغير الزمان وهرب إلى غير مكان، فالاحلام عنده لا تصنع فقط بالترحال بل بالقوة وفعل المحال.