أول خريح إعلام تولى وزارة الإعلام
الكاتب الصحفي محمد عاصم يكتب : الدكتور سامي الشريف .. سيرة عطرة .. جامعة القاهرة
النهار نيوز** دخل الإعلامي الدكتور سامي الشريف موسوعة السبق الوزاري المصري ليكون أول وزير إعلام من خريجي كلية الإعلام بجامعة القاهرة ، وإن لم يستمر في منصبه كثيرا عقب ثورة يناير 2011 ، ولقي هذا السبق استحسانا كثيرا من مجمل الرأي العام ، خاصة أنه قادم من " مطبخ " الإعلام ، دارسا ومحاضرا أكاديميا وله تجارب تنفيذية كثيرة في مجالات مختلفة في ميدان الإعلام .
** الإعلامي الدكتور سامي محمد ربيع الشريف يحظي بمكانة علمية كبيرة ، وقيمة أدبية وفكرية ، وحقق سيرة طيبة منذ تخرجه من كلية إعلام جامعة القاهرة ، قسم إذاعة وتليفزيون عام 1977 ، ثم حصوله علي الدكتوراة عام 1985 ، ينادي دائما بالإعلام الهادف ، وضرورة ملاحقة ثورة النكنولوجيا الرقيمة والذكاء الاصطناعي حتي نقرب الفجوة الفنية بيننا وبين الغرب.
** من باب الأمانة علينا القول ، إذا كان الدكنور سامي الشريف " ابن مدينة العريش قلب سيناء النابض بالوطنية " ، هو أول خريج من كلية الإعلام يتبوأ منصب وزير الإعلام ، وهو دفعة 1977 قسم إذاعة وتليفزيون ، فإن هناك أيضا صلاح عبد المقصود " ابن مدينة الزقازيق قلب محافظة الشرقية " ، وهو دفعة صحافة 1980 ، نفس كلية الإعلام أيضا ، تولي منصب وزير الإعلام رسميا بعد ذلك.
** اثنان من خريجي كلية الإعلام بجامعة القاهرة كان لهما الحظوة في منصب وزير الإعلام المصري ، وهناك من يؤيد تولي وزير للإعلام في الحكومة حتي يحكم القبضة علي الإعلام من أجل المساهمة في التنمية الشاملة ، بالتالي يكون الإعلام خاضعا للسلطة ، وهناك علي الطرف الآخر من يرفض إشهار وزارة إعلام في الحكومة بدعوى أن الإعلام الحر هو الطريق للتنمية الشاملة ، لأن إعلام السلطة يهمه بالدرجة الأولي إحكام القبضة علي الرأي والرأي الآخر ، بينما التنمية وآليات الديمقراطية تقتضي فتح نوافذ الأراء ، لأن الأمر شورى بيننا.
** عودة إلى الدكتور سامي الشريف : تلقي الدكتور الشريف علوم الإعلام والاتصال داخل كلية الإعلام منتصف السبعينات علي أيدي كوكبة من رواد كبار الإعلام الأكاديمي داخل كلية الإعلام مثل الدكاترة شاهيناز طلعت " توفت من فترة قليلة " ، والدكنور مختار التهامي ، والدكتور خليل صابات ، والدكنور حامد ربيع ، الدكتورة جيهان رشتي ، الدكتورة ماجي الحلواني ، الدكتور سمير حسين ،الدكتور فاروق أبوزيد ، الدكتور علي عجوة ، الدكتورة مني الحديدي ، الدكتورة عواطف عبد الرحمن ، الإذاعي الراحل فاروق شوشه والفنان عبد الوارث عسر " تدريس مادة الإلقاء ، وجلال الدين الحمماصي ، وغيرهم من رواد الجيل الذهبي الأول في كلية الإعلام.
** تميز الدكتور سامي الشريف بالحزم في صناعة القرار حينما كان وزيرا للإعلام ، لأنه وجد " فوضي داخل ماسبيرو " ، ديون بالملايين تتراكم من موازنة إلي موازنة ، فوضي في سقف الدخل للعاملين في قطاع الإذاعة والتليفزيون والهيكل الوظيفي ، هناك من يقوم بالإعداد والإخراج والتقديم من أجل زيادة الدخل الشهري ، حتى وإن لم يمارس العمل ، يكفي تواجد اسمه في كشف المرتبات ، عمولات الإعلانات تتوزع بالعلاقات، اختيار المذيعين بالعلاقات ، من هنا كان الحزم بتحديد حد أقصي للمرتبات ، التحديد والفصل في الاختصاصات ، إضافة إلى ضرورة الدقة في تناول الموضوعات ، وضرورة عدم احتكار الرأي، واقتصاديات التقشف ، ولابد من تواجد الرأي والرأي الآخر معا ، وغيرها من البروقراطية التي تضرب في جذور ومفاصل الدولة المصرية.
** تظل سيرة الدكتور سامي الشريف لها نظافة اليد ، عطرة المنبع ، والعمل علي غرس الروح الوطنية بعدما عاناه في مدينة العريش حينما كان صغيرا من الاحتلال الإسرائيلي ، إلى تفضيل روح الجماعة وعدم احتكار الرأي في صناعة القرار، والمطالبة بضبط الإيقاع الإعلامي سواء الخاص أو الوطني ، والبحث عن دراسة جدوي اقتصادية لكل القنوات التي تصدر من ماسبيرو ، وأيضا القنوات الخاصة ، حتي يستعيد الإعلام المصري بريقه ، وأن تكون هناك قناة إخبارية مصرية لها حضور السبق في الأحداث العالمية ، قناة إخبارية واحدة تغني عن عدة قنوات ليس لها إلا الثرثرة.
** كنت في ندوة خارج مصر ، سألني شخصية كبيرة : لماذا توجد في مصر عشرات القنوات التليفزيونية الحكومية والخاصة بهذا العدد ، ولايوجد قناة مصرية تضاهي قناة الجزيرة القطرية ؟
** اشتهر الدكتور سامي الشريف بالحزم في العمل ، والمهنية العالية في العمل الأكاديمي، حتي تقلد العديد من المناصب من أستاذ بكلية الإعلام ، إلى وكيل الكلية ، إلى مدير مركز التدريب والتوثيق والإنتاج الإعلامي بجامعة القاهرة ، إلى رئيس الأمانة العامة بعلوم الإعلام بالاتحاد العام للمنتجين العرب ، إلى أستاذ زائر في عديد من كليات الإعلام في الوطن العربي ، إلى عميد كلية الاعلام بالجامعة الحديثة للتكنواوجيا إلى أمين رابطة الجامعات الإسلامية ، وغيرها من المناصب من أبرزها توليه منصب وزير الإعلام عقب ثورة يناير 2011.
** اكتسب الدكتور سامي الشريف مهارة الحزم والتحدي من البيئة بمدينة العريش ، صلابة أهل العريش البواسل ، ولغة مقاتل الصحراء ، وشريان التواصل من ماء البحر ، والإمساك بالحق ، والصراحة والوضوح والشفافية في معالجة الأمور.
** علي خطي الدكتور سامي الشريف ، تسير ابنته الدكتورة ريم الشريف بكلية الاعلام أيضا ، تشربت العلم بالإرادة والتحدي من الوالد الدكتور سامي الشريف، لديها بلاغة الحديث والبيان، والتوصيف العلمي الدقيق للحدث والتسلسل ، ومن أيام قليلة كان لها حضور ثري خلال مناقشة رسالة الماجستير التي تقدم بها الصديق جودة أبو النور نائب مدير تحرير جريدة الأهرام ، في رسالة تحت عنوان " معالجة الصحف الإلكترونية المصرية لجائحة كورونا " ، من كلية الدراسات العليا والبحوث البيئية قي قسم العلوم التربوية والإعلام البيئي ، تكونت لجنة المناقشة والحكم من الدكتورمحب الرافعي وزير التربية والتعليم الأسبق وعضو مجلس الشيوخ ورئيس جامعة مايو ،والدكتورة دينا فاروق أبوزيد أستاذ الإعلام بكلية الإعلام جامعة عين شمس وعميد كلية الإعلام وفنون الاتصال بجامعة 6 أكتوبر ،والدكتورة ريم الشريف أستاذ الإعلام بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات ،والدكتورة صفية أحمد محمد علي ، رسالة علمية تستحق التقدير العلمي.