عيد فؤاد يكتب: ”فرح العمدة وكله جاي ينقط ” !!
النهار نيوزكشفت الساعات الأخيرة عن وجود مشكلة كبيرة، تكاد تصل إلى حد الأزمة لواحدا من أهم عناصر لعبة كرة القدم في مصر وهو عنصر التحكيم.
ترجع أسباب هذه المشكلة إلى الأخطاء التي وقع فيها بعض الحكام الذين شاركوا في إدارة مباريات الجولة الأولى من بطولة الدوري الممتاز في نسختها الـ 66 لموسم 2024/2025 والتي ترتب عليها تغير نتائج عددا من هذه المباريات، مثل مباراتي الزمالك والبنك الأهلي والتي انتهت بفوز الأول 3 /2 ، أما المباراة الأخرى، فهي التي جمعت بين بيراميدز مع بتروجيت، العائد حديثا إلى الدوري الممتاز بعد طول غياب وانتهت نتيجتها بالتعادل الإيجابي 1/1.
وإزاء هذه الأخطاء المؤثرة تباينت ردود الأفعال من خبراء التحكيم، وكذلك بعض الأندية تعقيبا على ذلك، وخاصة أن الدوري في هذا الموسم الاستثنائي بدأ مثيرا جدا، وأي خطأ يقع فيه حكم قد يهدر مجهود فريق بالكامل وربما يترتب عليه كذلك ضياع ملايين الجنيهات التي تنفقها الأندية على لاعبيها وأجهزتها الفنية، لذلك يجب أن يعي كل حكم جيدا ما يفعله بدقة داخل المستطيل الأخضر حتى لا يظلم أحدا ويهدر حقوق الآخرين .
وما وقع فيه طاقم تحكيم مباراة الزمالك والبنك الأهلي والذي ضم، محمد عادل "حكم ساحة"، وهاني عبد الفتاح، وخالد حسين مساعدين، ومحمد العتباني حكم رابع، ومحمد سلامه حكم على تقنية الفيديو "الـVAR "، وأسامه محمد حكم فيديو مساعد، واحتساب ثلاث ركلات جزاء ثار الجدل حولها، وغيرها من القرارات الأخرى المؤثرة في المباراة والتي ترتب عليها مهاجمة الطاقم بقوة في وسائل الإعلام المختلفة.
ونفس الأمر حدث في مباراة بيراميدز وبتروجيت والتي تم إلغاء هدف صحيح خلالها للفريق البترولي، وهي المباراة التي أدارها طاقم تحكيم مكون من، محمود البنا "حكم ساحة"، وأحمد توفيق طلب، وإبراهيم السوداني مساعدي حكم، وإبراهيم محمد حكم رابع، وصبحي العمراوي حكم على تقنية الفيديو الـ "VAR"، ومحمد الغازي حكم مساعد على تقنية الفيديو .
ما وقع فيه طاقمي التحكيم في المباراتين دفع جهاد جريشة الحكم الدولي السابق لإطلاق تصريح ناري قال فيه "التحكيم يحتاج يجي على المحارة" .!!
تسبب هذا التصريح في تدخل ابراهيم نور الدين المدير الفني للجنة الحكام وأعلن إحالة جريشة للتحقيق، بل وتجاوز ما بعد التحقيق بقوله، "كل واحد بيسعى لمنصب بيجرح في زمايله، ولو عنده حاجة يطلع يقولها، معندوهش حاجة يتفضل مشكور يمتثل للتحقيق او يعتذر عن اللي قاله ولو اعتذر هيبقى القرار للجنة الحكام، والاعتذار مبدئيًا علشان نقبل أن يبقى هناك نقاش لابد من أن يعتذر لمنظومة التحكيم اللي خيرها عليه ".
نور الدين هدد جريشة وقال، مازال الأخير مسجلا في الاتحاد حكم، وأنت بتتكلم عن المنظومة، ولو انت شايف خطأ اطلع اتكلم وقول، لكن تتكلم كلام مرسل تتحاسب عليه " .
واسترسل نور الدين في كلامه بالقول.. "أي حد كبير وصغير" هيغلط في التحكيم هيتحول للتحقيق، وهنطبق اللوائح على الجميع، لكن كل واحد يحاسب على تصرفاته ويكون مسؤول" .
لم تكن تصريحات جريشة، وصدام نور الدين به هو حديث الساعة فقط، ولكن تدخل الأهلي وجدد طلبه السابق من خلال إرسال خطاب لاتحاد الكرة طالب فيه بضرورة تعيين خبير حكام أجنبي لإدارة اللجنة الرئيسية بعدما شعر بالقلق من الأخطاء التحكيمية في الجولة الأولى للبطولة، الأمر الذي جعل الزمالك يدخل على الخط ويرد بإعلان دعمه للحكام المصريين ويرفض تعيين أجنبي لرئاسة اللجنة الرئيسية أو تعيين حكام أجانب لإدارة بعض مباريات الدوري، على طريقة "خالف تُعرف" رغم أن الأجنبي لا يعرف "س، أو ص" وسيوفر العدالة للجميع، ولكن لم أفهم مغزى اعتراض الزمالك.!!
الغريب أن عصام عبد الفتاح رئيس لجنة الحكام الأسبق لم يترك الفرصة تمر هو الآخر إلا وأدلى بدلوه في أزمة التحكيم المثارة حاليا، وكأنه "فرح العمدة، وكله جاي ينقط" !!
عبد الفتاح ضرب "كرسي في الكلوب" حين قال، الأندية التي تطالب بخبراء أجانب دمرت التحكيم المصري، في الوقت الذى نريد فيه دعم التحكيم، ويقصد هنا النادي الأهلي، ونسي عبد الفتاح إن ضياع بطولة، نتيجة خطأ حكم يتسبب في انقلاب في النادي الأهلي، وبعض الأندية الجماهيرية الأخرى التي تنافس على البطولات، رغم أن الامر بسيط جدا، والمثل يقول "ابعد عن الشر وغنيله".
إذا كان الخبير الأجنبي سيرفع من مستوى التحكيم لماذا لا أستعين به لمدة موسم واحد فقط، ويستطيع خلاله اتحاد الكرة أن يؤهل عددا من الكفاءات المصرية من الحكام الدوليين القدامى، وما أكثرهم لإدارة اللجنة بعد ذلك بشكل علمي .
أنا شخصيا أحد الذين دعّموا الحكام المصريين بقوة، بل وطالبت بذلك صراحة في معظم لقاءاتي بالإذاعة والتليفزيون، أما وأن هذه المرحلة تعد مرحلة انتقالية ولا تقبل "الهزار" أو الخطأ، فلن نخسر شيئا إذا خضنا التجربة للمرة الثالثة بالتعاقد مع خبير عالمي على مستوى عالٍ ذو سمعة جيدة ويمكن أن يعوض فشل فترة كلاتنبرج ومن بعده بيريرا، "مش كده والا إيه" . ؟