أيمن سلامة : حماية الصحافيين أثناء النزاعات المسلحة
النهار نيوزيعد الصحافيين بمثابة شهود عيان على الأحداث في مناطق النزاع، وبدونهم ستظل العديد من الحقائق غائبة عن العالم، ومع تصاعد ظاهرة الإفلات من العقاب في عام 2024، يتضح أن هناك حاجة ملحة لتعزيز الحماية القانونية للصحافيين، وضمان محاسبة الذين يرتكبون الانتهاكات ضدهم. فقط من خلال تأمين بيئة عمل آمنة، يمكن للصحافيين أن يستمروا في أداء دورهم الحيوي في نقل الحقيقة والمساهمة في تحقيق العدالة.
تعتبر الصحافة من الأعمدة الأساسية في نقل المعلومات والحقائق، خاصةً في أوقات النزاع المسلح. يواجه الصحافيون في هذه السياقات تحديات كبيرة، بما في ذلك تهديدات جسيمة على حياتهم، ومع ذلك يبقى دورهم حيويًا في تعزيز الشفافية والمساءلة .
يلعب الصحافيون دورًا محوريًا في توثيق الأحداث ونقل الحقيقة إلى العالم الخارجي. من خلال تقاريرهم، يتمكن الجمهور من فهم الواقع المعيش في مناطق النزاع، مما يسهم في تشكيل الرأي العام والضغط على صانعي القرار. إن تسليط الضوء على الانتهاكات المرتكبة ضد المدنيين والمقاتلين على حد سواء يعزز من جهود المجتمع الدولي لتحقيق العدالة. كما أن التقارير الإعلامية تلعب دورًا في مساعدة المنظمات الإنسانية في تقييم الوضع واتخاذ القرارات المناسبة.
تعرض الصحافيون لمستويات متزايدة من العنف، بما في ذلك الاعتقال، التعذيب، والقتل. في عام 2024، تشير التقارير إلى أن عدد الصحافيين الذين قُتلوا أثناء تأدية مهامهم في مناطق النزاع تجاوز 50 صحافيًا في مناطق مثل أوكرانيا وسوريا واليمنوغزة، و هذه الإحصائيات تعكس خطر ممارسة الصحافة في بيئات معادية، حيث يتم استهداف الصحافيين كجزء من استراتيجية لقمع الحقيقة.
تعد ظاهرة الإفلات من العقاب أحد أبرز التحديات التي تواجه الصحافيين. في العديد من الحالات، لا تتم محاسبة الجناة الذين ينفذون أعمال العنف ضد الصحافيين، مما يشجع على استمرار هذه الانتهاكات. وفقًا لمنظمة "مراسلون بلا حدود"، فإن 9 من كل 10 جرائم ضد الصحافيين لا تؤدي إلى محاكمة. هذا الإفلات من العقاب يعكس فشل الدول في حماية حقوق الإنسان وضمان حرية التعبير.
تعتبر ظاهرة الإفلات من العقاب إحدى أبرز التحديات التي تواجه الصحافيين في جميع أنحاء العالم، خاصة في مناطق النزاع المسلح. يعاني الصحافيون من أعمال عنف متزايدة، بما في ذلك الاعتقال، التهديد، التعذيب، وحتى القتل، دون أن يتم محاسبة الجناة. هذه الحالة لا تمثل فقط انتهاكًا لحقوق الأفراد، بل تمثل أيضًا فشلًا في التزام الدول بالقانون الدولي وحماية حرية التعبير.
في كثير من الأحيان، يتم استهداف الصحافيين بشكل مباشر من قبل الجماعات المسلحة أو السلطات، حيث تُعتبر المعلومات التي ينقلونها تهديدًا للسلطة. هذا الاستهداف يأتي في أشكال متعددة، مثل القتل العمد، الاعتقالات غير القانونية، والتعذيب.
تُظهر الإحصائيات أن 9 من كل 10 جرائم ضد الصحافيين لا تؤدي إلى محاكمة أو عقوبة للجناة. هذه الأرقام تعكس ثقافة الإفلات من العقاب، حيث يشعر الجناة بأنهم غير معرضين للمساءلة، مما يشجع على تكرار هذه الانتهاكات.
تساهم هذه الظاهرة في خلق مناخ من الخوف بين الصحافيين، مما يؤدي إلى تراجعهم عن القيام بواجبهم في تغطية الأحداث بحرية، وهذا التأثير يمتد أيضًا إلى الصحافيين الجدد، الذين قد يتجنبون الانخراط في مجال الصحافة بسبب المخاطر المرتبطة بها.
يضع القانون الإنساني الدولي قواعد صارمة لحماية الصحافيين أثناء النزاعات المسلحة. وفقًا للمادة 79 من بروتوكول إضافي رقم 1 لعام 1977، يتمتع الصحافيون بحماية خاصة كمندوبين إعلاميين، مما يعني أنه لا ينبغي استهدافهم، ويجب ضمان سلامتهم. ومع ذلك، غالبًا ما يتم انتهاك هذه القوانين في سياقات النزاع، مما يستدعي تعزيز الجهود الدولية لمحاسبة
يتطلب الوضع الراهن ضرورة اتخاذ تدابير فعالة لحماية الصحافيين. يتعين على الحكومات والمنظمات الدولية التعاون من أجل تطوير آليات لحماية الصحافيين، بما في ذلك توفير التدريب والمساعدة القانونية. كما ينبغي أن تكون هناك آليات لرصد انتهاكات حقوق الصحافيين وتوثيقها، لضمان أن تُؤخذ هذه القضايا بعين الاعتبار في المحافل الدولية.
لقد أكد الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريش, أن استهداف الاحتلال الصهيوني للصحفيين في قطاع غزة أمر “غير مقبول”, داعيا إلى حمايتهم من الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في القطاع.
وذكر غوتيريش في رسالة بعث بها يوم الجمعة 1 نوفمبر 2024 إلى ندوة دولية للإعلام انطلقت في مكتب الأمم المتحدة بجنيف, , أن العدوان الصهيوني على غزة أكمل عامه الأول الشهر المنصرم, وأن هذه الندوة تقام في ظروف صعبة للغاية بسبب امتداد الانتهاكات إلى لبنان.
وأشار إلى الوضع في الضفة الغربية المحتلة, بما فيها القدس الشرقية, والاقتحامات الصهيونية, وبناء المستعمرات وزيادة كثافة هجمات المستوطنين، كما انتقد غوتيريش استمرار الحظر الصهيوني الذي يمنع الصحفيين الدوليين من دخول غزة, مشيرا إلى أن الصحفيين في القطاع يستهدفون بمستوى غير مسبوق في أي صراع، ولفت إلى أن الصحفيين الذين يغطون الاحداث في الضفة الغربية المحتلة استهدفوا من قبل قوات الاحتلال مشددا على أن هذا الوضع غير مقبول.