الإثنين 28 أكتوبر 2024 12:12 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : ”فاضل”الطوق والأسورة متعدد المواهب محمد نصر يس …نور رحل وترك في الروح مع الالم ظلام

النهار نيوز

(. اسعدني جدا اختيار الأخ والصديق والحبيب المغفور له المبدع الذي له في الشعر مكانة وفي الثقافة صولات وفي الفن جولات محمد نصر يسن كرمز من رموز القرية المصرية في الاحتفالية التي يقيمها قصر ثقافة قنا بقيادة مديرته البارعة والمبدعة جيهان محمد رمزي جمال الدين ضمن فاعليات برنامج "ثقافة القرية" لكونه جاء من طين ارضها ومن صلب تاريخها وحملته شمسها فوق هامتها ، شوقا للغد المضيئء بانوار العقل ، فملىء احلامنا بالبهجة من كل المداخل ، وغرس النواة تحت جلودنا ، بذرة اورقت في نفوسنا بالثقافة والفنون

والمثقف الملهم محمد نصر ياسين الذي الهمنا خلال محاضراته التي كان يلقيها على أسماعنا في عز امجاد منظمة الشباب تراث لا يفنى وثقافة لا تموت ومواهب شاهدة على انه واحد من ملهمين العصر ومعلمين كل الأجيال رسمت في أعماقي قلب عشقت به الجمال ونبض يغرد تحت الضلوع مطمئنا في حماها حتى بلع من حنوها منتهاه.

وفي يوم إحياء ذكراه احد صعوبة في الكلام عنه حيث تحتار الكلمات وتتوه المعاني بين الدموع والسطور ،فمن أين أبدا الكلام عنكم يا أنور رحلت وتركت في الروح مع الالم ظلام سالت له دموعٌي وطاش عقلي.‬..من أين أبدا يا همسات الرحلة الجميلة يا ثغر الموسيقى وفرحة القلب وشهقة الروح وسحر الفصول‬..من أين أبدا يا من كانت ابتسامتكم لروحي نور توقد في ظلام الليل شمعه وتنتشل النفس من حصار الوجع باناقـــــة لفظـــ وتغـــريد نظــــر وأنا أسال نفسي عن سر العلاقة بين المطر وضحكاتكم التي تكسو حدائق االدنيا خضرتَها.‬

واشكر الله ان القدر كان رحيما بنا حيث ترك لنا صور حية له نذهب اليها عندما مشتاق لروحه الجميلة و كلماته التي تفيض بالمحبة والتسامح وإزاءه التي كانت نبراسا لنا وتوجيهاته التي كانت زاد لنا إلا وهو فيلم الطوق والأسورة الذي كان محمد نصر ياسين واحد من أعمدة بنيانه ،‬

وفيلم الطوق والاسورة الذي قامت ببطولته شريهان وشاركها فيها فردوس عبدالحميد وعزت العلايلي ومحمد منير واحمد عبالعزيز واحمد بدير وعبدالله محمود وعرض في دور السينما في العام 1986 معنا ذكريات لا تعد ولا تحصى، حيث خضع عدد كبير من اعضاء فرقتي المسرح والفنون الشعبية في محافظة قنا لاختبارات من مخرج الفيلم خيري بشارة في مقر قصر ثقافة قنا القديم امام كافتيريا المنتزة لاختيار اصطاف الفيلم بعيدا عن القاهرة لحرصه الشديد على ان يكون الفيلم قنائي الصبغة والملامح والابطال واللهجة لكون مؤلف الفيلم الاديب يحي الطاهر عبدالله الذي أعتبره الكثيرون شاعر القصة القصيرة ويعد من أبرز أدباء الستينات ووصفه الدكتور يوسف ادريس ذات يوما بانه امل "القصة العربية رائعة الحبكة وقوية المضمون" من قنا ، وكاتب الحوار الشاعر الكبير عبدالرحمن الابنودي من قنا

ووجد خيري بشارة ضالته في رحاب محافظة قنا وسيذكر تاريخ السينما العربية بكل فخر ان فيلم "الطوق والاسورة" الذي يعد واحد من اهم الاعمال التي قدمت على الشاشة الذهبية ، صناعة قنائية بنسبة 80 في المائة ، حيث اختار صفوت لبيب مستشار له للتراث والتاريخ واستعان بالشاعر مبارك للنطق باللهجة القنائية البحتة وانتقى بعض من الحان الموسيقى التصويرية والاغان الفلكلورية المصاحبة لاحداث الفيلم من الحان عبده اسماعيل من قنا و ولعب دور الشيخ فاضل محمد نصر ياسين مدير قصر ثقافة قنا كما قام بدور ساعي البريد المخرج والممثل في فرقة قنا المسرحية سمير عبداللطيف من قنا من قنا ومن محاسن الصدف ان اثنين من نجوم الفيلم من قنا وهما الممثل الكبير احمد بدير "صاحب البقالة" من مواليد قنا 20 يونيو 1945، وعبدالله محمود"سعد ابن الحدادة" من اصول قنائية .

ورواية «الطوق والأسورة»، أكثر أعمال " يحيى الطاهر عبد الله " الأدبية بروزًا وشهرة، وكانت أصلًا مجموعة من القصص القصيرة ثم جُمعت لتشكل رواية مهمة، تمكنت من وضع قارئها في مجتمع يشبه حوض السمك، حيث تلتقي الأعراف والتقاليد، والضغائن العائلية، والعواطف والمشاعر الإنسانية الأساسية، وتتفاعل كلها لتصبح جزءًا من الرواية وتميز يحي في هذا العمل بعبقرية الابداع فى الوصف , من خلال لغة شاعرية حزينة مشبعة بالطابع التراثى المصرى الجميل ، حيث أخذنا ابن قرى قنا الى عالمه الخاص, في النصف الأول من القرن الماضي, حيث الفقر و المرض و الجهل و الخرافة يقومون بدورهم على أكمل وجه, اعتقد ان تسمية الطوق و الأسورة ترجع لسيطرة العادات و التقاليد القديمة و شيوع الخرافة حتى وصل الحال بها الى أن أصبحت قيود حول عنق و أيدي الناس.

وتدور احداث الفيلم في احدى قرى محافظة قنا في العام 1933 ، حيث تعيش حزينة"فردوس عبدالحميد" مع زوجها بخيت البشارى المشلول والمصاب بالسل. وابنتهما فهيمة، تأمل أن يعود ابنها مصطفى "عزت العلايلي" الغائب والذى نزح إلى السودان بحثًا عن لقمة العيش. يتزوج الحداد الجبالى من فهيمة بعد وفاة أبيها، ولأنه عاجز جنسيًا فإنها تتأخر فى الإنجاب فتلجأ أمها إلى المعبد ليباركها الشيخ هارون ويختلط الإيمان بالفساد، ويأتى الحل على يد حارس المعبد نفسه، وتنجب المولودة فرحانة " شريهان التى لا يعترف بها الأب لعلمه بعجزه جنسيًا، تمرض فهيمه وتموت لعلاجها بشكل بدائى، تمر السنون وتسعى فرحانة الحفيدة مع جدتها حزينة لكسب قوتها. تحمل فرحانة سفاحا. يعود خالها مصطفى بعد سفره الطويل ويحاول تغيير مفاهيم أهل القرية دون جدوى. تموت فرحانة قتيلة على يد ابن عمتها.

.

ثقافة القرية