عيد فؤاد يكتب: معاقبة المخطئين والإطاحة بأحمد سالم يعيد الانضباط للزمالك

تضاربت الأقوال بين تصريحات أحمد سالم المتحدث الإعلامي لنادي الزمالك وبين حسام المندوه أمين صندوق النادي، بعد أن أعلن الأول عن دراسة مجلس إدارة نادي الزمالك الاعتذار وعدم استكمال بطولة كأس السوبر المصري والعودة الي القاهرة في اقرب وقت بسبب "الأجواء غير المناسبة والضغوط غير المحتملة التي تتعرض لها البعثة" على حد زعمه، على عكس ما صرح به المندوه نفسه، من حيث الإشادة بالجانب الإماراتي على حفاوة الاستقبال، حين قال.. "الناس الحقيقة بتقدر الزمالك بشكل كبير، ومن تحدث في الموضوع ده عايز إفساد علاقة لن يستطيع افسادها على موقف عارض، كل من يبغى الاساءة فلن ينجح فيها على الإطلاق فمش عايزين نسمعهم أصلا".

موقف أمين صندوق من المتحدث الإعلامي يؤكد على أنه قد "دق المسمار الأخير في بقاء أحمد سالم بالنادي "، خاصة أن هناك غضبا كبيرا من مجلس الإدارة على تصرفات سالم وتسرعه في كتابة بوست مطول على صفحته الشخصية بـ "فيس بوك" أكد من خلاله على إمكانية انسحاب الزمالك، وهو ما يعني توجيه ضربة قوية من وجهة نظره للبطولة، بعدم خوض الأخير نهائي السوبر أمام الأهلي، في نفس الوقت الذي أكد فيه مجلس إدارة نادي الزمالك برئاسة حسين لبيب في أول بيان للنادي بعد إحالة مصطفى شلبي، ونبيل عماد دونجا، وعبد الواحد السيد للمحاكمة بسبب اشتباكهم مع رجل أمن إماراتي من الذين كانوا يشرفون على تنظيم المباراة التي جمعت بين الزمالك وبيراميدز في الدور نصف النهائي لكأس السوبر المصري، على تقديره التام للإمارات العربية المتحدة الشقيقة، وجميع الجهات القائمة على تنظيم البطولة .

كما ثمّن مجلس الإدارة كل الجهود الكريمة المبذولة من جميع الكوادر التي تعمل من أجل نجاح البطولة، وأن سياسة النادي تقوم على الالتزام غير المشروط بالقانون وقيم الروح الرياضية ورفض أي تجاوز أو خروج على القانون.

وكلف حسين لبيب الجهات المختصة بالنادي فتح تحقيق موسع وعاجل حول الأحداث التي واكبت مباراة الدور قبل النهائي لبطولة كأس السوبر المصري، لاتخاذ قرارات تتفق مع مبادئ النادي، مؤكدا على ثقتهم الكاملة في عدالة ونزاهة وحيادية جهات التحقيق .

الغريب في الأمر أن بيان نادي الزمالك "مطاط" حيث أنه لم يتطرق من قريب أو بعيد للاعبين الذين أساءوا لسمعة مصر خارجيا، ولا الجُرم الذي وقعوا فيه، ووقعْ هذا الخطأ الكارثي على الجالية المصرية المقيمة في الإمارات، الأمر الذي يؤكد على أن أياديهم مرتعشة ويخشون من ردة فعل جماهير القلعة البيضاء وانقلابها عليهم إذا ما تطرقوا للاعبين ومدير الكرة بالإساءة أو إعلان معاقبتهم، ولكن كاتب البيان أكتفى بالقول، فتح تحقيق موسع وعاجل واتخاذ قرارات تتفق مع مبادئ النادي، ضد من ..لا أحد يعلم؟!

حقيقة.. هناك حالة غضب شديدة على حسين لبيب رئيس نادي الزمالك من قبل المسؤولين عن الرياضة المصرية، بسبب عدم التعامل السريع مع هذه الأزمة التي تسارعت وتيرتها بشكل غير عادي، وخاصة أنه اكتفى بموقف المدافع فقط عن اللاعبين دون توجيه اللوم لهم أو التلويح بمعاقبتهم، على عكس ما حدث في نفس التوقيت الزمني تقريبا مع محمود كهربا لاعب الأهلي والذي خرج عن النص وصدر القرار الحاسم من محمد رمضان المدير الرياضي للنادي بتغريمه مليون جنيه وترحيله غلى مصر وإعلان ذلك في كافة وسائل الإعلام .

على الجانب الآخر، الزمالك لم يتعامل بشفافية مع أزمة لاعبيه ومدير الكرة مثلما تعامل الأهلي، ولم يعط معلومة واحدة صحيحة عن الأزمة لوسائل الإعلام إلا بعد أن انكشفت خيوطها تماما بعد ساعات قلائل من انتهاء لقاء الزمالك وبيراميدز، وبناء على ما حدث أتوقع بصفة شخصية الإطاحة بأحمد سالم، وعبد الواحد السيد من منصبيهما، لحفظ ماء وجه إدارة النادي أمام الرأي العام، وتغريم مصطفى شلبي، ودونجا مبلغا ماليا كبيرا، مع توجيه انذارا شديد اللهجة لهما بعرضهما للبيع إذا ما تكررت منهما أي أخطاء مستقبلا .

أخيرا.. يجب أن أقدم التحية للجانب الإماراتي على التعامل مع الأحداث التي وقعت على أرض الملعب وفقا للقانون، وإرساء مبدأ على أنه لا يوجد كائن من كان فوق القانون، ومن أخطا على الأراضي الإماراتية يعاقب طبقا لقانونها، و يا ليت المسؤولين عن الرياضة بمصر، واتحاد الكرة، ورابطة الأندية يتعاملون مع الأزمات المشابهة لدينا بنفس هذا المنطق، ويضربون بيد من حديد على كل مخطئ، بدلا من المجاملات، "والطرمخة" على أخطاء الغير حتى وصلنا إلى ما وصلنا إليه من كوارث أخلاقية وأصبحنا أضحوكة امام العالم أجمع .