الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب :العلامة محمد مصطفي البحراوي نور من قيس الصحابة والتابعين

(. العلماء أنواع منهم :عالم يجتهد بعلمه ويسير بين الناس سيرة حسنة فهذا أفضل منزلة من عالم يعلم الكثير لكن لايطبق مايعلم

(. ونحن نعيش اليوم في ظل سيرة عالم كبير وعلم من أعلام العلم والدين والتقوي والعمل الصالح العلامة محمد مصطفي البحراوي الذي كانت سيرته بيننا تذكرنا بالذين فهموا حقيقة الدنيا فساروا أئمة هداة مهديين زهد ا في الدنيا وعاشوا لله علي سنة نبيه ونصرا لدينه فعاشوا نورا تهتدي به الاجيال وقبسا يضيئ ظلمات الجهل

(. والشيخ محمد مصطفي احمد عثمان البحراوي الرجل العالم الزاهد المتواضع دمث الخلق معلم الأجيال الذي عاش حياته يستنير بعلمه الناس ويقتدون بسلوكه وعاش هو مربيا للاجيال يسكب علمه الغزير في أفئدتهم ويفسر لهم ما استغلق عليهم فهمه في نفس الوقت عاش حياة الزاهدين المتصوفين وكيف لا وهو قطب ونقيب السادة الخلوتية بنجع حمادي

(. حياة عامرة بدات في١٩٢٠/٢/٨بمولده في قرية كوم يعقوب بمركز ابي تشت وتلقي تعليمه بالازهر الشريف في أوج عظمته وهيبته وإشراقاته حتي التحق بكلية أصول الدين جامعة الازهر بالقاهرة والتي حصل منها علي شهادة العالمية وإجازة التدريس عام ١٩٤٩/١٩٥٠.

(. وبدأمسيرته المهنية وقد اختار التدريس والبحث وإيصال العلم الي الناس طريقا فبدأ مدرسا للغة العربية بمصر الجديدة ثم الي نجع حمادي بمدرسة الإعدادية للبنات ومنها الي المدرسة الثانوية الزراعية ثم مديرا لمدرسة الاعدادية الجديدة في فترة زهوها وتميزها ثم كانت التجربة الاخيرة رئيسا لقسم شئون الطلاب بالادارة التعليمية بنجع حمادي حتي أحيل الي التقاعد عام ١٩٨٥

وفضيلة الشيخ محمد مصطفي البحراوي اجتمعت له في حياته صفات الصالحين فهو::الصوفي:الذي عرف الطريق الي الله ذاكرا وخاشعا وزاهدا ومترفعا عن صغائر الدنيا وكان علي رأس السادة الخلوتية نقيبا حسن السيرة والسريرة عالما حقيقيا…و الشاعر:تمكن الشيخ البحراوي من الشعر فكان شاعرا يكتب الفصحي وكان ينشر اشعاره بجريدة الجمهورية لسنوات طوال وكان ذواقة للشعر العربي ميراث العرب وديوان حياتهم

(. وهو القارئ:في بيت الشيخ مكتبة تراثية بها كتب من زخائر العرب في كل مجالات العلم (تفسير وسيرة وفقه وصوفية وعلوم البلاغة والنحو …والعابد:فقد كان يحرص علي صلاة الجماعة وكيف لا وقد عمل اماما وخطيبا لمسجد التحرير وكان يجتهد في ان يقرأ القرأن مرة كل اسبوع شفويا دون النظر في المصحف الي جانب التطبيق العملي وكانت وصيته لاولاده بقراءة كتاب إحياء علوم الدين للامام الغزالي

(.وهو الخلوق الذي تشهد له اخلاقه: في حسن معاملته لاهله واولاده واصدقائه وتلاميذه ومعارفه وكان صادق الحديث سهل العشرة لا يكذب ابدا مهما كان الحق مراكان عالما يعمل بعلمه (. وحكي لي احد العاملين معه بالادارة التعليمية انه كان لايستخدم النور في المصابيح مادام الوقت نهارا حفاظا علي المال العام ولا يستخدم سخان الشاي لان الكهرباء المستعملة ليست حقا له بل هي مال عام هكذا كان الشيخ العالم الجليل

(. وترك الشيخ اولادا ماشاء الله ملء السمع والبصر ذرية صالحة تعمل الخير في جنبات نجع حمادي فاحبهم الناس والتفوا حولهم :الدكتور محمود الاستاذ بكلية طب اسيوط الاكاديمي الكبير والجراح الشهير العميد السابق لمعهداورام اسيوط،والمهندس عبد الحميد والحاج احمد الشهير بعلاء والاستاذ خالد والاستاذ شريف وخمس اخوات سيدات فاضلات

(. هكذا عاش فضيلته صورة مشرقة لعالم وزاهد وقارئ وشاعر وامام وصوفي صاحب علم وخلق

(. وكانت وفاة هذا الشيخ الجليل يوم١٩٩٠/١/١٧وودعت نجع حمادي الشيخ في مشهد جليل ومضي الي ربه آمنا مطمئنا الي وعد ربه بالجنة