أيمن سلامة: استهداف إسرائيل المفاعلات النووية جنوب مطبق وهوس مطلق

تعتبر التهديدات النووية التي تلوح في سماء إيران نتيجة للصراع الدائر هناك واحدة من أخطر التحديات التي تواجه العالم اليوم، حيث تتحول الأنظار اليوم إلى إيران، حيث تتكشف مأساة إنسانية هائلة، تترافق مع تهديد نووي يلوح في الأفق، فإسرائيل، في سعيها لتحقيق أهدافها العسكرية لا تتردد في استهداف المنشآت النووية الإيرانية، مما يثير مخاوف عالمية من كارثة نووية جديدة قد تتجاوز بكثير كارثة تشيرنوبيل.

إن هذا الهوس الإسرائيلي بقصف المنشآت النووية الإيرانية ليس وليد اللحظة، بل هو جزء من استراتيجية عسكرية إسرائيلية تعتمد على التخويف والترهيب، وعلى استغلال الخوف من الأسلحة النووية كسلاح في يدها. فمنذ بداية الحرب، وإسرائيل تستخدم التهديد النووي كوسيلة للضغط على إيران وعلى المجتمع الدولي، مما يزيد من حدة التوتر ويقرب العالم من حافة الهاوية.

تسعى إسرائيل إلى السيطرة الكاملة على إيران، بما في ذلك منشآتها النووية، لتعزيز نفوذها في المنطقة ولتقويض قدرة إيران على الدفاع عن نفسها، كما يحاول نتنياهو تشتيت الانتباه عن أزماته الداخلية، وعن فشله في تحقيق أهدافه في قطاع غزة من خلال التلويح باحتمال توصل إيران لحيازة القنبلة النووية.

إن أكثر المخاوف إلحاحًا هو التلوث الإشعاعي واسع النطاق الذي قد ينتج عن أي حادث نووي، فالإشعاعات النووية لها القدرة على التسلل إلى كل مكان، تلوث الهواء والماء والتربة، وتنتشر عبر مسافات شاسعة. هذا التلوث يشكل تهديدًا مباشرًا على صحة الإنسان والبيئة، وقد يؤدي التعرض للإشعاعات النووية إلي زيادة بشكل كبير من خطر الإصابة بأمراض خطيرة مثل السرطان، وأمراض الغدة الدرقية، وأمراض الدم، كما قد يؤدي التعرض للإشعاعات إلى حدوث تشوهات وعيوب خلقية لدى الأجيال القادمة.

يدمر التلوث الإشعاعي النظم البيئية، ويؤثر على الحياة البرية والنباتات، مما يؤدي إلى فقدان التنوع البيولوجي، كما تتلوث مصادر المياه الجوفية والسطحية بالإشعاعات، مما يجعل هذه لا تقتصر عواقب الحوادث النووية على الأضرار الصحية والبيئية، بل تمتد لتشمل أبعادًا اقتصادية واجتماعية واسعة، حيث قد تؤدي إلي تدمير الزراعة والصناعة والسياحة، مما يؤدي إلى انهيار الاقتصاد الوطني.

قد يؤدي أي حادث نووي في إيران ، علي وجه الخصوص، إلى تدمير الاقتصاد العالمي، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقة، مما يؤثر على حياة الملايين حول العالم.

قانونا، تعتبر المواد الخطرة سواء كانت كيماوية أو بيولوجية أو إشعاعية، تهديدًا جسيمًا على المدنيين والبنية التحتية في أي نزاع مسلح. ولذلك، فقد تم وضع مجموعة من القواعد والقوانين الدولية لحظر استهداف هذه المواد بشكل مباشر، وذلك حفاظًا على أرواح المدنيين وحماية البيئة.

يهدف حظر استهداف المنشئات النووية أثناء النزاعات المسلحة إلى حماية المدنيين من الآثار المدمرة للتلوث الإشعاعي أو الكيماوي أو البيولوجي، والتي قد تؤدي إلى إصابات شديدة، ووفيات، وأمراض مزمنة.

يحافظ هذا الحظر على البيئة من التلوث على نطاق واسع، والذي قد يستغرق عقودًا للتخلص منه، مما يؤثر سلبًا على الأجيال القادمة، كما يساعد هذا الحظر على منع التصعيد في النزاعات المسلحة، حيث أن استخدام المواد الخطرة قد يؤدي إلى ردود أفعال عنيفة وتوسع دائرة العنف. يعتمد الحظر القانوني لاستهداف المواد الخطرة على مجموعة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية، أبرزها: بروتوكولات جنيف الإضافية تحدد هذه البروتوكولات بشكل واضح حظر استهداف المنشآت التي تحتوي على مواد خطرة، مثل محطات الطاقة النووية ومصانع المواد الكيماوية.