عيد فؤاد يكتب: من يحاسب حسين لبيب صانع الفتنة ؟

تصريح غير موفق خرج على لسان كابتن حسين لبيب لاعب كرة اليد الأسبق ورئيس نادي الزمالك الحالي، في غمرة احتفال الأخير بالفوز بكأس السوبر الأفريقي على حساب النادي الأهلي، جاء مضمون التصريح الذي أدلى به لإحدى الفضائيات و"قلب " السوشيال ميديا وأصبح تريند .

الزمالك أكبر من أي شخص يتحدث عنه، وهو أكبر قلعة رياضية في مصر، ومن يختلف على ذلك لا يفهم رياضة، ومن أراد أن يتحدث عن الزمالك فليتحدث باحترام، ومن سيخطئ في حق الزمالك سنبعده عن الرياضة كلها، ولا أحب المغرضين ولن أخضع، الجميع من حقه الانتقاد لكن أتحدث عن المغرضين فقط !!

لو تمعنا في كل كلمة لتبين لنا حجم المأساة التي نعيش فيها وتعيش فيها الرياضة المصرية، فعندما يصدر التصريح على لسان مسئول، هو غير مسئول، بدرجة مشجع لا يعلم عواقب ما يتفوه به ورد الفعل الذي يمكن أن يحدث لفكر ألف مرة قبل أن يبحث عن الشو الإعلامي والتريند ودغدغة مشاعر جماهير الزمالك بتصريح لن يضيف له أو ناديه أو جماهيره شيئا، لأن الكلام بدون دليل يبرهن على أنه ليس له قيمة مطلقا، وهو مباح للجميع .

الطبيعي والمؤكد أن كل شخص من حقه أن يقول ما يحلو له ولكن بشرط عدم الإساءة أو التجريح في الآخرين، فالمثل يقول "القرد في عين أمه غزال"، وبالتالي من حق أي شخص أن يضع ناديه في المكانة التي يراها هو شخصيا ولكن بشيء من المنطق وليس بالمغالطات وكسب جماهيرية أو شعبية زائفة مثلما حدث من لبيب مؤخرا، الذي سبق ووقع في سقطة سابقة لا يمكن أن تصدر من شخص يقود ثاني أكبر نادٍ في مصر والوطن العربي وأفريقيا بعد النادي الأهلي، ونسي نفسه وكأنه يقود مركز شباب وليس قلعة رياضية كبيرة اسمها نادي الزمالك، عندما سحب التهنئة التي قدمها للنادي الأهلي أثناء رئاسته للجنة المكلفة بإدارة نادي الزمالك عقب فوز الأهلي بدوري أبطال أفريقيا عام 2021، واعتبر التهنئة كأن لم تكن، بداعي عدم مهنية صفحات الأهلي في نشر التهنئة وتطاول قطاع كبير من جماهيره على شيكابالا كابتن الزمالك، على غير الحقيقة، حيث أن الحقيقة الدامغة هي أن لبيب سحب التهنئة بعدما رد النادي الأهلي عليها بخطاب رسمي شاكرا فيه حسين لبيب ونادي الزمالك ولكن دون ذكر كلمة "كابتن" حسين !!

ما فهمته من تصريح لبيب، من ليس معي يصبح ضدي، أي من لم يؤيدني في تصريحي فهو لا يفهم في الرياضة وسنبعده عنها نهائيا ؟

لبيب يريد أن يقنع الجميع "بالذوق والعافية"، أن الزمالك هو أكبر قلعة رياضية في مصر؟ ومن يقول غير ذلك سيبعده عن الرياضة في مصر !!

لم أفهم كيف سيبعد المختلفين معه وعليه، هل يملك المفاتيح لإغلاق الباب على من لا يعترفون بذلك ولن يسمح لهم المشاركة في البطولات مستقبلا ؟، أو يمنعنا كنقاد رياضيين من انتقاد الزمالك ؟!

يا سيد لبيب ليس هناك من هو فوق النقد، ولا تجرؤ أن تفعل شيئا مما تفوهت به، ومن الواضح أنك نسيت نفسك، فالزمالك قاده عظام مثل، الراحل محمد حسن حلمي"زامورا"، وحسن أبو الفتوح، وحسن عامر، ولم يصدر عنهم يوما تصريح مستفز مثلما صدر منك، وعليك أن تراجع نفسك قبل فوات الأوان .

وسؤالي إليك ..هل بإمكانك أن تثبت بالأرقام والإحصائيات كيف يكون نادي الزمالك هو أكبر قلعة رياضية في مصر، والأرقام الرسمية تقول غير ذلك وأن كلامك هو مجرد فقاعات هوائية ليس لها أي قيمة ؟

بالورقة والقلم ..الأهلي هو الأكبر من حيث عدد البطولات، ومن حيث الشعبية والجماهيرية في مصر والوطن العربي وأفريقيا، الأهلي الأكبر فعلا في كافة الاستفتاءات التي جرت محليا وإقليميا وعالميا، والدليل على ذلك أنه النادي الأكثر حصولا على البطولات في كرة القدم محليا، وإقليميا، وقاريا، والوحيد في العالم الحاصل على برونزية العالم أربع مرات، والوحيد في مصر والوطن العربي وأفريقيا المتوج بفضية وبرونزية بطولة العالم لكرة اليد "سوبر جلوب" عامي 2007، 2024، وكرة القدم واليد على سبيل المثال وليس الحصر.

إذا من أين جئت يا لبيب بالزمالك أكبر قلعة رياضية، وعلى الرغم أن الأهلي الأول رسميا إلا أنه مع ذلك لم يخرج منه مسئولا يوما ما يذكر هذه الحقيقة أو يثير حفيظة منافسيه بل يحترمهم جميعا ويحرص على مشاعرهم ، لأن به عقول إدارية مختلفة، ومتفردة في علم الإدارة، تعرف متى تتحدث وكيف تحترم منافسيها، بينما الآخرين تحركهم عواطفهم وتسخين آذانهم من هتافات بعض الجماهير الذين يهتفون بأسمائهم، فيسمحوا لأنفسهم بالإمساك "بالمايك" والتفوه بأي كلام، ظنا منهم أنهم بذلك ينالون الثناء والمدح على غير الحقيقة .

من الواضح أن هناك من يساعد رئيس الزمالك على الوقوع في الخطأ لكسب ود الزملكاوية، رغم أن القاصي والداني يعلم من يدير النادي، وأن ما يفعله لن يضيف له شيئا، ويكفي أنه خسر مجلس إدارة النادي الأهلي، ولكن السؤال، من يحاسبه على تصريحاته غير المسئولة ؟

أخيرا.. على حسين لبيب أن يعتذر عن تصريحاته غير الموفقة وإلا فإنه بذلك يساعد على صنع الفتنة بين جماهير الناديين، والمساهمة في اتساع الفجوة بين إدارتي الناديين في وقت نحن أحوج ما نكون فيه إلى التكاتف، حرصا على مصلحة الرياضة المصرية بصفة عامة والكرة المصرية بصفة خاصة .