الخميس 19 سبتمبر 2024 02:16 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

الأخبار

قرى جنوب لبنان خالية.. 113 ألف نازح محرومون من العودة

النهار نيوز

فيما المواجهات بين اسرائيل وحزب الله تتواصل على طول الحدود من دون اي حل يلوح في الأفق يُعيد الاوضاع الميدانية الى ما قبل السابع من أكتوبر الماضي، لا يزال عشرات الاف اللبنانيين النازحين من القرى الحدودية، محرومون من العودة الى منازلهم وحتى تفقّد ارزاقهم نتيجة وابل الغارات والقصف الإسرائيلي المستمر.

فعلى بُعد اقل من شهر من الذكرى السنوية الاولى لإشتعال جبهة "المشاغلة والمساندة" كما أسماها حزب الله تضامناً مع حماس في غزة، لا يبدو ان فرصة عودة النازحين من اهالي الجنوب الى قراهم متاحة، لاسيما ألا أحد يعلم متى تنتهي الحرب، لا بل أن أعدادهم ترتفع شهرياً.

وبحسب أحدث تقرير لمكتب منسّق الشؤون الانسانية التابع للأمم المتحدة، فإن أكثر من 113 ألف نزحوا من القرى الجنوبية الحدودية حتى تاريخ 6 سبتمبر/ايلول الجاري في حين كان عدد النازحين حتى تاريخ 8 اغسطس 102 ألف.

"لا حياة طبيعية"

ومع أن زعيم حزب الله حسن نصرالله دعا في كلمته يوم الردّ على مقتل القيادي فؤاد شكر في 25 اغسطس الفائت، الناس "للعودة إلى الحياة الطبيعية" وهو ما يُفهم منه عودة النازحين الى قراهم، الا أن احداً لم يفعل. لا بل ان اعدادهم ارتفعت في الشهرين الفائتين، واي عودة ولو "مؤقتة" لتفقّد الارزاق تتم بعد التنسيق مع الجيش اللبناني والصليب الاحمر الدولي والقوات الدولية "اليونيفيل".

وفي حين انشغل الوسط اللبناني خلال الساعات الماضية بمعلومات صحافية عن أن حزب الله طلب من اهالي بلدات جنوبية اخلاءها منذ امس تحسّباً لعمليات امنية اسرائيلية واسعة باتت متوقّعة مع ازدياد منسوب التهديد والاستعداد لشنّ حرب على لبنان، سارع الحزب الى النفي، مع العلم ان الحرب الدائرة افرغت القرى الحدودية من سكّانها الذين يرفضون العودة قبل انتهاء المواجهات.

عودة بمواكبة الجيش

وفي السياق أكد ابراهيم احد سكان بلدة كفركلا الحدودية لـ "العربية.نت والحدث.نت" "أن البلدة شبه خالية بسبب استمرار المعارك، وبعض الاهالي عادوا لتفقّد ارزاقهم فقط والاتيان ببعض الاغراض، وذلك بوقت محدد بمواكبة من الجيش اللبناني وقوات اليونيفل".

كما أشار الرجل الذي رفض النزوح من بلدته الى "ان اكثر من 500 وحدة سكنية من اصل 1500 في بلدة كفركلا مدمّرة نتيجة القصف الاسرائيلي".

وكما كفركلا، باتت مدينة الخيام القريبة من الحدود شبه خالية من سكانها، ولا يقصدها اهلها الا للضرورة القصوى بعد التنسيق مع الجيش وقوات حفظ السلام الدولية.

دمار كبير

بدوره، أكد احمد (اسم مستعار) من الخيام لـ"العربية.نت والحدث.نت" "ان القرية باتت شبه خالية وحجم الدمار فيها كبير، ولا يُمكن العودة اليها قبل انتهاء الحرب نهائياً".

هذا وأشارت مصادر جنوبية مطّلعة لـ"العربية.نت والحدث.نت" الى أن الاهالي يرفضون العودة بسبب استمرار الاعمال الحربية".

لكنها أوضحت "ان عدداً من التجار في بلدتي ميس الجبل والعديسة مثلاً عادوا مؤقتاً من اجل نقل بضائعهم من المستودعات، وذلك طبعاً بالنسيق مع الجيش اللبناني وبمواكبة من الصليب الاحمر والقوات الدولية".

من جنوب لبنان (أرشيفية- أسوشييتد برس)

ولفتت الى "ان حجم الدمار كبير جداً في القرى والبلدات الحدودية، لاسيما المواجهة للشريط الحدودي، ومعظم النزوح منها مُنحصر بالجنوب، اي بإتّجاه مناطق بعيدة نسبياً عن الحدود، ولا رغبة للاهالي بالعودة قبل تثبيت الاستقرار على طول الحدود".

ضغط القصف والغارات!

من جهتها، أوضحت مصادر مقرّبة من الحزب أن "النزوح من القرى الحدودية فرضه ضغط القصف والغارات الإسرائيلية".

وأقرّت "بأن زعيم حزب وجّه دعوة عامة الى كل النازحين للعودة الى حياتهم الطبيعية، الا ان توسّع نطاق العمليات الاسرائيلية حال دون تحقيق ذلك، ومن حق الناس ان تُقرر ما تريد".

إلى ذلك، أكدت المصادر "ألا مؤشرات لدى الحزب الى قيام الجيش الاسرائيلي بعمليات امنية واسعة جنوب لبنان كما تردّد، واذا "فكّر" الاسرائيلي بأي سيناريو مشابه فإن المواجهة ستكون اقوى مما يجري في قطاع غزة".

ومنذ الثامن من أكتوبر، أدخل حزب الله لبنان في عملية مواجهات شبه يومية، بفتحه جبهة الجنوب من دون الرجوع حتى الى الحكومة اللبنانية أو البرلمان، ما شكّل فرصة لمعارضيه لتوجيه سهام الانتقاد اليه وتحميله مسؤولية ما يجري في الجنوب ونزوح سكان القرى الحدودية.

في حين أدت المواجهات على جانبي الحدود إلى مقتل 610 أشخاص على الأقل في لبنان، بينهم 394 من حزب الله، و135 مدنياً، وفق فرانس برس.

كما دفعت بمئات آلاف اللبنانيين إلى ترك منازلهم والنزوح من الجنوب هرباً من القصف.

أما في إسرائيل، فأحصت السلطات مقتل 24 عسكرياً، و26 مدنيا على الأقل، بينهم 12 قتلوا في الجولان السوري المحتل.

الأوضاع الميدانية