يظل انتخابه عميدا لإعلام القاهرة البرهان الساطع
الكاتب الصحفي محمد عاصم يكتب: تاريخ مشرف للدكتور حسن عماد مكاوي
النهار نيوز
** الإنسان سيرة علي الأرض ، يتردد صداها بقدر ما تحققه ، سيرة تصنع التاريخ ، والتاريخ لايموت ، لأنه نتاج الجغرافيا البشرية ، تاريخ ينبض بالعطاء يمكث في الأرض ثمينا ، وتاريخ يثير الجفاء مثل زبد البحر يتبخر بالفضاء بلا رجعة ولاحنين.
** تتردد سيرة الدكتور حسن عماد مكاوي عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة الأسبق ، هنا وهناك مع الحديث عن قضايا الإعلام والاتصال الجماهيري ، في ضوء تعدد كليات الإعلام ومعاهد وأكاديميات الإعلام بمختلف مسمياتها ، بعد أن وصل عدد الكليات والمعاهد إلى أكثر من 50 داخل مصر ، مما أدى إلى صرخات الخريجين بعدم القدرة علي دخول السوق الإعلامي ، من صحافة وإذاعة وتليفزيون ومسرح وسينما واعلانات وتسويق وعلاقات عامة وغيرها ، حتي تشبع السوق في مصر بخريجي ودارسي الإعلام.
** الدكتور حسن عماد مكاوي هوأول عميد لكلية الإعلام بجامعة القاهرة يتم انتخابه في عرس ديمقراطي ، انتخاب يشهد بالنزاهة ، وكان أخر من تولي عمادة الكلية بالانتخاب ، وسيرته العطرة تسري هنا وهناك بالمواقف النبيلة التي كانت تقرأ المشهد قبل أن نعض أصابع الندم علي ما يحدث من خريجي الإعلام ، وتبخر أحلام الشغف الإعلامي مع تفشي وسائل التواصل الاجتماعي واستفحال المواقع الخاصة والعامة من كل حدب وصوب ، وهو أخر من تولى العمادة بالانتخاب ، بعد أن صارت العمادة بالتعيين بقرار رسمي.
** امتلك الدكتور حسن عماد مكاوي زمام مبادرة الشجاعة من أكثر من 20 عاما حينما كان عميدا، حينما حذر من الإسراف في زيادة عدد الطلاب بكلية الاعلام بجامعة القاهرة ، ورفض زيادة أعداد الطلاب من 700 طالب بقرار من رئيس جامعة القاهرة ، وأصر علي قبول 300 طالب فقط في الموسم الدراسي الواحد ، كانت مناظرة علمية يتردد صداها حتي الآن ، لأنه كان يري أن مخرجات الكلية أكبر من احتياجات السوق ، بينما رئيس الجامعة وقتئذ يرى أن السوق يتقبل ، وتبين فطنة الدكتور حسن عماد المستقبلية ، حينما فاض كيل الخريجين عن إمكانيات سوق العمل المصري، من الطبيعي أن سيرة الدكتور حسن عماد تمكث علي الأرض بصوت العقل ، وصوت غيره كان أشبه بالزبد يذهب جفاءا في الهواء ، يظل انتخابه عميدا لإعلام القاهرة البرهان الساطع.
** المقربون من الدكتور حسن عماد مكاوي يقولون إنه كان يرفض التوأمة العلمية مع معاهد وأكاديميات أشبه بالنبت تحت " بير السلالم " ، يتملكها رجال أعمال يريدون " التمحك" في محيط إعلام القاهرة من أجل البحث عن الوجاهة والتقرب إلى السلطة والبحث عن مقعد في شبكة الإعلام تحت أي مسمي ، بل كان يسعي للتوأمة الأكاديمية والعلمية مع مؤسسات إعلامية من العيار الدولي الثقيل ،سواء من لجان تابعة للأمم المتتحدة ، أو مع مؤسسة دولية تتمتع بالثقة مثل مؤسسة فردريش تاومان الألمانية، وأيضا إتفاقيات مع كليات الإعلام في الدول العربية للاستفادة من خبرات الأساتذة المصريين ، والتعاون مع منطمة اليونسكو ، توأمة ترفع من قدر إعلام القاهرة ، درة درر كليات الإعلام في الوطن العربي.
** التوأمه أوعقد بروتوكول مع كلية إعلام جامعة القاهرة يحتاج إلى رؤية ثاقبة ، بعد أن انتشرت منتديات وجمعيات ومؤسسات ومجالس ومعاهد في قطاع الإعلام ، منها خاصة وأهلية لاتسمن أو تغني من جوع ، لاتعرف مصدر تمويلها ، ومن يسيرها ، وطبيعة مهامها ، والهدف هو الاستفادة من الإرث التاريخي لكلية إعلام القاهرة ، الإرث العظيم الذي يؤهلها لتكون قلعة إعلامية أكاديمية في سماء الشرق الأوسط ، والآخرون ينظرون لها بالكبرياء.
** استن الدكتور حسن عماد مكاوي اللقاء الدوري الشهري المفتوح بين الأساتذة والطلاب داخل الكلية ، مفتوح لكل الطلبة ، ليكون مجلسا مفتوحا يتم من خلاله توثيق الصلة بين الأساتذة والطلاب ، والتجاوب في أي استفسار ، وإرساء قاعدة أن الحوار نعمة وليس نقمة ، وأن اللقاء الشهري يزيل ثقل اليوم الدراسي ، ويفتح باب التفوق بين الطلاب وتوثيق عري الود بين الجميع.
** كانت كلية الإعلام تتحمل تكاليف المذكرات من الأساتذة إلى الطلبة الفقراء ، دونما علانية من أجل عدم خدش حياء الطلاب ، وكان يشجع المهرجانات الرياضية والفنية داخل الكلية باليوم الترويحي لاضفاء المرح والبهجة وتقريب المسافات بين الأساتذة والطلبة.
** الدكتور حسن عماد مكاوي حصل علي جائزة الدولة المصرية التقديرية قي مصر هذا العام – 2024- وله دراسات وبحوث إعلامية متعددة ، ومحاضر غير متفرغ في كثير من كليات الإعلام في الدول العربية.
الوفاء للأساتذة
** الوفاء للأساتذة شهد الرضاب ، من حقهم علينا أن نثمن هذا الوفاء من أجيال إلى أجيال ، لأنهم غرسوا في داخلنا شعلة العلم ، فتحوا لنا أبواب المعرفة التي هي أثمن ما في الكون.
** كنا صغارا نختبئء في زقاق أو حارة إذا تقابلنا في الطريق أو الشارع مع المدرس الإبتدائي ، خجلا ورهبة بقيمة المعلم ، كلنا نتذكر المدرس المعلم في الإبتدائي ، والإعدادي ، والثانوي ، تذكارا خالدا بالعرفان للقيمة والقامة
** في كلية إعلام جامعة القاهرة ، تظل نخبة من الأساتذة العظام لها طوق الورد ، ولها عنان الود.