عيد فؤاد يكتب : ..وماذا بعد أيها الوزير الفاشل ؟!

د. أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة الذي مر على قرار تكليفه بهذا المنصب ست سنوات بالتمام والكمال، يتباهي بأن مصر في عهده نالت شرف تنظيم العديد من الأحداث الرياضية الكبرى، مثل بطولة كأس العالم لكرة اليد، وكأس العالم للرماية، وكأس العالم للسلاح، وكأس الأمم الأفريقية لكرة اليد 2022، وبطولة أمم إفريقيا لكرة القدم 2019، وبطولة أمم إفريقيا تحت 23 عاما والمؤهلة لأولمبياد طوكيو 2020، وبطولة العالم لناشئات الكرة الطائرة تحت 18 عام، وبطولة كأس العالم للأندية لكرة اليد "سوبر جلوب" .

ونسي الوزير أن تنظيم مصر لأي بطولة أو حدث رياضي كبير، كان يتم أيضا قبل تقلده منصبه "الميمون" وسيحدث أيضا بعد رحيله من الوزارة، وبالتالي لا يعد هذا انجازا يحسب له ولكن يحسب للدولة المصرية صاحبة الإرادة القوية والتي أعلنت عن قبولها لاستضافة مثل هذه الأحداث والبطولات الكبرى من خلال توفير كافة الإمكانيات لإنجاحها .

ما يعلمه الجميع أن الكرة المصرية في عهد أشرف صبحي، وتحديدا على صعيد المنتخبات الوطنية لكرة القدم لم تحقق انجازا واحدا ملموسا، باستثناء التأهل لأولمبياد طوكيو 2020، وباريس 2024، حيث تجرعت المنتخبات، ناشئين، شباب، أول، كرة الصالات "الخماسية"، الكرة الشاطئية، الكرة النسائية، الفشل تلو الآخر، في كافة البطولات التي شاركوا فيها، حتى أن صعود المنتخب الوطني الأول لمونديال روسيا 2018 تحقق قبل توليه المهمة رسميا، وعقب تقلده المهمة رسميا خسر المنتخب مبارياته الثلاث التي خاضها في البطولة، أمام السعودية، وأوروجواي، وروسيا، في حين خسر المنتخب كأس أمم أفريقيا أمام السنغال، ومن بعده فشل في التأهل لمونديال قطر 2022، ثم بعده ودع أمم أفريقيا بكوت ديفوار بخفي حنين .

والآن أرى من وجهة نظري الشخصية أن الوزير لا يزال يواصل فشله بنجاح ساحق ولا يستحق البقاء في منصبه دقيقة واحدة لسبب بسيط جدا، وهو أنه عندما يفشل، باعتباره المسئول الأول عن الرياضة المصرية في حل أي مشكلة تسيء لسمعة مصر عليه أن يرحل فورا .

وعندما نجد أن معظم الأندية في عهده تعاني الأمرين دون أن تجد من ينقذها أو يمد يد العون لها فهذا يعد فشلا بالثلث .

وعندما نجد أن العالم كله يضحك علينا بسبب انسحاب الزمالك، ألقطب الثاني في الرياضة المصرية أمام الأهلي في مباراة بالدوري الممتاز، فهذا قمة الفشل، خاصة أن مسئولي الزمالك "لم يكبروا به " حتى تمر هذه الأزمة المفتعلة على خير، رغم عقده اجتماعا ثلاثيا ضم إلى جانبه كابتن حسين لبيب رئيس نادي الزمالك، والنائب أحمد دياب رئيس رابطة الأندية المحترفة، ورغم ذلك لم يستطع أن يصل لحل مع الزمالك تحديدا، على الرغم أنه أحد أبناء النادي ومدير العلاقات العامة الأسبق به، ليصّدر بيان الانسحاب للزمالك صورة سيئة عن الكرة المصرية للعالم أجمع .

الأغرب من ذلك أن رابطة المحترفين أثبتت هي الأخرى فشلها الذريع، بسبب التخبط في وضع الجدول الذي "فصّله" أحد أعضائها وهو عامر حسين دون أن يعلم تداعيات التفصيل غير الجيد على اللعبة وعلى الأندية بالكامل، ورحم الله المهندس أبو العلا فرحات رئيس لجنة المسابقات الأسبق الذي يعد أفضل من تولى هذا المنصب وأفضل من كان يضع جدول الدوري.

أعتقد أن ترك الأمور في أيدي بعض الهواة تسبب فيما وصلنا إليه من مآسي، ولم يكن اتحاد الكرة اكثر حظا من الرابطة، وإن كان الفشل الأساسي يرجع لهذا المجلس الفاشل الذي يقوده شخص ليس له علاقة بكرة القدم وهو جمال علام الذي يتلقى أوامره من هاني أبو ريدة من وراء الستار الذي يملي عليه القرارات، حتى تدهورت أحوال اللعبة، من مسابقات، إلى حكام، ثم منتخبات، نتيجة تعيين أشخاص بالمجاملات ليسوا على قدر المسئولية في مناصب ليسوا أهلا لها وهو ما نتج عنه الفشل الذريع الذي نعاني منه وضرب بجذوره المنظومة بالكامل .

الخلاصة ..نحن بحاجة إلى ثورة رياضية شاملة تنسف كافة القوانين المعوقة لعملية التطوير في كافة الألعاب، وخصوصا كرة القدم، والتي تعد المتنفس الوحيد للمصريين، مع عزل كافة المسئولين الفاشلين، وتعيين الأكفاء، إذا كنا ننشد أو نأمل اللحاق بركب التقدم، وخاصة أن بعض الدول العربية الذين علمناهم سبقونا بمراحل، نتيجة احترامهم اللوائح والقوانين التي وضعوها وينفذونها بحذافيرها على الجميع، الكبير قبل الصغير، ولذلك لم نرى فريقا ينسحب، مثلما حدث عندنا من الزمالك، أو مسئولا خرج ليكيل السباب للجميع في وسائل الإعلام، حيث أن هناك رادع قوي، ولذلك أصبحوا أفضل منا وفاقونا بسنوات.

إذا كنا نريد الإصلاح بحق وحقيق، علينا انتقاء الأكفأ للمناصب القيادية، والإدارية، وأيضا الفنية بعيدا عن الوساطة والمحسوبية ..اللهم هل بلغت ..اللهم فاشهد .