الأحد 8 سبتمبر 2024 06:10 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

أدب وثقافة

الكاتبة الروائية منال رضوان تكتب: بينو

الكاتبة الكبيرة: منال رضوان
الكاتبة الكبيرة: منال رضوان

لا أعرف ما الذي دفعني هذا الصباح لمحاولة إزالة الغبار المشبعة به تعاريج غطاء شجرة الأرز لعطر «بينو سيلفستر»، الذي أعشقه،
كم كان أثره على يدي علامة صاخبة تدل على وجودنا معا.
هي الزجاجة ذاتها التي اشتريناها في اللقاء الأخير، قبل عام من الآن، تلك التي لم تفقد بكارتها بعد.
لكنني تخوفت من استخدام مزيلات الأتربة أو قطع من القماش المبلل؛ كيلا تغيب نضارتها، كنت أثق أن لون الغطاء المميز هو ما يمنح للعطر عبقه الأثير.
سيطر ذلك الهاجس على حواسي للحظات قبل أن أجتر أسئلتي الساذجة:
- ماذا لو لم يعد الغطاء إلى حالته الأولى؟
- إلى أي مدى يمكن أن يؤثر ذلك في جودة العطر أو ثباته؟
- هل يمكن أن يحدث ذلك؟
لا أعرف ما الذي جعلني استسلم إلى خيالي لوقت لا أذكره،
لكن ماذا لو استخدمت أظافري في إزالة هذه الذكريات الترابية الراقدة عند الحواف أو بين ثنايا اللون الربيعي المحبب؟
أيمكن أن تسبب هذه الخرمشات بعض الخدوش؟
لا شك أنها ستترك ذلك الأثر الذي ينم عن حال لزجاجة مستندة إلى رف زجاجي بمنزلنا الذي هممت بمغادرته عقب لطمة جديدة سددتها يمينك إليّ في ليلة أخيرة؟
كم أردت أن أهرع خلفك؛ لأمنحك إياها، وددت لو أنني امتلكت القدرة على التخلص من كل رائحة هي لك، لكنني تراجعت وأغلقت الباب في سكينة.
فقط حاولت جاهدة أن يستقر المزلاج في مكانه؛ لأنعم ببعض الهدوء.
تذكرتها اليوم كثيرًا، ومن دون سبب أردت أن أعيدها كما كانت....
ولكن، كيف غابت عني تلك الحيلة الطفولية؟!
ربما لو نفثت بعض الهواء، لنفذ إلى التعاريج الممتلئة بالغبار؛ لا شك وأن أنفاسي المتلاحقة ستزيل تلك الأتربة، وعقب عدة نفثات مرتجفة نجحت أخيرًا في إعادتها كالجديدة، أو هكذا خيل إليّ، كان ذلك قبل أن تخطىء يدي التصرف حيال طزاجة العطر الذي ملأ غرفتي، فقط لأيام قليلة.

819d5a814ed6.jpg
بينو/منال/