الجمعة 18 أكتوبر 2024 10:38 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

أدب وثقافة

العيد والوعيد في غرة

د. نادية حلمي
د. نادية حلمي

فهل يعلم بنُو صِهيُون وواشُنطُن أن الثأر قد عمّ أرجاء العالم بِلا خوفٍ وبُهتاناً، وهل تعلم أمرِيكا بِأن الكُره يعلُوها فِى كُلِ مكانٍ حول العالم لِإبادة غزة أشتاتاً... فهل خبرُوا فِى واشُنطُن طُوفاناً مِن العربِ سقطت أمرِيكا أمامَ مِنه فِى غزة فِى كذِبٍ وهُذياناً؟ فى الوقتِ علت رُوسيا مع الصينِ كمُعسكر شرق ينصِفُنا فِى غزة إحقاقاً وإشهاداً"

ويمضِى العيدُ فِى غزة كمِثلِ أضغاث أحلام، يعيشُون كمِثلِ الفقدى أشباه، ويمضُون على الأرضِ تهرِيباً وفُقداناً، وبنُو صِهيُون يعيثُون على الأرضِ كعادتِهم أندالاً... نُضحِى جمِيعاً هذا العام، ونذهب لِحجِ البيت أفواجاً، ونبتهِلُ لربِ العرشِ فِى جمعٍ وأشواقاً، بِأن ينصُر أهالِينا فِى غزة ويُثبِتهُم على ظُلمٍ بعد الحربِ شُجعاناً

وهذا العام فِى العيدِ فِى مكة، نبكِى فوق جبل عرفة وفِى المُزدلِفة وبين طوافٍ لِرمِى الجمراتِ فِى مِنى، ونسأل نصراً مِن ربٍ إلى غزة فِى عِزة يُصّبِرُهُم.... وصوتُ الفوضى يغتالُ مع التعذيبِ طِفُولتُنا، وليس الآن يُعنِينا سِوى النصرُ على عدوٍ، يغيرُ علينا أحقاداً، يقتاتُ الحُلم مع التابُوت فِى غزة، ويُرهِقهُم تقطِيعاً كأشلاءَ وأمواتاً

وهلّ العيدُ فرحتُنا، وأهلُ الصبرِ فِى غزة لم ننسى قضيتُهُم على الدومِ إرباكاً، ونُشحِذ هُمماً لِلثأرِ لِما بدرَ مِن قادة حرب إسرائِيل وأمرِيكا لِأهلِ الصبر فِى غزة إثباتاً... يطيبُ العِيد مع الأهلِ فِى جمعٍ، لكِنّ واشُنطُن تُناصِبهُم فِى غزة عداءً، يصِرُ القادة فِى أمرِيكا على إبادة شعب فِى غزة ومقابِر جماعِية وقرعِ الحربِ طِبُولاً وأزنّاداً

فهل يعلم بنُو صِهيُون وواشُنطُن أن الثأر قد عمّ أرجاء العالم بِلا خوفٍ وبُهتاناً، وهل تعلم أمرِيكا بِأن الكُره يعلُوها فِى كُلِ مكانٍ حول العالم لِإبادة غزة أشتاتاً... فهل خبرُوا فِى واشُنطُن طُوفاناً مِن العربِ سقطت أمرِيكا أمامَ مِنه فِى غزة فِى كذِبٍ وهُذياناً؟ فى الوقتِ علت رُوسيا مع الصينِ كمُعسكر شرق ينصِفُنا فِى غزة إحقاقاً وإشهاداً

ورُغمّ العيد إنهمرت دِمُوعِى بسببِ غزة شلالاً، لم يبقْ لِى شئٍ أذكُرُه فِى ليلِ العيدِ حِرماناً، أقتاتُ الخبر مِن التِلفازِ أوِ المِذياع وأُبحِر نحو شاطِئ غزة مع شعبِى تقدِيساً كرُهبانَ... ونفسُ الحُزن لم يفرُق ملامِحُنا لِكُلِ العُربِ أوطاناً، وأقسمنا مع الثأرِ سنعودُ إليهُم أسياداً، يعيشُ الناس فِى غزة بين الكّرِ مع الفّرِ بِلا وقفٍ أمام إبادة أمضاغاً

زمانُ القهرِ فِى غزة علمُنِى بِأن القُوة فِى وجهِ الظُلم مِعياراً، يعيشُ الغزوِيين الحُب فِى العِيد تهرِيباً وطُوفانَ، لقد خبرُوا الكرّ والفرّ أمام القنصِ أوكاراً... ومشاهِد مِن القتلِ على أرضٍ مسلُوبة فِى غزة تجتاحُ الأرض طُغياناً، وتتلذذ واشُنطُن وتلُ أبِيب فِى القتلِ والتدمِيرِ وصيدِ طِفُولة مِن غزة فِى صلفٍ مع كامِيرا تصوِيراً وحِصاراً

ونُقاضِى مجلِس حرب إسرائِيل وواشُنطُن أمام محاكِم دولِية لِنقتصُ لِلأطفالِ فِى غزة تحكِيماً وإدانة، وترفُض مِصر أى كلام هرتلةً مِن أمرِيكا وإسرائيل بِلا توضِيح ودِلالة... تُؤيد مِصر جنُوب أفرِيقيا فِى الدعوى ضِد واشُنطُن وتل أبِيب فِى الحربِ على غزة وقتلِ الناسِ إجحافاً، وتشرح كُلَ ما نُسِبَ تفصِيلاً وملامة، ومِصرُ تثُورُ لِلحقِ عدلاً وإنصافاً

ونستعطِف أمام العالم بِأن تسكُت أصواتُ النارِ فِى غزة إطلاقاً، ونتظاهر فِى كُلِ مكان وواشُنطُن تُباغِتُنا بِالصمتِ كما الحالِ تقطِيعاً ونُكراناً... ونكره كُلُ ما نقرأ ونرفُض كُل ما نسمع أشكالاً وألواناً، وقد نهمِس بِالمأسأة تُروِعُنا أهوالاً، لكِنّ مقاطِع مِن الفِيديُو مُسربةً لإبادة شعب فِى غزة تُذّكِرُنّا بِما تمّ مِن فِعلُه تحدِيقاً ونُكراناً
————————-
شعر / د. نادية حلمى

خبيرة الشؤون السياسية الصينية والآسيوية- أستاذ العلوم السياسية جامعة بنى سويف

---------------------------