الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب: أنا و”المايسترو” و”صوت الحب” ما بين …(سماء الشغف وبحر الهذيان)
النهار نيوز(. سمعت أغنية "لا تكذبي"لصوت الحب نجاة الصغيرة مرتين،الاولى من خلال الشاشة البيضاء عبر فيلم "الشموع السوداء" الذى كان أيضا البطولة الأولى للراحل العظيم المايسترو صالح سليم فى السينما .
(. ورغم القدرة التى ظهر بها صالح سليم اسطورة الساحرة المستديرة لعبا وإدارة فى السينما، والتى لم تتعد الـ3 أفلام،، إلا أنه كان يرى نفسه غير ممثل، ورغم ذلك اعتبر فيلمه "الشموع السوداء" واحد من أهم أفلام فترة الستينيات، نظرًا للحبكة الدرامية التى نفذها المخرج عز الدين ذو الفقار واشتراك كل من أمينة رزق وفؤاد المهندس وصلاح سرحان وملك الجمل في الفيلم، فضلاً عن كم الأغنيات التى غنتها المطربة نجاة، داخل أحداث الفيلم، والتى كان من أشهرها "لا تكذبى" التى كتبها الشاعر الراحل كامل الشناوى، ولحنها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ،
(. والمرة الثانية التي سمعت فيها اغنية "لا تكذبي" على ارض الواقع في الحفل الذي اقامه النادي الاهلي في العام ١٩٨٢ وهو النادي الذي عشقته منذ صغرها، كما قالت في برنامج النادي الدولي الذي يقدمه سمير صبري وتحدثت عن مدى حبها للقلعة الحمراء.
(. ونجاة احيت قبل حفل ١٩٨٢ حفلتين لناديها المفضل في عامين على التوالي 1974 و1975 بمناسبة فوزه ببطولة الدوري سنتين، وفي عام 1975 وحضرت أغنيتين للغناء في هذه المناسبة،وكانت إحدى هاتين الأغنيتين من كلمات عبدالرحمن الأبنودي، ولحن كمال الطويل ومطلع الأغنية: «ولا كل من ضحكت عينه عاشق....ولا كل من فرد الإيدين مشتاق ....ولا كل من قال الكلام صادق ...ولا كل من يبكي من العشاق».
(. ولكن لماذا نجاة الصغيرة ؟...أولا لان أغنيتها"الشوق و والحب" من ضمن ٣اغنبات، تحسست خطوات أناملي على الاوتار ألحانها ومن كثر عشقي لها كلمات وأنغام برعت في عزفها الي حد الاتقان ، الاولى "أهواك"للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ ، والأغنية الثانية"أنت عمري" لكوكب الشرق أم كلثوم ،
(. وثانياً لانها الهزيع العاطفي الذي لامس وجداننا ، فعندما كانت تغني ، كأنها تهمس للكون لكي يرقص الأثير طرباً ، مع كل رنة عشق في صوتها ،تخفق قلوب اجيال ، فتمشي بصوتها الحالم على السحاب ، ونحن نحلق في سماء لا متناهية من الضوء والشموع .
(. وأغنية "الشوق والحب" ،عندما تسمعها كأنك ترى
الشوق يرتدي ثوب أبيض يتدثر بالظلام حتى لا يرتجف من صقيع الاشتياق وهو مسافر على فرس الخيال الجامح الي عالم الحب الواقع ما بين سماء الشغف وبحر الهذيان للرقص مع جنون الهوى وحكايات الهمس في جنة الحلم بكل تفاصيلها الوردية التي فيها آلهة الحب تمطر خصر المدى بقبلات من شجن وتداعب عنق الود وشفاه الزهر في ليل يوغل في اللهب والعتمة.
(. انه الحلم ياسادة مع نجاة الصغيرة في اروع ما غنت "الشوق والحب" من كلمات الشاعر الكبير حسين السيد ومن الحان عملاق التلحين كمال الطويل ، لان الشمس لم تغب كعادتها ولا قمر أضاء كل المساءات البعيدة كما اعتاد
(. وتقول كلماتها : الشوق والحب حلى؟ دلوقتى بس حلى؟ عايز تعيد اللى فات ؟ الحب والذكريات ليه؟ ...حلى دلوقتى بس حلى ! علشان ترجعنى لزمان...علشان تورينى الهوان لا لا لا ...شوف يا قلبى اللى بكانى وهد كيانى ...جاى دلوقتى يقول سامحينى ..شوف يا قلبى قسوة قلبه مرة رمانى ...وراجع تانى عشان يرمينى ...الشموع اللى طفيتها يا قلبى ...شمعه شمعه مستحيل تولع له تانى لا لا لا ...الدموع اللى إشترتها بعمرى ..دمعه دمعه مستحيل هايشوفها تانى لا لا لا
كنت اقولك خاف على قلبى وداديه ...واشترينى من عذابى واشتريه...حِس بيا خاف عليا خش قلبى وارحمه...أحسن فى يوم مش هاتلاقيه ...شوف يا قلبى اللى بكانى وهد كيانى...جاى دلوقتى يقول سامحينى ...شوف يا قلبى قسوة قلبه مره رمانى..وراجع تانى عشلن يرمينى .
قولى جاى ليه؟ راجع تانى ليه؟ ...بعد الحب ما راح؟ بعد الشوق ما ارتاح؟ ...راجع تانى ليه هاتقول إيه بعد إيه ؟؟؟ ...لأ كفايه مش هاقاسى مش هاقاسى مرتين ...لو رجعنا يمكن اندم وابقى زيك واخدعك...والنار معاك تصبح نارين
وما بين"متى ستعرف كم اهواك" و"اسالك الرحيل" ... تكمن عظمة المرأة،وتتضح عبقرية التكامل فيها وليس التناقض .
ما بين ارجع اليا واسالك الرحيل ،ينكشف السر الذي جعل المرأة تسكن في المنطقة النورانية ، بين السماء والارض، حيث أخذت حرارة المشاعر من الشمس، ورومانسية شعاع القمر ،لتنثرهما على الدنيا عطرا في ليلها ونهارها
وتقول قصيدة متى ستعرف كم اهواك ل نزار قباني ..متى ستعرف كم أهواك يا أملاَ... أبيع من أجله الدنيا وما فيها ...لو تطلب البحر في عينيك أسكبه ...أو تطلب الشمس في كفيك أرميها ...أنا أحبك فوق الغيم أكتبها ...وللعصا فير والأشجار أحكيها... أنا أحبك فوق الماء أنقشها... وللعنا قيد والأقداح أسقيها... أنا أحبك حاول أن تساعدني ...فإن من بدأ المأساة ينهيها ...وإن من فتح الأبواب يغلقها... وإن من أشعل النيران يطفيها... يا من يفكر في صمت ويتركني ...في البحر أرفع مرساتي وألقيها...كفاك تلعب دور العاشقين معي ...وتنتقي كلمات لست تعنيها ...كم اخترعت مكاتيبا سترسلها ...وأسعدتني ورودا سوف تهديها ...وكم ذهبت لوعد لا وجود له ...وكم حلمت بأثواب سأشتريها ...وكم تمنيت لو للرقص تطلبني ...وحيرتني ذراعي أين ألقيها... ارجع إلى فإن الأرض واقعة ...كأنما فرت من ثوانيها... أرجع فبعدك لا عقد أعلقه ...ولا لمست عطوري في أوانيها... لمن جمالي لمن... شال الحرير لمن ...ضفائري منذ أعوام أربيها... ارجع كما أنت... صحوا كنت أم مطرا...فما حياتي أنا إن لم تكن فيها....