الثلاثاء 22 أكتوبر 2024 06:21 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

أدب وثقافة

أحمد قنديل يكتب.. سلام على من بالقلب مأواهم

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

من منا لا يريد أن يرسل رسالة إلى عزيز لديه غيبه الموت ، آملا أن يسمعه المولي ، أو يطلعه على تلك الرسالة ...
رسالة إلى أبي وأمي ..
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.
أبعث إليكم أشواقي وحنيني واشتياقي لرؤياكم مغلفة بالآمي وحزني العميق علي فراقكم ، لكنني كلما اشتد حزني وألمي تذكرت قول الله تعالى :-
"وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ" صدق الله العظيم

وأجدني أدعو الله تعالي بطيب الدعاء ، وجميل الرجاء أن يجمعنا سويا في الفردوس الأعلى مع الأنبياء ..
ثم أبدأ رسالتي هذه التي كنت أتمنى أن تسمعها اذانكم فأقول وكلي يقين بأنكم تشعرون بصدق كلماتي :
لقد ارهقني واتعبني فراقكم الأبدي .
أنظر يمينا ويساراً وأمحص النظر لأجد طيف خيالكم ، فيرتد إلي البصر خاسئا وهو حسير .
‏تشتاق مسامعي إلي تلك الضحكات المتناثرة في أركان هذا البيت العتيق ، لكن دون جدوى فاعجز عن وصف ما أشعر به من خيبة أملي!
‏يظل حزني أكبر بكثير من أن تعبر عنه كلماتي أو حروف قلمي الذي يظل حائراً مترنحا بين عقلتي أصابعي يبحث عما أريد أن يكتبه ، فلا يجد وصفا لما أنا فيه !

‏كم حار هذا القلم كلما دعوته ليعبر عن ما بي من شجن ، فيجد نفسه كالبحر الأوجاج الذي لا يروي ظَمَّأَ !
‏عندها يسيل دمعي لعله يكون رسولي إليكم ، وأصبر صبر المتعطشين للقاء ، ‏إلي أن تنتهي رحلتي في الحياة لألتقي بكم إن أراد القدير اللقاء .

‏ماذا أفعل ؟
‏وقد هشمت ورودي وأزهاري التي كانت ترتوي بحبات العرق المتساقطة من جبينك أبي ، وأصبحت كل أغصاني تؤلمني ، واختفى باختافئك ما كان يسعدني ، وكأنما قلبي كان يسعده وجودك ، فأصبحت لم أجد في سعادتي الآن سعادة .

أما أنتي ‏أماه ، فقد أظلم على الليل حينما اختفى بريق عيناك ، فأصبحت كالفلك التي انطفأت أمامها فنارات السوارى العالية ، أحمل زادي وزوادي ، ولكنني لا اهتدي سواحل البحر ..
لن أنسى تلك الإبتسامة التى كانت تجمل ذاك الوجه
المنير لمجرد رؤية وجوهنا ..
ها أنا ذا يستحوذ علي البكاء ، لكنني أعلم أنه لن يكون سبباً في عودتكم ، ورثائي لكما لن يطفأ نار قلبي ، ولن يمنحني صبراً..

تركتموني ورحلتم إلى حيث يرقد الراقدون ، فتغيرت الأشياء من حولي وتغيرت ملامحها .
تغيرت صورة البيت الذي كان يتغنى على أنغام صوتكما ،
وترنحت جدرانه التي كانت تتكئ على حنانكما .
سامحاني إن آذيتكما بدموعي ، فكلما خلدت إلى النوم تمنيت رؤيتكم لعلي أجد في ذلك راحة قلبي.
أكتب كلماتي وضيق صدري يكاد يهلكني ، فما بداخلي لن تستطيع دموع حبري إن تكتبه .
فماذا يفعل ذاك المشتاق في شوقه ؟
وقد سئم الحياة بدون الأحبة ، التي فارق حضنهم ، ولم يشعر بوجعه إلا من به نفس الألم ؟

سلام على من بالقلب مأواهم .
إن غابوا عن الدنيا برحيلهم.
تحيا فى الوجدان ذكراهم.
سلام عليك يا أبت سلام عليكي يا أم

أحمد قنديل يكتب سلام على من بالقلب مأواهم الموت عزيز ابى امي سلام