الأربعاء 18 سبتمبر 2024 01:15 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

أحمد قنديل يكتب .. الغش في الامتحانات حلال .. وأغلب التعاملات اليومية تخضع لذلك !!

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

قطعا أنك عندما تقرأ هذا العنوان الصادم ستدهش لامحال ، لكن دعنا بداية نتحدث عما نراه الآن ، بل ومنذ سنوات طويلة عن أسباب إنتشار هذه الظاهرة الخطيرة التي باتت تؤرق الجميع ، وتسيطر على أذهان أصحاب الضمائر الحية..

لقد سعت وزارة التربية والتعليم في الآونة الأخيرة ، وبالأخص في صفوف الثانوي العام إلي تطبيق نظام البوكليت الذي يعتبر من وجهة نظر البعض أنه من أحدث الأنظمة المستحدثة من الوزارة لتأدية امتحانات الصفوف الثلاثة ، ولكونه من الأنظمة التي تم اعتمادها لأداء الامتحانات فهو يقلق ولي الأمر وكذلك الطالب ، حيث تدور حول هذا النظام أسئلة عديدة متكررة.. نحاول في السطور التالية توضيح أساسيات هذا النظام ، لكن ليس هذا فحسب وانما سوف نتطرق لعدة أسباب أدت إلى إنتشار الغش ، بل واستباحته أحياناً بدون حياء !


جميع أعضاء التدريس يعرفون ماهو نظام البوكليت ، ولكن لمن لا يعرفه من أولياء الأمور وأبنائهم ..
هو احدي الآنظمة المستحدثة من وزارة التربية والتعليم والتي تستخدم في الإمتحانات والتي طبقت حديثاً في المدارس المصرية وبالأخص صفوف الثانوي العام المصري وقامت الوزارة بإلغاء النظام القديم لعرض الإمتحانات ، و الذي كان يتضمن أن تأتى الإمتحانات على شكل ورقتان من الأسئلة و كراسة للإجابة ، أو أن تأتى ورقتان أحدهما للأسئلة والأخرى للإجابة بها..

اعتمد نظام البوكليت علي ضم الإثنان .
ورقة الأسئلة والإجابة ، ويترواح عدد الأسئلة بالبوكليت مابين الأربعين والستين سؤال بحيث تكون الأسئلة جزئية ولا يتم الاعتماد علي الأسئلة الإختيارية ويتم إجبار الطالب علي إجابة جميع جزئيات الامتحان..
وتعتمد إجابة البوكليت علي إعتماد الطالب علي نظام التذكر و الفهم للمادة و ليس على الحفظ و التلقين والتسميع..


لكن كان من الأفضل أن يتم تطبيقه على مرحلة تعليمية أقل من الثانوية العامة أو تسبقها حتى يتم تدريب الطلاب عليه منذ الصغر ، وهذا ما تسعي إليه الوزارة الآن ..
بعيداً عن هذا النظام المستحدث وما به من مميزات وعيوب ، يرى البعض أن تفشي محاولات الغش والسعي إليه ، بل واللجوء إليه راجع إلى ضعف الإيمان أولاً ، وإلى إنتشار الغش في شتي مناحي الحياة اليومية !


لذلك يقول البعض معللاً :-

أن الغش أصبح السمة التي تتسم بها بعض الأعمال والمعاملات ، فيقولون :-
نحن نرى أوجه الغش في كل وقت وحين عندما نذهب إلى الطبيب ، والمهندس ، والمعلم ، والصانع ، والفلاح ، والقصَّاب ، والمشيد ، وماغير ذلك من مقومات وضروريات الحياة ، بل وولي الأمر ذاته يشارك في هذا عندما يقبل على نفسه أن يغش أبناءه في بيته أو يراه أبنائه وهو يغش الآخرين ...الخ !

هؤلاء من المفترض أن يكونوا قدوة للنشئ ، لكن مانراه من غش وتدليس.

زرع في النشئ حب التقليد الخاطئ ..
بل وراح بعضهم يقول :-
هذه الأمور التي تحدث يتبناها المعلمون أنفسهم فهم من يسربون الأسئلة ، وهم من يتطأطئون رؤسهم ويتغاضون عما يحدث في لجان أبناء الوجهاء وعلية القوم ، هذا ما يجعلنا نستحل الحرام ، لأنه من غير المعقول أن يكن هذا حلال للبعض ، وحرام على البعض الآخر !


وعلى النقيض نرى أولي الألباب من أولياء الأمور يأمرون أبناءهم بالإعراض عن هذه السلبيات والإلتفات إلى الأمام والسعي إلى آمالهم بالاجتهاد والتسلح بالعلم والمعرفة الحقيقة لا المزيفة لأن ما يتم تزييفه يكون على الأوراق ولكن العلم الحقيقي يكمن في الثوابت العقائدية والأخلاق ..

ويبقى السؤال الأهم كيف نقضي على هذه الآفة الخطيرة؟

نستطيع القضاء على هذه الآفة الخطيرة بإتباع طرق حديثة ومفيدة للطالب بدلاً من كل هذا الزخم الغير مفيد من خلال إتباع عدة نقاط منها :-

*عدم الأثقال على الطالب فى الواجبات المدرسية حتي لا يمل الطالب من ذلك ويؤثر على فهمه للمادة.

*ضرورة إعطاء الطالب الثقة في نفسه حتى لايشعر بالتوتر والخوف من الإمتحانات ضرورة الحرص على الوازع الديني لدي الطالب.

*ضرورة اشعار الطالب بالمسؤولية تجاه الدراسة حال كونه طالبا ، والمجتمع في المستقبل.

* ضرورة حث الطالب على أن يكون لديه أهداف وطموحات لدى الطالب.

* عدم السماح بخلق أو وجود الجو المناسب للغش في الامتحانات.

* التركيز على تقوية التحصيل العلمي للطالب.

كما أنه من الضروري أن نبدأ جميعاً بأنفسنا ، بإصلاح ذاتنا أولا ، وليعمل كل منا على تقويم أبناءه واستقامتهم.
وليراعي الصانع والزارع والمنتج وأصحاب المهن والمعلم والطبيب والمهندس والضابط والقاضي والمسؤل وكل منا في محراب صنعته ، ربه الذي قال :-

"وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ۖ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ"
صدق الله العظيم
وللحديث بقية بمشيئة الله تعالى في هذا الصدد

أحمد قنديل يكتب الغش في الامتحانات حلال أغلب التعاملات اليومية تخضع للغش الغش في الإمتحانات الغش