رواية حلم العمر .. الجزء الأول ”أسرار الطفولة ترويها أحلام اليقظة”
للكاتب- احمد قنديلالنهار نيوز
ذات يوم أستيقظ ذاك الفتي الصغير الذي لم يبلغ الخامسة عشر من عمره على صوت تلك الفتاة التي لم تكمل الحادية عشر من عمرها وهي تلهوا في الشارع أمام منزل أسرته
فخرج وهو لا يعرف من هذه الفتاة ، إلا أنه وجدها هي التي شغلت باله منذ طفولتها فضحك وهو ينظر إليها ، مما جعلها تخجل وتنصرف مسرعة إلى منزل أسرتها المجاور لمنزل أسرته.
كانت كلما ظهرت في الشارع المتاخم لمنزل أسرتها ، كأنها شمس تشرق على جبينه ، فهو رأى فيها ما لم يراه في سائر الفتيات الصغيرات ، كانت لا تتحدث مع أحد من الصبية غيره ، ولا تقترب من أى صبي دونه ، ربما هذا ما جعله يثق بها ويطمئن لها .
أخذ يرعاها ويحوط عليها ، ولا يحتمل نظرات الفتية المقيمين في محل إقامتها إليها ، ربما لأنه تولد عنده إحساس قوي بأنها سوف تكون زوجة المستقبل ، وهي أيضاً كانت تميل إليه رغم صغر عمرها ، وحجم تفكيرها الصغير .
سرعان ما سيطرت هذه المشاعر والأحاسيس الحقيقية التي لم يستطع كلاهما إخفائها والتي كانت تظهر في كل تصرفات أحدهما تجاه الآخر ، وبرغم قسوة الشتاء وبرودته كان يجلس أمام منزلها أسفل شرفتها ينتظر طلعتها البهية ،
هي أيضاً كانت تنتظره ، وكأنها تعرف موعد قدومه إلى هذا المكان الذي ظل ينتظرها فيه لسنوات طويلة .
كانت تخرج من الشرفة وهي تعلم أنه ينتظرها ، لتسقي الورود الحمراء التي جلب إليها إياها ، تسقي تارة وتنظر إليه تارة أخرى ، وهي مرتبكه خجولة ، محاولة قراءت ما يكتبه لها على الأرض من بعيد .
وها قد أتى والدها قادماً من عمله ، إرتبكت وغادرت الشرفة بسرعة فكادت أن تصطدم بالحائط الخلفي ، فاوشك قلبه أن يقفز من بين ضلوعه خوفاً عليها ، نظر الأب إلى ذاك الفتي الذي كان جالساً أمام المنزل ولكنه لم يلقي بالا لسبب جلوسة فى الشارع العام .
ألقى عليه السلام ، فوقف الفتى إحتراماً له ورد عليه السلام ، لكن والدة الفتاة كانت تشعر بشيء ما بين إبنتها وبين هذا الفتى ، لقد كانت تنظر في عينيه وهي ضاحكة وكأنها تقول له عيناك يفضحانك .
طلبت الأم منه ذات مرة أن يحضر ليستذكر بعض الدروس لابنتها ، وما كان عليه إلا أن وافق وكان سعيد جدا لأنه سوف يكون قريبا منها ، يجلس بجوارها ، يحادثها لأول مرة بدون خوف أمام أعين والدتها ، نادت الأم على إبنتها لتحضر ، ثم قالت إحضرى معك بعض الفاكهة ، ففعلت الإبنة ما قالته أمها.
الأم كانت تتعامل معه وكأنه إبن من أبناءها ، فهي طيبة القلب بشوشة الوجه ، خجولة ، لكن رزينة العقل ، والتفكير
فهي أيضاً كانت معجبة برجولة هذا الفتى فى كثير من المواقف التى كانت تشاهدة ، وهو يواجهها وكأنه رجلاً حكيما
جلست الفتاة بجواره على مسافة قريبة منه ، أخذ يقلب صفحات الكتاب ، وهو ينظر إليها متبسما في وجهها ، مما زاد إرتباكها ، وكانت ضربات قلبها متزايدة سريعة جدآ
إنتبهت الأم إلى حالة إبنتها ، فبادرتها بالسؤال ماذا بك ؟
قالت الفتاة :- لا ، لا شيء !!
أخذ يتحدث إليها ، وهي تنظر إلى عينيه دون أن تدرى ، ولا تسمع إلا دقات قلبه ، وانفاسه المتصاعدة
هو أيضاً كان يقرأ ولكن عقله وتفكيره كان شاردا فى ملامح وجهها ونظرات عيناها البريئة
هنا أدركت الأم أن شيئاً ما يسيطر عليهما ، بداخلهما مشاعر وأحاسيس طفولية بريئة .
غادر الفتى المنزل وهو سعيد جداً ، فلقد إستطاع الإقتراب من فتاته لأول مرة ، وكأنما كان ذلك حلما جميلا ، مر سريعاً
نظرت الأم إلى إبنتها ، وقالت :- ماذا كان بك ؟
ماذا دهاك ؟
لقد كانت علامات الإرتباك تسيطر عليك !
قالت :- لا شيء ولكنني لم أجلس بالقرب من أى فتى قبل ذلك ، فهذا ما جعلني في هذه الحالة!
طأطأت الأم برأسها ، ولكنها لم تقتنع بذلك !
كانت الفتاة نفسها لا تعلم مابها ، فهي تشعر بشيء ما بدخلها نحو هذا الفتى ولكنها لا تفهم أو تعى ما هذا الشئ ، غير أنها تشعر بإنجاذب نحوه ، وأنها تريد رؤيته بإستمرار ، دون أن تجد تفسير لذلك ، فهي فتاة صغيرة لاتعرف ماذا وراء هذه المشاعر والأحاسيس ، ولكنها تشعر بقربه منها .
وفي يوم من الأيام تعرضت لمضايقة أحد الصبية لها
فوجدته يدافع عنها ويقف أمام هذا الصبي بكل ثقة وثبات ، مما جعلها تتعلق به أكثر ، وأكثر .
أنهت فترة دراستها في المرحلة الإعدادية ، وبدأ يلتف عودها وتصبح فتاة أجمل وأكبر مما سبق ، فهي الآن في مرحلة التعليم الفني ، وهو أيضًا إقترب من إنتهاء مرحلة التعليم ، وأصبح شابا يعتمد عليه ، كان يفكر بها ليل نهار حتى سيطرت على تفكيره ، لكنه ليس مستعدا في هذا الحين للدخول في مشروع الزواج
أخذ يبادلها النظرات ، والإبتسامات كلما جاءت الفرصة ، والتقيا بالصدفة ، أو حينما كان ينتظر ظهورها أمام المنزل ، وسرعان ما حدث شيئاً لم يكن متوقع
أعزاؤنا القراء نأمل أن يكون الفصل الأول حاز على اعجابكم إلى اللقاء الفصل الثاني وأحداث مثيرة من الرواية