عيد فؤاد يكتب: احتفالات مرفوضة وعقوبات مفروضة

لا حديث في الشارع الكروي هذه الأيام سوى عن طريقة الاحتفال الغير مألوفة التي اقدم عليها اثنين من لاعبي الأهلي والزمالك مؤخرا عقب تسجيلهما هدفين مع أنديتهما في البطولات الافريقية، دوري أبطال أفريقيا، وبطولة كأس الكونفيدرالية، الأول كان محمد عبد المنعم مدافع المارد الأحمر والمنتخب الوطني الذي افتتح ثلاثية فريقه في شباك مازيمبي في إياب الدور نصف النهائي للبطولة الأكبر في القارة السمراء .

جاء احتفال عبد المنعم كما يروج البعض ممن ينتمون إلى المعسكر الأبيض بشكل يخالف العادات والتقاليد المصرية، حيث انتشرت صورة للاعب على السوشيال ميديا وهو ينظر خلالها في "الشورت" بعد تسجيله الهدف الأول للأهلي .

الصورة نفسها تثير الشكوك وتطرح علامات الاستفهام، رغم أن عبد المنعم برر فعلته هذه بالاطمئنان على نفسه جراء الكدمة التي تعرض لها أسفل البطن كما قال بعد ذلك، من خلال البوست الذي نشره على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، بينما يراها الأخرين أنه كان احتفال لا يليق بلاعب دولي، وصورة غير مناسبة بالمرة، وكان يجب أن يُعاقب عليها من قبل النادي الأهلي ولكن شيئا من هذا لم يحدث .

أما اللاعب الثاني الذي أثار الجدل وكان مثار حديث الوسط الكروي طيلة الأيام الماضية أيضا ومادة خصبة للبرامج الرياضية في الفضائيات المصرية والعربية المختلفة هو مصطفى شلبي لاعب الزمالك والذي سجل هدفا لفريقه من الثلاثية التي فاز بها الأبيض على منافسه نادي دريمز الغاني في إياب الدور نصف النهائي لبطولة كأس الكونفيدرالية بغانا، وكانت كفيلة لصعود الفارس الأبيض إلى المباراة النهائية للبطولة بعد غياب خمس سنوات، تاريخ آخر بطولة حصل عليها الفريق عام 2019 على حساب نهضة بركان المغربي، وعقب تسجيله الهدف مباشرة "خلع" التيشيرت كما ظهر على شاشة التلفاز محتفلا بالهدف على طريقته الخاصة، ومع التيشيرت أقدم على حركة غير أخلاقية من خلال الإشارة بيده اليمنى، وهو الأمر الذي أثار استهجان معظم من شاهد المباراة، بل طالب الكثيرون منهم بضرورة معاقبته بسبب هذا الفعل الغير أخلاقي والذي برره أيمن يونس، وخالد الغندور لاعبا الزمالك السابقين بأنه كان يحتفل بوضع يديه على صدره وليس غير ذلك، طبقا لوجهة نظر ورؤية كلا النجمين الغير منطقية، على الرغم أن الإعلامي عمرو أديب أحد كبار الزملكاوية طالب بمعاقبة اللاعب على هذه الحركة الغير أخلاقية التي صدرت منه، تأكيدا على أنها حركة مخلة وليس كما أدعى يونس والغندور !!

ومن خلال هذه السطور أطالب بضرورة إيقاف مهزلة الاحتفالات الخارجة عن الآداب العامة، فهي مرفوضة شكلا وموضوعا في مجتمعنا الشرقي، مع ضرورة أن يكون لإدارات الأندية التي يخرج لاعبيها عن النص موقفا حازما مع كل لاعب يسيء إلى الذوق العام، وإلى الرياضة المصرية، مثلما حدث من مصطفى شلبي، وكذلك محمد عبد المنعم إذا ثبت سوء نيته، نتيجة صدور تصرفات صبيانية غير مسئولة ربما تكون نكاية في آخرين جاءت في شكل توصيل رسالة غير مباشرة على الهواء مباشرة لنفر من الناس، حيث أن العقوبات المفروضة أمر لا مناص منه حتى نعيد الانضباط والأخلاق إلى ملاعبنا مرة أخرى، حتى ولو كانت المباريات قارية وبعيدا عن البطولات المحلية .