د.أيمن سلامة: معهد اللغات للقوات المسلحة المصرية... نافذة مصر على العالم

شامخًا كالأهرامات، راسخًا كالنيل، يقف معهد اللغات للقوات المسلحة المصرية صرحًا تعليميًا عريقًا، يمتد بجذوره لأكثر من أربعة عقود، ليجسد بحق جسرًا حضاريًا وثقافيًا يربط مصر بأمم العالم. فمنذ تأسيسه، اضطلع المعهد بمهمة نبيلة، ألا وهي تسليح قادة وضباط القوات المسلحة – بل والنخبة المدنية المصرية – بأدوات التواصل الفعال مع مختلف الثقافات واللغات. ليس مجرد مؤسسة تعليمية، بل هو بوتقة تنصهر فيها الخبرات اللغوية، حيث يتم تدريس 17 لغة أجنبية وعربية على أيدي نخبة من الكوادر العسكرية والمدنية المؤهلة تأهيلاً رفيعًا. هؤلاء الأساتذة، الذين يمتلك بعضهم درجات الدكتوراه من أعرق الجامعات المصرية في مجالات الترجمة وتدريس اللغات، يكرسون جهودهم لنقل عصارة علمهم وخبراتهم إلى الدارسين. تخيل أن كافة القيادات العليا للقوات المسلحة المصرية قد نهلت من هذا المعين الثري، ما يؤكد الدور الاستراتيجي الذي يلعبه المعهد في بناء قدرات الجيش المصري وتعزيز تفاعله مع العالم. وهذا ليس الهدف الوحيد، فالمعهد، الذي يرفع شعار اللا ربحية، يفتح أبوابه أيضًا للمدنيين الراغبين في إثراء معارفهم اللغوية، مساهمًا بذلك في رفع مستوى الوعي الثقافي واللغوي في المجتمع المصري ككل. وامتدادًا لدوره الوطني، لا يقتصر تواجد المعهد على القاهرة فحسب، بل يمتد ليشمل مدن القناة الباسلة، ودلتا مصر الخصبة، وصعيدها العريق، وصولًا إلى عروس البحر الأبيض المتوسط، الإسكندرية. هذا الانتشار الواسع يؤكد حرص المعهد على الوصول إلى أكبر شريحة ممكنة من الراغبين في تعلم اللغات، وتلبية الاحتياجات المتزايدة في مختلف ربوع الوطن. إن معهد اللغات للقوات المسلحة ليس مجرد اسم، بل هو قصة نجاح مستمرة، وشاهد على التزام مصر بالتواصل الحضاري والانفتاح على ثقافات العالم. إنه استثمار في الإنسان المصري، وتمكين له بأدوات لغوية تفتح له آفاقًا أوسع في مجالات العمل والتعاون الدولي. إنه بحق، نافذة مصر المشرعة على العالم.