الأربعاء 5 فبراير 2025 02:49 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

الأخبار

تحويل القبلة وقضية فلسطين: دروس من الماضي وامتدادٌ في الحاضر

النهار نيوز

تُعدُّ حادثة تحويل القبلة في الإسلام من أبرز الأحداث التي تحمل معاني عميقة ودروسًا بالغة الأثر. ففي السنة الثانية للهجرة، نزل الوحي على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بأمر تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، في استجابةٍ لرغبة المؤمنين وإبرازًا لخصوصية الأمة الإسلامية. هذه الحادثة، التي تتجاوز الجانب الفقهي، تحمل أبعادًا سياسية ودينية وثقافية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بقضية فلسطين اليوم.

القدس: مركزية القضية في التاريخ الإسلامي

كان اختيار بيت المقدس كقبلة أولى دلالةً على قدسية الأرض التي باركها الله، وارتباطها بالرسالات السماوية. ومنذ أن دخل الإسلام، أصبحت القدس حاضرة في وجدان المسلمين رمزًا للوحدة والعقيدة. تحويل القبلة إلى مكة لم يُلغِ هذه القدسية، بل أكد أن القدس ستظل محورًا للعقيدة، وأن علاقتها بالمسلمين أكبر من مجرد تحديد اتجاه للصلاة.

القضية الفلسطينية: امتداد لصراع الهوية والحق

في العصر الحديث، تعكس قضية فلسطين صراعًا يمتد بجذوره إلى التحديات التي واجهها المسلمون مع تحويل القبلة. القدس، التي شهدت حروبًا وتعديات، ما زالت تواجه محاولات طمس الهوية الإسلامية، وسط صمت عالمي وتواطؤ سياسي. تمامًا كما كان تحويل القبلة اختبارًا لإيمان الأمة وصبرها، تمثل قضية فلسطين اليوم اختبارًا لوحدة المسلمين وتمسكهم بحقوقهم.

الدروس المستفادة

1. الثبات على المبادئ: حادثة تحويل القبلة تُذكِّر المسلمين بضرورة التمسك بثوابتهم، تمامًا كما تمسكوا بإيمانهم وقت التحويل. القضية الفلسطينية تحتاج اليوم لنفس الثبات أمام التحديات.

2. الوحدة الإسلامية: تحويل القبلة كان إعلانًا لوحدة الأمة حول رمزها الجديد، وهو ما يحتاجه المسلمون اليوم لتوحيد جهودهم حول قضية فلسطين.

3. الصبر والعمل: كما صبر المسلمون على اختبار تحويل القبلة، فإن تحرير فلسطين يتطلب صبرًا طويل الأمد مقرونًا بالعمل الجاد والتخطيط.

ختامًا

حادثة تحويل القبلة ليست مجرد واقعة تاريخية، بل درسٌ خالد يحمل معاني العزة والكرامة والاستقلال. وقضية فلسطين، بقدسها وأقصاها، هي الامتداد الطبيعي لهذا الدرس العظيم. فإذا كان تحويل القبلة قد رسَّخ رمزية القدس في الإسلام، فإن الدفاع عن فلسطين اليوم هو استمرار لهذا الإرث، ودليل على تمسك المسلمين بحقوقهم ومقدساتهم.

تحويل القبلة و القضية الفلسطينية