قراءة في كتاب ”تأملات حول دور مصر عبر التاريخ”
النهار نيوزكتب فيصل الأسيوطي
قرأت مؤخرا كتاب «تأملات حول دور مصر عبر التاريخ» للمحلل السياسي أ. فتحى خطاب يشير دور مصرعدة تساؤلات منها من يرى أن دور مصر انتهى ومنها من يرى دور مصر تراجع في حين أن دور مصر لم يتراجع بل مصر ركزة على القوة الناعمة وقوة السياسية بأكثر من القوة الخشنة.
وفى تحليل هذه القضية تناول المحلل السياسي أ. فتحى خطاب في أحدث كتابه بعنوان (حديث هادئ عن دور مصر عبر التاريخ).
وقد ركز «خطاب» على قوة مصر الناعمة وهي الثقافة والسياسة ولم يتجاهل القوة الخشنة (العسكرية)
ويحلل المؤلف قضيتن مهمتين, الأول الدور والوظيفة والثانى الدور والقيادة وهم من أخطر القضايا التى تواجهها مصر أما دور الوظيفه فهى مسئولية محددة وليست من سمات الدول ذات الحضارة وأما دور القيادة فهو يرتبط بتفاعل الزعيم مع الحضارة والتاريخ.. فدور الزعامة يحتاج الى رؤية واستراتيجية لتحقيق الأهداف.
ويفرق الكاتب بين مفهوم الدور وبين ممارسته ويرى أن الدور قائم والممارسات هي التي تتغير مثلما تراجعت في منتصف التسعينيات في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك.
كما يبرز الكاتب دور «الزعيم» في التاريخ المصري من عهد الملك مينا موحد القطرين وحتى أحمس محرر مصر من الهكسوس في العصر الفرعوني وجمال عبد الناصر الذى اصبح زعيما عربيا بل افريقيا وعالميا.
وارتكز الكاتب على محورين هما القوة الاستراتيجية والموقع الاستراتيجي وهما كانا منذ عهد الفراعنة .. فموقع مصر الجغرافي هو الذي دفع «نابليون بونابرت» للقيام بحملته على مصر لمواجهة الامبرطورية البريطانية ليقطع الطريق الى الهند جوهرة التاج البريطانى.
كما يعرض المؤلف شواهد تاريخيه كثيره عن دور مصر العسكرى فى رد الغزاهة من التتار والمغول وحتى الصلبين وصولا إلى الاستعمار الأوربي الحديث وعن دور مصر فى التغيير من أجل الهوية العربيه ودفاعا عن سيادة الأمن القومي العربي وهذا الأمر دفع دول عديدة للتكالب على مصر ومحاصرتها وتحديد وتحجيم دورها الإقليمي.
ودور مصر في ابراز مفهوم العروبة منذ بداية القرن العشرين وتأسيس جامعة الدول العربية رغم كل التحديات والتهديدات وتركيز الدول الطامعة في السيطرة على المنطقة العربية.
كما وصف المؤلف ثورة ٢٥يناير بأنها إحياء لمقولات دور مصر ودور الأزهر والدور الثقافي المصري وأنها بعثت الحياة لهذا الدور.
وأخيرا أطلق الكاتب على النظام المصرى الجمهورية الثالثة حيث يرى ان الجمهورية الأولى هي ثورة 23 يوليو 1952 وان حرب اكتوبر 1973 هى الثورة الثانية. وأن ثورة ٢٥ يناير محملة بما سبق من النظام السابق نتيجة شيخوخة النظام وضعف الرؤية والخضوع إلى مصالح شخصية كما بين المؤلف عدم ايمان قوي معينة بمفهوم الوطنية المصرية... هذه ملاحظاتنا على الكاتب الذي قدم رؤية موضوعية الى حد كبير عن دور مصر عبر التاريخ .