عيد فؤاد يكتب.. وماذا بعد رفع الحصانة عن رئيس رابطة المحترفين ؟
النهار نيوزاستقبل الشارع الكروي خبر رفع الحصانة البرلمانية عن النائب أحمد دياب، عضو مجلس الشيوخ ورئيس رابطة الأندية المحترفة بارتياح شديد، وخصوصا أن هذه الخطوة جاءت بعد طول انتظار لتوضيح الحقيقة كاملة أمام الرأي العام، حول الملابسات المحيطة بلاعب نادي مودرن سبورت والمنتخب الوطني الراحل أحمد رفعت الذي وافته المنية في السادس من يوليو الماضي .
كان مجلس الشيوخ، برئاسة المستشار عبد الوهاب عبد الرازق، قد وافق على تقرير اللجنة التشريعية بشأن رفع الحصانة البرلمانية عن النائب أحمد دياب، وذلك للتمكن من اتخاذ إجراءات التحقيق والاستماع إلى أقواله في قضية وفاة اللاعب أحمد رفعت.
وقد أعلن الدكتور محمد شوقي، وكيل اللجنة التشريعية بمجلس الشيوخ، عن موافقة المجلس على رفع الحصانة البرلمانية عن دياب، تمهيدًا للبدء في الإجراءات القانونية المتعلقة بالقضية.
تأتي هذه الخطوة المتأخرة عدة اشهر، بناء على طلب النائب نفسه، حيث تعد خطوة استثنائية إيجابية تعكس حرصه على إظهار الحقيقة بعيدًا عن أي شبهة، وهي خطوة إن دلت على شيء فإنما تدل على الشفافية في التعامل مع هذه القضية الحساسة التي شغلت الرأي العام ولا تزال حتى هذه اللحظة .
ولكن ماذا بعد رفع الحصانة عن رئيس الرابطة، هل يمكن أن تسفر التحقيقات التي تجريها وزارة الشباب والرياضة، بعيدا عن التحقيقات الأخرى التي تجريها النيابة العامة أن تسفر عن ظهور مفاجآت جديدة في القضية أو نتيجة إيجابية وواضحة ونصل إلى أسباب ما حدث لنجم من نجوم منتخبنا الوطني وأحد زهرات شبابها والذي غيبه الموت فجأة بسبب ضغوط نفسية شديدة تعرض لها قبل رحيله ساهمت في القضاء عليه.
من جانبي أتمنى الوصول إلى الجاني الحقيقي ومحاسبته "حساب الملكين" حتى يكون عبرة لمن لا يعتبر، وأيضا حتى لا تتكرر خسارة خيرة شبابنا، الواحدا تلو الآخر في ظروف مشابهة مما يؤثر على سمعة الرياضة المصرية عالميا .
والشيء بالشيء يذكر، فإن رحيل محمد شوقي مدافع كفر الشيخ قبل أيام قلائل "قلّب" علينا جميعا المواجع، وأكد على أن هناك شيئا ما خاطئا أدى إلى تكرار فاجعة رحيل أحمد رفعت بفاجعة أخرى في سيناريو مشابه أو على الأقل قريبا منه، وأيضا سارعت معه وزارة الشباب والرياضة بتشكيل لجنة لفتح تحقيقا في الوفاة المفاجئة للاعب والذي سقط على أرض الملعب مغشيا عليه أثناء مباراة فريقه أمام مركز شباب القزازين في دوري القسم الثاني الأربعاء الماضي، لينضم شوقي إلى قائمة شهداء الملاعب .
التدخل الطبي السريع حينها لم يكن كافيًا لإنقاذه، فتم نقله بشكل عاجل إلى مستشفى الزرقا المركزي في دمياط، وفشلت معه كافة محاولات الأطباء لإنعاش قلبه الذي توقف فجأة أثناء وجوده على جهاز التنفس الصناعي، ليفارق محمد الحياة في الساعات الأولى من صباح نفس اليوم .
المنطق يقول، علينا ألا نستبق الأحداث ونحكم على "فلان أو عِلان" بأنه السبب الرئيسي فيما آل إليه الوضع المتردي داخل الملاعب المصرية، وترتب عليه إزهاق أرواح لاعبين أبرياء دون وجه حق، مع الاعتراف والتسليم بأنه ربما تكون قلة الامكانيات الطبية المتاحة أو المتوفرة في الملاعب أثناء المباريات قد ساهمت في تكرار حوادث سقوط اللاعبين والتي ترتب عليها بعد ذلك الفشل في سرعة إسعافهم وانقاذهم، وهو ما عجل برحيلهم واحدا تلو الآخر، حيث سبق ورحل محمد عبد الوهاب لاعب النادي الأهلي صباح الحادي والثلاثين من أغسطس عام 2006 خلال أحد تدريبات فريقه، وكنت أحد الشهود على حادثة وفاته، حيث كنت حاضرا التمرين الصباحي الذي كان يخوضه الفريق تحت قيادة مانويل جوزيه المدير الفني للفريق آنذاك، كما رحل سامي سعيد لاعب نادي هلال مطروح عقب ابتلاع لسانه أثناء إحدى لقاءات فريقه في دوري الدرجة الثانية ، ورحل غيرهم من اللاعبين في الملاعب العالمية المختلفة بسيناريوهات مشابهة.
من هنا أطالب بوضع حدا لمثل هذه الحوادث المميتة مستقبلا من خلال تنفيذ البروتوكول الموقع بين وزارة الشباب والرياضة مع وزارة الصحة بحذافيره، وتوفير سيارات الإسعاف المجهزة بأحدث أجهزة الصدمات والانتعاش والأكسجين وغيرها من الأجهزة الطبية الحديثة في جميع الملاعب التي تقام عليها المباريات للتقليل قدر الامكان من تكرار مثل هذه الحوادث المميتة التي يذهب ضحيتها خيرة الشباب .