الخميس 21 نوفمبر 2024 11:17 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الروائية مريم هرموش: ”طائر الفينيق، يحترق بناره، بجماله، وينهض من رماده، اجمل، وابهى

الروائية اللبنانية مريم هرموش
الروائية اللبنانية مريم هرموش

يقولون دائمًا أن البعيد يتألم أكثر ممن هو في قلب الحدث.. وهذا ما تأكدت منه اليوم بالفعل حين تواصلت مع صديقتي القريبة إلى روحي للاطمئنان عنها، وقلبي يعتصره الألم مما طال وطننا الغالي من دمار ومآسي، وإذا بصوتها يأتيني محملًا بدفء لم اشعر به من قبل وهي تطمئنني قائلة: بتعرفي يا مريم، بقدر محبتك الكبيرة للبنان، صدقيني لو كنت معنا بهذه الظروف الصعبة، لكنت أحببته ألف مرة أكثر ولشعرت بعزة أكبر لكونك لبنانية...!! نحن بخير طمئني يا مريم وليهدأ بالك.

وأكملت موضحة لتزيل دهشتي: لا أستطيع أن أصف لك مقدار الأشياء الإيجابية الجميلة التي أشهدها كل يوم، ولا أن أعبر لك كيف أن هذا الشعب بالرغم من كل ما يعانيه ويكابده يشعرك بالفخر والعزة، وأن الحياة على أرضه هي نعمة النعم بالرغم من كل شيء؛ كل هذا الاحتضان وذوبان الفروقات والمحبة بين الناس، والكرم.. وهو ليس مجرد إكرام للضيف، لأنهم لا يعتبروننا ضيوفا بل أصحاب المكان، وهذه ليست مجرد كلمات بل أفعال حقيقية...لا أعرف يا مريم كيف أنقل لك ما تحمله الصورة على أرض الواقع من مشاعر تفيض بكل معاني الإنسانية والمحبة الخالصة التي افتقدناها في غمرة تلاهينا، وهي ما تهون علينا حالنا. كيف أجسد لك كل هذه العزيمة والتكافل والإصرار على الحياة...!
وهذا لا ينفي وجود بعض الخذلان من ضعاف النفوس الذين باعوا ضمائرهم بسعر بخس، ولكن الخير والمحبة تنسيك خذلان هؤلاء.
صدقيني يا مريم، أحتاج إلى دفتر كبير لأكتب فيه كم الجمائل الهائلة التي أغدق على بها الكثير من أصحاب القلوب الرحيمة، علي أستطيع أن أردها لهم يومًا ما.. لقد كنت قبل هذه الأحداث أعيش في منزلي وحدي ولكني اليوم أشعر بأنني فرد من عائلة كبيرة الكل فيها قلبه على بعض والكل قلبه معلق بلبنان واحد يتسع للجميع.

ثم أرسلت لي أغنية الصبوحة " يا لبنان دخل ترابك" وقالت لي: سمعي كلماتها جيدًا يا مريم...فهذا هو لبناننا القوي العنيد الذي يستمد قوته من قوة ومحبة وتكاتف شعبه الأبي.