عيد فؤاد يكتب: ”تمخض الجبل فولد فأرا” والبركة في مجلس الانقاذ
النهار نيوز"تمخض الجبل فولد فأرا"، هذا المثل ينطبق تماما على مجلس إدارة اتحاد كرة القدم الحالي والذي جاء في الخامس من يناير 2022 بالانتخاب بقائمة تضم، جمال علام رئيسا، وخالد الدرندلي نائبا، وفى العضوية حازم إمام، محمد بركات، عامر حسين، محمد أبو الوفا، إيهاب الكومي، اللواء حلمي مشهور، دينا الرفاعي، على أن تنتهي مهمته بانتخاب المجلس الجديد في العاشر من ديسمبر المقبل .
هذا المجلس "الفاشل" حدث في عهده تخبط وكوارث ومشاكل في اللعبة لم تحدث في تاريخ مجالس إدارات اتحاد الكرة المتعاقبة من قبل، ومنذ أول مجلس إدارة تولي قيادة اتحاد الكرة برئاسة جعفر والي باشا في ديسمبر 1921، والذي كان قد ضم إلى جانبه، إسماعيل يسري أمينا للصندوق، والأعضاء: سيمون، طاهر السرجاني، رياض شوقي، عبد الحميد محرم، علي صادق، محمد جاهين، محمد صبحي، عباس حلمي زغلول، محمد إبراهيم، إبراهيم علام، نقولا عرقجي، زكريا عباس، حسين حجازي .
وخلال الأربع وعشرين ساعة الماضية سارع الاتحاد بقيادة جمال علام بعقد اجتماع طارئ، عقب تسريب مكالمة تقنية الفيديو الـ "var " الشهيرة بين الحكمين محمد عادل، ومحمد ميدو سلامة، والتي انتهت مشاكلها بتحويلها إلى النيابة العامة، بناء على شكوى من محمد عادل نفسه، وأن كل ما فعله المجلس الحالي هو اصدار قرارا واحدا فقط تمثل في إقالة لجنة الحكام الرئيسية برئاسة محمد فاروق وتعيين لجنة مؤقتة برئاسة ياسر عبد الرؤوف عبد العزيز لحين انتخاب مجلس إدارة الاتحاد القادم .
الواضح للجميع أن التخبط الذي سار عليه الاتحاد طوال فترة تواجده على رأس منظومة كرة القدم المصرية، بداية من اخفاء خطاب تنظيم الأهلي نهائي دوري أبطال افريقيا، إلى الفشل في الصعود لمونديال 2022 بقطر، وما أتبعه من الدخول في مشاكل مع البرتغالي روي فيتوريا المدير الفني الأسبق للمنتخب الوطني والذي طالب بعقده كاملا عقب صدور قرار إقالته، مرورا بإخفاء عقوبات لجنة الانضباط حول مباراتي الزمالك مع المصري، والأهلي مع بيراميدز، في دوري الموسم الماضي 20023/2024 رغم انتهائه منذ قرابة الثلاثة أشهر، كل هذا أدى إلى ما آل إليه الوضع حاليا من سوء، والذي ترتب عليه كذلك سوء في مستوى التحكيم، والنابع من سوء إدارة اللجنة الرئيسية نفسها بقيادة محمد فاروق، وهو ما دفع رابطة الأندية المحترفة أثناء اجتماعها مع رؤساء الأندية لاستطلاع أراءها قبل بداية الدوري هذا الموسم 2024/2025، في نسخته الـ 66 عن هوية لجنة الحكام الرئيسية القادمة فجاء الإجماع، وفي حضور جمال علام رئيس الاتحاد نفسه على ضرورة تعيين لجنة حكام جديدة برئاسة خبير أجنبي، لعلها تصلح "الحال المايل" للتحكيم، وبالمناسبة لم يكن هذا هو مطلب النادي الأهلي وحده من قبل رئيسه محمود الخطيب، ولكن الزمالك نفسه برئاسة حسين لبيب أعلن آنذاك وخلال هذا الاجتماع عن موافقته هو الآخر على نفس المطلب .
وإزاء ما حدث سابقا فقد انتابتني الدهشة الآن من تراجع الزمالك عن تعيين خبير اجنبي لقيادة اللجنة، على الرغم أن دور الخبير سيتمثل في الإدارة، والتطوير، مع رفع مستوى حكام تقنية الـVAR، مع التوسم خيرا في إخراج جيل جديد واع من الحكام يستطيع إدارة كافة المسابقات المحلية بكفاءة عالية .
وجهة نظري الشخصية، أن تعيين الخبير الأجنبي "الثالث" بعد كلاتنبرج، وبيريرا قادم لا محالة، فربما يساعد ذلك في القضاء على مشاكل التسريب، وعلى الأخطاء الكارثية التي وقع فيها، بل ولا يزال يقع فيها الحكام، والحكام المساعدين لتقنية الفيديو" الـ VAR" التي ظهرت بقوة خلال مباراتي الزمالك مع البنك الأهلي، وزد مع الأهلي في الجولة الأولى والثانية من مسابقة الدوري مؤخرا .
ولكن السؤال ..هل يمكن للحكام القدامى على وجه التحديد أن يساعدوا على نجاح تجربة الخبير الأجنبي القادم، الحقيقة المؤسفة وأقولها بالفم المليان أشك في ذلك، نظرا لأن الوسط التحكيمي يعج بالمشاكل و"النفسنة"، وخصوصا بين بعض الحكام القدامى الذين يسعون إلى قيادة اللجنة الرئيسية، وبدلا من تمني البعض منهم نجاح زملائهم سواء في إدارة اللجنة المؤقتة الحالية برئاسة ياسر عبد الرؤوف أو تمني نجاح الحكام الحاليين في المهام التي يكلفون بها لإدارة مباريات في بطولات الأندية الأفريقية او البطولات المجمعة، تجد "التقطيع" فيهم شغال على "ودنه"، والدليل على ذلك "خناقة " القائمة الدولية للموسم الحالي 2024/2025 وما شابها من خلافات أدت إلى تأخر إعلانها من قبل الـ" FIFA" حتى الآن، وهو ما يؤكد على عدم نقاء النفوس، وأن ما يظهر جليا للرأي العام حاليا أن هناك من له مصلحة في أن تكون مشاكل الحكام عرضا مستمرا، وأن اللجنة تظل مستباحة من قبل بعض المغرضين الذين لا يريدون للتحكيم المصري النهوض، أو الظهور في المحافل العالمية بقوة، رغم أن عنصر التحكيم هو واحد من أهم عناصر نجاح أي مسابقة، محلية كانت أو إقليمية، أو قارية، أو عالمية، فهل يستطيع مجلس الانقاذ القادم للجبلاية أن يقضي على مشاكل التحكيم ويعيد إليه الثقة مجددا، أتمنى ذلك، وخصوصا أن الموسم الحالي بدأ ساخنا ومثيرا للغاية ولا يحتمل المزيد من المشاكل.