(تعريف الحرب)

بقلَم "هيام كامل"
الحرب هو نزاع مسلح تبادلي بين دولتين أو أكثر والهدف هو إعادة تنظيم الجغرافيا السياسية أو رد عدوان أو احتلال، والسؤال اليوم: هل (جو بايدن) يرسل حاملة الطائرات الأمريكية الأكثر تطورًا في أسطول البحرية الأمريكية "جيرالد فورد" التي وصلت إلي شرق البحر المتوسط لدعم الجيش الإسرائيلي في مواجهة حماس؟
معركة غير متكافئة وليس فيها أدني معاني النُبل الإنساني ولا حتى فيها أدني معايير وقوانين وأسس الحروب. إذن هو مجرم حرب قاتل وإرهابي طليق.
(( عالم ظالم ومجتمع دولي لا إنساني ))
ودول كبري طاغيه في الظلم والعدوان، كنت أعتقد وأنا طفلة صغيرة أن إسرائيل فقط هي دولة الطغيان وأن من يساندها دولة العدوان أمريكا، لكن الآن العالم كله يفضح نفسه بنفسه، "عار علي الجميع"، دول كبرى كانت تتشدق بالسلام والأمان والعدال والمساواة وعدم العنصريه أو التمييز.
منذ حرب غزه وانا اشاهد الأعجائب من كل العالم، فهل نُزعت الرحمة والإنسانية من قلوبكم، حقًا هناك أناس قلوبهم قلوب شياطين في جثمان أنس.
((( يا شياطين هذا العصر )))
يا أيها العالم الظالم هناك أطفال أبرياء مذعورون يموتون خوفًا وقتلا، وسيدات ضعفاء يُقتلون وأطفالهم تتبعثر أشلاؤهم تحت ركام الجدران المحطمة، دماء طاهرة للأبرياء تسيل بدون أي ذنب، هناك حكومة صهيونية مزيفة أوغلت في دماء الشعب الفلسطيني.
شريان الحياة في قطاع غزة بدأ يتلاشى وسط الظلام الدامس وتحت القصف الذي لا يتوقف فوق رؤس الضحايا بدون سابق إنذار، وهناك عائلات قد محيت من السجل المدني، جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب بشعة بربرية وهمجية، ورجال لا حول لهم ولا قوة يفقدون أسرهم بالكامل وتعتصر قلوبهم على موت فلذات أكبادهم، وهناك في زاوية الحصار والخناق وتحت أصوات القذائف أب يبكي وابنه الصغير يستنجد به وهو عاجز، وأم تموت أمام أبنائها، وإخوة صغار يلتفون حول بعضهم ينامون فوق حطام بيتهم.
يا عالم الخرس انطق بالحق، الساكت عن الحق شيطان أخرس.
(الأطباء يستغيثون من داخل غزة)
هناك جرحى داخل غزة إن لم تصل لهم المساعدات سوف يموتون، والأطباء يستغيثون بالعالم لكي يصل لهم الوقود والأدوية اللازمة للجرحى وأصحاب الأمراض المزمنة، هناك مرضى سرطان وغسيل كلى وحروق من الدرجة الأولى، عدد الضحايا نصفهم من الأطفال يا عالم خرافي وهمي مزيف كذاب، سوف يذيقكم الله مما أذاق منه هؤلاء الضعفاء.
(ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون )
غزة في حصار لن يشهده التاريخ من قبل، لا كهرباء، ولا مياة، ولا دواء، ولا غذاء، وقصفٌ ليل نهار، وكوارث وأهوال يعيش فيها أهلنا في غزة أمام عالم صامت صمت الإبل، وإذا تكلم تحدث بالظلم ومعاونة الصهاينة ودعمهم، ذلك كيان يقوم علي أنقاض شعب.
(يا عرب! هل الصهاينه لديهم نخوة أكثر منا ؟!)
يا عرب إذا كانت الدول الكبرى ظالمة فأين العرب؟، هل الصهاينة لديهم نخوة وشهامة وخوف علي أعراض نسائهم وخوف على أطفالهم أكثر منكم ؟.
لقد غارت وثأرت وانتقمت إسرائيل من أجل أطفالها ونسائها لمجرد أنهم فقط لا يشعرون بالأمان فأين أنتم يا عرب؟
((( شعب يباد )))
شعب بالكامل يباد أمامكم، ولا أحد منكم يجرؤ على إدخال المساعدات إلى غزة أبسط الاشياء، خزي وعار عليكم يا حكام العرب جميعا كلكم مذنبون عند الله تعالى وكلكم أثمين.
أين الشعوب العربية التي كانت تنتفض في الشوارع من أجل نصرة القضية الفلسطينية أثناء أي عدوان؟
فما عدت أعرف أدين من؟ العالم الأوروبي العنصري المتآمر الطاغي الظالم ؟!
أم حكام العرب الصامتين مكتوفي الأيدي بإرادتهم الضعيفة وشخصياتهم التي نٌزعت منها كل معاني الرحمة والإنسانية خوفًا على مصيرهم ونسو أن الله فوق أيديهم وأن الله غالب لهم، وأن الله معهم إن نصروا الحق
وأعلوا كلمته وجعلوا كلمه الله هي العليا؟
أم أدين الشعوب العربية التي أصبحت تلهو بحالها دون الرفق بالآخر والوقوف حتى بالكلمات الصادقة لنصرة إخواننا الفلسطينيين؟ أين نخوة الشعوب العربية؟!
لماذا الكل خائف هكذا؟ تخافون الموت أيها الناس؟ الموت في عِزة خير لكم من الموت وأنتم أذلة.
وللعلم.. من مات في أرض الرباط وهي فلسطين فهو شهيد في الجنه وسوف يعوضه الله -عز وجل- عن كل هذه المأساة في الدار الآخرة، أما المشكلة الحقيقية فيكم أنتم، يطلع الله -عز وجل- على أعمالكم وينظر إليكم من فوق سبع سماوات، من سوف يكون في عون أخيه المسلم، ومن ينصر أخاه؟
يقول النبي ﷺ: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه، ولا يُسلمه يعني: ولا يخذله، ومَن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومَن فرَّج عن مسلمٍ كربةً من كرب الدنيا نفَّس الله عنه كربةً من كرب يوم القيامة، ومَن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة).
أحيانا يبتلي الله عز وجل أشخاصًا أو بلادًا وهذا ظاهره ابتلاء، أما الحقيقة فهو اختبار لمن حولهم كيف يكون تصرفهم، فمثلًا: لو أن هناك طفلًا يتيمًا هذا ابتلاء له واختبار لعمه وخاله وكل أهله من سوف ينصره ومن سوف يخذله ومن سوف يساعدة ومن سوف يقوم بإيذائه، هكذا يكون الابتلاء اختبارًا لكل من حول صاحبه، فإذا وقع أخوك في مصيبة هل سوف تشد عضدد أخيك أم ستتركه وحيدًا يتألم في مصيبته. أهل غزة ابتلاهم الله -عز وجل- بالصهاينة، فهل ستنصرهم وتحق الحق لأهله؟
انصروا فلسطين بالكلمات، بقول الحق، بإدخال المساعدات، بالاحتجاج، بالكلمات التي تؤآزر هؤلاء بالدعاء.

وا حسرتاه عليكم شعوبا وحكامًا ودولًا كبرى سقطت في عينى وعين العالم أجمع وعين ضمائرهم، كنت أعتقد أنها تقف في جانب الحق وتنصر الفلسطينين.
تبًا لكِ فرنسا، وتبًا لكِ أمريكا، وتباً لكِ أوروبا بأكملها، وتبًا لدول حلف الناتو الكاذبين المنافقين المحتالين.
((( كفا رقص في الشاشات )))
آخر نداء للأمة العربية.. استفيقي وكفاكِ رقصًا وغناء في الشاشات والتيك توك وما شابه، أعلنوا الحداد يومًا علي قتلانا وجرحانا، إخوانكم يموتون وأطفالهم يقتلون،
اطلبوا فتح المعابر لإنقاذ هؤلاء العالقين في غزة ينتظرون شربة ماء، لقد أدخل الله -عز وجل- رجل الجنة لأنه سقى كلبًا فما ظنكم بشعب كامل ظمآن ينتظر رشفة ماء نظيفة من جيرانه، وكسرة خبز من إخوانه؟.

أيها الناس، أيها الحكام، أيها العالم: أذكركم فقط بقول الله -عز وجل-: (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا) أي من كان سببا في رفع قتل الظلم عن شخص مظلوم كان كمن أحيا الناس جميعا، ومن قتلها بغير حق فكأنما قتل الناس جميعا، هذا ما كتبه الله على بني إسرائيل كما قال تعالى: (مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ........)، فلا تقتلوا أبناء غزة بالتخاذل والتهاون والتكاسل عن فعل الخيرات، فعلى الأقل فضح أكاذيب الصهاينة أمام العالم والدعاء عليهم، وأخيرًا أغمض عينيك للحظات فقط وتخيل أنك بين حطام غزة ودمارها الشامل نفسيا ومعنويا وحسيا، فوالله لن يتحمل أحد حتى أن يتخيل…
تحياتي: هيام كامل.