الإثنين 28 أكتوبر 2024 02:21 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

المقالات

الكاتب الصحفي مصطفى جمعة يكتب : ”زامورا”... …” وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ”

النهار نيوز

الشهر المقبل نوفمبر وبالتحديد اليوم الخامس منه تحل الذكرى ال (38) لوفاة المهندس محمد حسن حلمي"زامورا" احد الهامات الرياضية المهيبة و صاحب القيمة والمقام الرفيع في المثل والأخلاق والمبادئ الذي أثرأ الحياة الرياضية فى مصر بالكثير من القيم التي مثلت حائط صد قوى ضد التدليس والكذب و الخداع و الجهل والتخلف الذى يريد البعض أن يدخلونا فيه.

لقد عرفته رحمه الله حق المعرفة، وعرفته اكثر عندما اقتربت منه كثيرا عندما رافقته مع الرائع المغفور له الاستاذ عيدالفضيل طه رئيس القسم الرياضي في جريدة المساء في جولة في صعيد مصر اثناء ترشحه لمنصب رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم وخبرنا نحن على قلة رفقتنا له، أنه يختزن في شخصه خصالا نقدرها أيما تقدير: مصداقية في المسير، ورفعة في العطاء، وكرامة النفس، ونبل المقصد، والقوة في الحق، والصلابة في المنهج، والوفاء للخلان، والسلاسة في الطبع ، والدماثة في الخلق، والمشاركة في العمل، والتفاني في الاخلاص، وزهادة في النوال، وأنفة في البذل، واقداما في المعركة، وتريثا في الحكم على الناس والخلق .

وقد خصني خلال هذه الرحلة بالكثير من الذكريات والمواقف والحكايات سواء الطريفة او المحزنة ومنها القصة الكاملة لتطفيش النجم الموهوب علي خليل من صفوف الفريق الاول لكرة القدم بالقلعة البيضاء ، كما حكى لي عن نبل المايسترو صالح سليم ومدى تقدير قيادات الناديين الكبيرين في مصر والوطن العربي وأفريقيا لبعضهما البعض وقال : اتصلت بصالح سليم عقب فوزه برئاسة النادي الاهلي وطلبت منه ان يفسح لي من وقته لزيارته في القلعة الحمراء لتقديم التهنئة له شخصيا في عقر داره بنيل ثقة الجمعية العمومية لناديه الكبير ، لكنه رفض قائلا كيف يذهب" النيل للفرع " وأصر ان يأتي هو ومجلس إدارة النادي الاهلي الي مقر نادي الزمالك بميت عقبة لتقديم الشكر على تهنئة الهاتف الرقيقة.

كان رحمة الله عليه فريد ومميز في حياته وأثناء رحيله، هو لم يخلف متروكا، ولم يترك وراءه إرث ولا رصيد ثروة نقدية مخلدة، ولا جاه سلطان ولا سطوة زعامة، بل ترك النقيض من كل ذلك، ترك تواضعه وزهده وقيم نكران الذات والولاء للقيم الرياضية ترك الشخصية الرسالية الطافحة، والروح الأنيقة الشفيفة، والألق الأخلاقي الرحيم، والقدرة على الحضور لحظة الغياب، ترك قيم البقاء والعطاء والوفاء والولاء. ما احوجنا اليه وعلاقاتنا الانسانية كرياضيين بلا طعم، وتتدحرج فيها الذكرى عن الايام الجميلة في وجودهم كحراس للأخلاق الرياضية بين زوايا العتمة، وخواطر البوح، وتباريح السفر

لا الدمع يكفكف الآم الرحيل، ولا الوجع الضارب في أعماق النفس يخفف لوعة الفقد، ولا التوقف عند محطات الرفاق يجلب شيئا من السلوى لنا وللمحبين،

الهامات الرياضية