عيد فؤاد يكتب: الأهلي والزمالك ليس على رأسيهما ريشة

خرج علينا مؤخرا بعض الأشخاص، ممن يعتبرون أنفسهم أصحاب نادي الزمالك وكأنه ورث خاص ورثوه عن الأهل ليدافعوا عنه باستماتة ويهاجمون كل من يحاول الاقتراب منه ..وكأن الزمالك ملكية شخصية لهم، ونسوا أنهم مثل الملايين غيرهم ليس من حقهم الحجر على آراء الآخرين ويجب أن يعلموا أن الزمالك والأهلي وباقي أندية مصر هي ملك جميع المصريين ( معنويا) فقط، لكنه ليس ميراثا يستميتون من أجله ويدافعون عن هذا أو ذاك حتى ولو بالباطل، على الرغم أن النقد مباح للجميع وأن انتقاد الزمالك أو الأهلي إداريا أو فنيا لا يقلل منهما على الإطلاق، ولكن الانتقاد من أجل حثهما على الوصول للأفضل دائما، وخصوصا أنهما ليس على رأسيهما ريشة .

الزمالك أو الأهلي أو العكس هما ناديان جماهيريان يعشقهما الملايين في شتى أنحاء المعمورة وليس في مصر فقط ..وقد تخطت شعبيتهما حدود مصر من قديم الأزل، كما تخطت أيضا شعبيتهما محيط مصر الإقليمي، والقاري، وبالتالي فإدارتيهما ليسوا بملائكة معصومين من الخطأ، أو مدربيهما الذين يتعاقبوا على تدريبهما كذلك، ولاعبيهما أيضا، ومن هنا على محبي القلعتين الكبيرتين أن يتريثوا قليلا ولا يقابلوا النقد بالإساءة ..لأن الأهلي نادي مصري وطني، والزمالك أيضا نادي مصري وطني، وأن توجيه النقد لأي منهما أو كلاهما ليس معناه النيل منهما أو تاريخهما الوطني المشرف، أو انجازاتهما الرياضية في مختلف الألعاب التي تخطت حدود الوطن ووصلت العالمية، وخصوصا النادي الأهلي صاحب الإنجاز التاريخي الأبرز في كأس العالم للأندية، بحصوله على الميدالية البرونزية أربع مرات، كأول نادي في تاريخ البطولة يحظى بهذا الشرف.

صحيح أن الأهلي لم يحصل على الميدالية الفضية مثلما حظى بشرف الحصول عليها من قبل الرجاء المغربي، ومازيمبي الكونغولي، والعين الإماراتي، والهلال السعودي، ولكنه يكفيه فخرا أنه أصبح ضيف دائم وثاني أكثر أندية العالم مشاركة في البطولة بعد أوكلاند سيتي النيوزيلندي برصيد ٩ مشاركات في مونديال الأندية قبل تعديل نظامه ليقام كل أربع سنوات بمشاركة ٣٢ ناديا، من مختلف أنحاء الدنيا، مع الاحتفاظ بفرصة المشاركة في بطولة الانتركونتيننتال (أبطال القارات) هذا العام، والتي يلتقي خلالها بطل أفريقيا "الأهلي" مع الفائز من العين الإماراتي أو أوكلاند سيتي، وهي البطولة سيشارك فيها أبطال القارات سنويا وتقام مبارياتها بنظام مختلف تماما عن مونديال الأندية .

يا سادة ..الاقتراب من الأهلي أو الزمالك لا يعني محو تاريخهما، ولكن لتشجيعهما على معالجة أخطاءهما ليكونا الأفضل دائما، وعلى من يظهرون من آن لآخر عبر السوشيال ميديا ويعتقدون أنهم أصحاب الناديين بدفاعهم المستميت عنهما في الصح والخطأ دون النظر للأخطاء التي يقع فيها أي من الناديين، عليكم التوقف قليلا مع أنفسكم واعلموا أنكم لستم حماة الحمى، وأن مسئولي الناديين الكبيرين لم يكلفوكم بالدفاع عنهما، وأنه ليس هناك كلام محظور في النقد البنّاء للكبيرين .

الأهلي والزمالك هما القوة الناعمة في الرياضة المصرية والتي تباهي به مصرنا الحبيبة الأمم، ولن يجرؤ أحد على النيل منهما مطلقا ..لكن فقط علينا التمعن والتمهل قليلا، حيث أن النار تأتي من مستصغر الشرر، والتعصب يأتي من بعض هؤلاء، مدعيّ الانتماء الذين يهاجمون كل من يقترب منهما.. وكأن الكبيران معصومين من الخطأ، الذي لا يوجد إنسان على وجه الأرض معصوم منه سوي سيد الخلق أجمعين رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .

باختصار .. الأهلي والزمالك أكبر ناديان جماهيريان في مصر والوطن العربي وأفريقيا، وهما ملك لجميع المصريين مثل باقي أندية مصر.. وبالتالي من يرفع من شأن مصر خارجيا هي الأندية المصرية، وخاصة الأهلي والزمالك، وحتى يكون الكبيران في أفضل حال، أعاهدكم ، بل وأؤكد لكم، وبحكم عملي ككاتب صحفي وناقد رياضي ألا أكون منافقا أو ( مطبلاتي) لفلان أو علان أو ترتان، ولكن ما أراه جيدا سأشيد به، وما أراه خطأ عليّ الإشارة إليه، بهدف إصلاحه من قبل أولي الأمر في القلعتين الكبيرتين، على وجه التحديد، باعتبارهما الأكثر شعبية، في إطار النقد المباح الذي كفله لي القانون ولغيري من الزملاء، بعيدا عن التجريح الشخصي ..ولكن فقط على مدعيّ ملكية الناديين بغير حق أن يمتنعوا ويتواروا خجلا ..لأنه لا يصح إلا الصحيح ولن يتوقف مداد قلمي عن النقد، بحثا عن إصلاح الحال المائل في الرياضة المصرية أو الإشادة إذا كان هناك ما يستحق الإشادة لإنجاز ما قد تحقق، أو قد يتحقق مستقبلا ويستحق الدعم حتى يكتمل الإنجاز .

في النهاية، أتمنى أن تكون رسالتي قد وصلت لكل هؤلاء.. وأولئك، وعليهم أن يصمتوا أو يختفوا من على السوشيال ميديا والساحة نهائيا، حيث لا يصح إلا الصحيح.