الجمعة 18 أكتوبر 2024 09:13 صـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

الأخبار

”المصريون القدماء بين الرواية والتاريخ” ندوة بمعرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب

جانب من الندوة
جانب من الندوة

كتبت شيماء متولي

في إطار فعاليات معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب أقيمت مساء اليوم ندوة تحت عنوان المصريون القدماء بين الرواية والتاريخ وقد أدار الندوة الدكتور حسين عبد البصير مدير متحف الآثار مكتبة الإسكندرية حيث افتتح سيادته الندوة مرحبا بضيوف المنصة والحضور الكريم.. ثم تحدث عن تجربته مع الرواية وهي التي صنفها البعض من كبار النقاد أنها بمثابة العودة الحقيقية إلى الرواية التاريخية عقب أعمال أديب نوبل العالمي نجيب محفوظ..
حيث قال عبد البصير أن لديه العديد من الروايات والمقالات والتي تناولت أفريقيا وأهميتها الاستراتيجية بالنسبة إلى المصريين القدماء، ومنذ أقدم عصور الحضارة المصرية القديمة لعب الملوك المصريون دورًا كبيرًا في
الانتشار في أفريقيا واكتشاف هذه الكنوز الحضارية من معالم لهذه القارة القديمة العظيمة.

وعن تمصير القارة الأفريقية أوضح مدير متحف أثار مكتبة الإسكندرية بقيام ملوك مصر القديمة بتمصير القارة الأفريقية منذ بدايات التاريخ المصري القديم وإضفاء تلك الروح المصرية الأصيلة عليها، حيث كانت أفريقيا هي العمق الجنوبي المهم للدولة المصرية، وأمدت أفريقيا مصر والمصريين القدماء بالعديد من السلع والمنتجات التي كان المصريون القدماء يحتاجون إليها في تشييد حضارتهم العظيمة. فقد قام ملوك بداية الأسرات المصرية القديمة وعصر الدولة القديمة بتعزيز العلاقات التجارية والدبلوماسية مع أفريقيا وإرسال البعثات والوفود لجلب المنتجات الأفريقية إلى مصر القديمة.
وكانت أفريقيا منجمًا لمصر القديمة؛ نظرًا لوجود العديد من المنتجات التي لم تكن موجودة في مصر القديمة في تلك الفترة. بدأت العلاقات المصرية القديمة مع الجنوب منذ أقدم العصور، وكانت فترة ما قبل الأسرات شاهدة على التواصل والتداخل الحضاري بين مصر وجنوبها. وكانت فترة الأسرات المبكرة مهمة جدًا في تأسيس الدولة المصرية وتحديد الأولويات بالنسبة لها وكيفية التفاعل والوجود مع جيرانها إلى الجنوب من حدودها التي كانت متغيرة.
وعن نهر النيل العظيم أضاف العالم الأثري الكبير معرفا بأن النهر المقدس هو شريان الحياة الذي يربط بين وادي النيل شمالاً وجنوبًا ، وكانت النوبة هي الملعب المصري الأثير في المنطقة سواء النوبة السفلى أو النوبة العليا. ونرى منذ بدايات الحضارة المصرية الوجود المصري فاعلاً للغاية ومؤثرًا في الجنوب. كان عصر الدولة القديمة بداية قوية للتوغل الكبير في الجنوب، وكانت فترة عصر الانتقال الأول فترة غير مستقرة في مصر.

استكمل د.بصير عن الكُتاب ،مصر القديمة والأدب ،عادل كامل ونجيب محفوظ ،سلامة موسي ،وتاريخ نشر كتب لنجيب محفوظ خطط كتابته، والتر الكارت، حكمة خوفه وتحولت لعبث الأقدار ، كذلك خوفو ورادوبيس رواياته اللغة الانجليزية و همس النجوم ، وكم أحب محفوظ مصر القديمة وكتب عنها رواياته، التي ضمتها المرحلة الأولى من مشروعه الأدبي العملاق.

وتابعت د.أمل رفعت عن تجربتها في مصر القديمة ،فعلت مجموعة قصصية انتقام شفاف القصاص تبحث عن انتقام شفافا في مصر القديمة ورواية لتحقيق الفكرة وجزء تاريخي معين ،يبحثوا عن قصص حتشبسوت، وكليوباترا ، لتكون رواية تجمع بين التاريخ والرواية …

وحاور د.حسين مع د.أمل حول روايتها بعنوان "البوابة النجمية ،وصندوق رقم2 "حيث استعانت بالمصري القديم ،والتعرف عن الفارق بين الخيال والعلم ،وأن الخيال نستخدمه في روايات وليس في تاريخ مصر القديمة،انتقام شفاف علم النفس وعلم الجرائم من جعل د.أمل توجه لمصر القديمة …

" الفرق بين الروائي والمؤرخ "

وأشارت الكاتبة" مني سيف" أن لديها إصدارات كثيرة ،وجوائز كثيرة ،تحدث فيها عن الروائي عبدلله إبراهيم ،مقولته الشهيرة"المؤرخ الجيد هو الروائي" لأنه لديه نظره أفضل ،حيث لملك التخيل الذاتي ،لذلك د.مني سيف تميل للروائي عن المؤرخ ،ونوهت أن التاريخ متغير ،يصدر رؤية حقيقة رواية تحمل الصدق الفني وتستمد منها،فهذا الفارق ما يحدث فارق بين الرواية والتاريخ عن المصري القديم ،الحقيقة توجد بجانب الافتراض يحملوا ذات الصفات الإقناع ،فهذا ليس حقيقة كاملة ،وأكدت "د .مني سيف" على وجود ثلاث كتب وروايات في مصر القديمة …

*أسطورة تل آثري في كفر الشيخ"

بدأت د.سارة سيف عن رواية ملحمية بعنوان ريمو، حيث ظهر حبها منُذ الصغر وتعلقها الآثار عن رؤية لتل آثري بجانب مدرستها ،وتطور حتى أصبحت باحثة آثارية وحبها لحتشبسوت التي ولدت في عام 1508 قبل الميلاد، وهي الابنة الكبرى للملك (تحوتمس الأول)، وظهر فضولها للبحث عن المصادر ،ومغامراتها في عالم الأكثشافات في مصر القديمة،بدأ الكتابة عن ملكة حتشبسوت ومشاهد ،وبدأت رحلتها في عالم الروايات....

وعقب د.حسين عبد البصير علي" رواية «ريمو» للروائية والأثرية انتصار سيف تجربة سردية جديدة في عالم الرواية الفرعونية. وتدور عن حياة الملكة حتشبسوت. وجاءت أحداثها من خلال «ريمو» أو البكَّاء ذلك اللقب الذي أطلقه عليه أهل واست لكثرة بكائه، وهو رجل غريب قارب على التسعين من عمره، ونزل بالبلدة ولا يعرفه أحد فيها. والشخصية الأخرى هي صبى في الثانية عشرة من عمره اسمه «ونى».
وتبدأ الرواية في فصل الزرع وتنتهى مع بدايته في العام التالى. وتصف الرواية في سبعة عشر فصلاً الحياة الاجتماعية في مصر القديمة وصفًا تفصيليًا. وبدأ البكَّاء يحكى للصبى عن الملكة وحبيبها وكيف نما بينهما الحب لكن تقاليد القصر حالت دون ذلك. وعندما علم سنموت بذلك، غادر إلى أرمنت. وكان كل يوم يفكر فى أن يبنى لها معبدًا عظيمًا. وعاد إلى العاصمة بعد أن مات والدها الملك تحتمس الأول. وظل بالمدينة عامين يتدرج في المناصب حتى أصبح مشرفًا على ضياع آمون. ودعته ووظفته مربيًا لابنتها ومسؤولاً عن القصر. ويموت زوجها. وصارحها سنموت بحبه لها. واتفقا على بناء معبدها في الغرب وكيفية أن تستأثر بالعرش وحدها. واستمعت باهتمام لنصيحته بضرورة التقرب لكهنة آمون وإغداق الهبات عليهم. وبعد سنوات قلدت سنموت الوزارة. فأثارت حنق الكاهن الأكبر فوضع يده في يد تحتمس الذي كان قائدًا للجيوش. وحفر سنموت مقبرة تحاكى مقابر الملوك بها سرداب يصل أسفل فناء معبدالملكة بالقرب من مقبرتها فجعلوها ترى صوره في معبدها وترى مقبرته التي صور نفسه في سقفها مع الملكة وقرأت اسمه مقترنًا باسمها وكأنه زوجها أو شريكها في الملك؛ فجن جنونها وتخيلت أنه طمع في عرشها. واستدعته للديوان. وحاول جاهدًا أن يقنعها بأنه أراد بما فعل أن يوحد طقوسهما معًا وأن يكون قريبًا منها في الآخرة لكنها أبت أن تصدقه وهددته بالقتل، فخرج حزينًا. ثم أرسلت جنودًا إلى الغرب ليقوموا بمحو اسم سنموت وصوره من معبدها ويحطمون مقبرته.
ولما مضى لحق به صديقه. وأقنعه بأن يختفى بضعة أيام حتى تهدأ الملكة. وأخفاه في بيت أبيه القديم، لكنه في الليل عاد إليه؛ ليخبره بأن الملكة أهدرت دمه والجنود يبحثون عنه في كل مكان حتى إنهم أحرقوا بيته، وعليه أن يهرب قبل أن يجدوه. فخرج متخفيًا في الظلام متجهًا للشمال، لكنه عاد يدفعه الخوف عليها من تآمر الكاهن مع تحتمس. وافتعل حيلة دخل بها القصر. وقابلها واعتذر لها.وحاول أن يقنعها بالهروب معه إلى بونت ليعيشا كحبيبين، لكنها رفضت حتى لا تسىء إلى بلادها وتاريخها وتاريخ عائلتها وحتى لا يصدق الشعب ما يرويه تحتمس والكاهن الأكبر من افتراءات عليها، ثم خيرته في أن يمضى أو أن يبقى معها ويواجهان مصيرهما، فجلس إلى جوارها مستسلمين لقدرهما بعد أن رفضت وساطة الكاهن الأكبر الذي أشار عليها بترك الحكم لتحتمس والاختفاء من المشهد.
فدخل عليهما تحتمس شاهرًا سيفه، لكن جدته أمرته بألا يقتلهما وأن يتركهما يعيشا معذبيّن بلا مناصب ولا أموال ولا حتى اسم أو مقبرة. فرضخ لأمرها وأمر أحد رجاله بأن يأخذ سنموت إلى خارج المدينة وأمره بضربه بالسهام إن هو استدار نحوها ثانية. وأمر أحدهم أن يضربه في ظهره خارج المدينة بينما يمضى ثم يتركوه طعامًا للكلاب والذئاب، لكن صديقه تتبعهم واستطاع أن ينقله إلى مقبرته القديمة في الغرب ويداوى جرحه ثم أقنعه بأن يذهب إلى منف وأن يعيش بعيدًا عن المتاعب، وأن ينسى الملكة. فمضى، لكنه لم يعش ولم ينس، فعاد بعد ثلاثين عامًا يبحث عن رائحة حبيبته في كل الأماكن بعد أن علم بخبر وفاتها.
وفى وقت الحصاد، حلت كارثة بالصبى ووالده، فأعطاه البكّاء خاتما من الذهب عبارة عن خرطوش نقش بداخله «ماعت كا رع»، وهو اسم تتويج الملكة حتشبسوت كانت قد أهدته له بعد أن صارحها بحبه، وكان يستعمله فى ختم الأوراق أثناء عمله معها. وتأكد الصبى أن البكّاء هو نفسه حبيب الملكة الذي يحكى له قصتها.
وأحضر «ونى» ريمو بعد أن غمر الفيضان الأرض وكاد يجرفه معه، خاصة أن المرض كان قد اشتد عليه بعد زيارة قام بها مع الصبى لمعبدالملكة في الغرب وحكى له عن المعبد ورحلة بونت وعن الأميرة نفرو رع ابنة الملكة وكيف كان يحبها كابنته وكيف تزوجت من تحتمس.
وكاد الفضول أن يقتل والد الصبى ليعرف حكاية الخاتم الذي سبب له متاعب كبيرة وسُجن وضُرب لأجله حتى أدمى ظهره فحكى له باقى القصة وكان معهما ونى. وأخبر الفرعون بأن ريمو هو سنموت وأنه قد فارق الحياة. وينحسر الفيضان ويتم تجهيز الأرض للزراعة.
وتنتهى هذه الرواية المثيرة والجديد بالقراءة. فتحية للروائية والأثرية البارعة انتصار سيف"

في النهاية ندوة اختتم بشكر مكتبة الإسكندرية والحاضرين ،دكتور أحمد زايد ،ود.شريف،د. محمود ،د.محمد ،د.حسين دعسة ،والشاعر المبدع د.سمير وكلماته مؤثرة،وحضر كثير من العلماء والآثريين ،المؤرخين ،الروائيين ...
كذلك ظهرت المداخلات الحاضرين بطريقة مبدعة ،وامتلئ القاعة بالتصفيق الحار ...