الأربعاء 25 ديسمبر 2024 09:51 مـ
النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز
  • جريدة النهار نيوز

رئيس مجلس الإدارة د. يحيى عبد القادر عبد الله

رئيس التحرير جودة أبو النور

منوعات وتنمية بشرية

ماذا تعرف عن شارع قصر النيل؟ أعرف الاجابة بالصور

النهار نيوز

شارع قصر النيل الذى يبدأ من ميدان التحرير وينتهى بتقاطعه مع شارع الجمهورية ناصية مسجد الكخيا الأثرى الشاهد على ميدان الاوبرا .. ويتميز هذا الشارع بمروره على ميدان طلعت حرب ( سليمان باشا ) سابقاً والذى شرفت بالإشراف على ترميمه .. وميدان مصطفى كامل الذى شرفت أيضا بالإشراف على ترميمه... ويبلغ طول الشارع 1200 متر تقريباً.
* كان هذا الشارع نزهة حقيقية للشباب والشيوخ والسيدات أيضا، شوارع نظيفة فسيحة جميلة، محلات تجارية تعرض كل شئ تحتاجه، محلات كافتيريات للطعام والشراب، أخلاق الباعة محترمة والناس مبتسمة ضاحكة، كانت الناس راضية عن حياتها، متفائلة لديها أمل فى غد أفضل، الأمن مستتب.

* أخلاق الناس كانت ملتزمة محافظة محترمة، لا تسمع كلمة خادشة للحياء أو معيبة، الكل يحترم نفسه ويحترم الآخر، مع أنه كانت توجد “بارات وخمارات” رسمية يشرب فيها الناس الخمر، لكنك لا تجد سكرانا خارجا عن القانون، من هنا نقول أن هذا كان زمنا جميلا، اذا قسناه بالشوارع الآن، وبخاصة شوارع وسط البلد الآن، الأخلاق تغيرت فعلا، والمفروض أن تتغير للأفضل وتتقدم، لكن الحقيقة المرة أننا تقدمنا للخلف وبدلا من أن تكون أخلاقنا أحسن وانسانيتنا أفضل، أصبحنا كالخارجين من الكهوف، معاملات خشنة مع بعضنا، عصبية لمجرد حدث بسيط، ألفاظا فجة قليلة الأدب حتى من البنات تجعلك تتعجب وتندهش، وربما يصيبك مرض عصبى أو نفسى، ماذا جرى لنا ونحن شعب نعرف الأخلاق والاحترام، بل نحن الذين علمنا العالم كله الأخلاق منذ آلاف السنين.

* انتهى فجأة عهد حديقة الأزبكية، وقررت أم كلثوم أن تبدأ عهدا جديدا، فى “قصر النيل”، ربما لم تكن “ثومة” تعرف وقتها -بداية ستينيات القرن العشرين- أن “مسرح سينما قصر النيل” سيكون عهدها الأخير، لكنها بمرور السنوات قررت الاستمرار في الشدو هنا، وبعد حوالى عشر سنوات من حفلتها الأعظم في مسرح قصر النيل، حين انعقد لقاء السحاب وغنت من ألحان عبد الوهاب “إنت عمرى” مايو 1964، وقف الجمهور ينتظر دخول حفلتها فى 4 يناير 1973، يوم غنت “القلب يعشق كل جميل”، وكانت تلك المرة الأخيرة التى يجلجل الصوت الكلثومى هنا، فى 6 شارع قصر النيل الذى لازال مسرح قصر النيل فى مكانه ولست أعرف إذا كان يعمل حالياً أم لا.

* لم يعد لمدخل شارع قصر النيل-لو اعتبرته يبدأ من ميدان التحرير- مهابته القديمة فى الزمن الكلثومى ولا -بالطبع- فى زمن الخديوى، نتكلم عن “المدخل” فحسب، أما الشارع ذاته فإن أهم المعالم التي تحمل اسمه تتطلب منك أن تعبر الميدان لتصل إليه، إلى “كوبرى قصر النيل”، أشهر كبارى مصر قاطبة وأجملها، بأسوده التاريخية الرائعة التى شرفت بالإشراف على ترميمها و التى تبقت من الكوبرى القديم الذى بناه الخديوى إسماعيل، وجعل له تسعيرة وتذاكر عبور للبشر والعربات والحيوانات “ومنها النعام والغزلان والضباع”، قبل أن يهدم ابنه الملك فؤاد الكوبرى ويبنيه من جديد ويفتتحه عام 1930 مزينا بأسود أبيه.

* ويعود سر تسمية الشارع بقصر النيل إلى القصر الذى بناه محمد على باشا لابنته الأميرة نازلى التى أنجبها من زوجته أمينة هانم، وهي -نازلى– شقيقة إبراهيم باشا وطوسون باشا، وهى -بالطبع – غير الملكة نازلى ابنة عبد الرحيم باشا صبرى زوجة فؤاد الأول ووالدة الملك فاروق وحين بنى قصر نازلى “قصر النيل”، لم تكن القاهرة الخديوية (وسط البلد حاليا) قد عمرّت بالكامل بعد، فلم يكتمل بنائها على النمط العالمي سوى على يد الخديوي إسماعيل الذي أراد باريسا في الشرق، ربما لهذا قرر سعيد باشا هدم “قصر النيل” ليتحول إلى ثكنات عسكرية، استولى عليها فيما بعد الجيش البريطانى بعد احتلاله مصر، لم تعد الثكنات قائمة، بل صار محلها اليوم عدة منشآت أهمها جامعة الدول العربية وبعض الفنادق الكبيرة، تلك المنشآت التى قامت محل القصر هى التي يواجهها شارع قصر النيل الذى ليس ذنبه أن القصر -الذي سمى على اسمه- لم يعد موجودا .. ربما يكفيه فخرا، أنه رغم اختفاء القصر، فإنه الشارع الوحيد الذي لم يتغير اسمه أبدا، فلا يمكن أبداً أن تعثر على لافتة “سابقا” فى قصر النيل، ولا يمكن وسط عماراته الساحرة أن تخطىء المكان.